رئيس التحرير أحمد متولي
 محمد صلاح ومعركة اتحاد الكرة.. ما له وما عليه

محمد صلاح ومعركة اتحاد الكرة.. ما له وما عليه

في يونيو 2018، فجرت شبكة cnn  الأمريكية مفاجأة كبيرة بشأن نية محمد صلاح اعتزال اللعب الدولي في صفوف المنتخب المصري، عقب أزمته الشهيرة مع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف في معسكر الفراعنة بكأس العالم، حينها نفى الجميع وصمت صلاح.

أما الآن فنجم ليفربول يؤكد ما نشر من قبل نتيجة تراكم شكاوى تقول إن هناك فسادا وعشوائية في اتحاد الكرة المصري.

لصلاح مريدين من المحيط إلى الخليج، وهو ما يجعله محصنا «كرويا» من أي إجراءات عقابية تجاهه من اتحاد الكرة، في خضم الأزمة المثارة حاليا بسبب مطالبه الأخيرة.

لصلاح مريدين من المحيط إلى الخليج، وهو ما يجعله محصنا «كرويا» من أي إجراءات عقابية تجاهه من اتحاد الكرة، في خضم الأزمة المثارة حاليا بسبب مطالبه الأخيرة.

لكن هذه الأزمة كشفت أيضا انقساما لم يكن موجودا من قبل بشأن طريقة تعامل نجم ليفربول مع اتحاد اللعبة، ومع ذلك فلن ينال ذلك من رصيده في ظل انخفاض شعبية كتيبة هاني أبوريدة بسبب أزمات المنتخب الأول والبطولات المحلية.

سنبحث هنا عن أسباب انخفاض التضامن مع «أبو مكة» في أزمته مع اتحاد الكرة.

خطابات رامي عباس

لم يعتاد اتحاد الكرة التعامل مع وسطاء في علاقتهم مع لاعبي المنتخبات الوطنية، لذا لم يتقبل أن يفوض محمد صلاح وكيلة ومحاميه الكولومبي رامي عباس في أي مراسلات أو شؤون تسويقية، وألمح المسؤولون كثيرا إلى أن وكيله يفتعل الأزمات لإفساد العلاقة بينهما.

الخطابات، التي وجهها عباس نيابة عن وكيله، تضمنت صياغات شديدة اللهجة وغير مسبوقة في علاقة اللاعبين والإدارات، وهو ما تسبب في إحراج لصورة النجم الكبير في عيون جماهيره.

أزمة الوكيل الكولومبي اللبناني تفاقمت مؤخرا بعد المراسلات التي اعتبرها اتحاد الكرة «غير لائقة»، بعد أن هددهم فيها بإجبارهم على الاستقالة في حالة عدم تلبية مطالبهم قبل موعد حدد له 27 أغسطس.

الخطابات، التي وجهها عباس نيابة عن وكيله، تضمنت صياغات شديدة اللهجة وغير مسبوقة في علاقة اللاعبين والإدارات، وهو ما تسبب في إحراج لصورة النجم الكبير في عيون جماهيره.

«فشلكم في كأس العالم نتيجة مباشرة لسوء إدارتكم التي أبديتموها مثلما سجل صلاح في الوقت الضائع ضد الكونغو. نجاح الفريق في الملعب تراجع للمقعد الخلفي منذ ذلك الوقت».

«إجابتكم يجب أن تؤكد موافقتكم على كل ما قيل، إذا لم تجيبوا في الوقت المناسب أو كانت تصرفاتكم أقل من توقعاتنا أو لاحظنا أنكم غير جادين في تحقيق مطالبنا، أنا ومحمد سننادي باستقالة رئيس اتحاد الكرة ومجلسه».

طلب عباس أن يوفر الاتحاد حراسة على غرفة صلاح ومصعده في فندق اللاعبين، كي يوفر له الراحة والهدوء خلال فترة المعكسرات. طلبات لم يختلف أحد عليها لكن الخطابات أبرزتها في صورة سيئة.

الوكيل هدد أيضا بعدم إرسال ليفربول لاعبه «مو» في المباريات المقبلة للمنتخب، كنوع من الضغط، لكن الفريق الإنجليزي تعهد بإرساله في الوقت المناسب دون إثارة أزمات مع الاتحاد، وهو ما عرض اللاعب ووكيله لانتقادات في هذه النقطة تحديدا.

لماذا اضطر صلاح للظهور في «لايف فيسبوك»؟

رغم يقينه الشديد بأن الجماهير لن تتخلى عنه في أزمته مع اتحاد الكرة، لكن ظهير ليفربول الإنجليزي اضطر للظهور في «لايف» من 3 أجزاء للدفاع عن نفسه بعد محاولة تشويه صورته في مؤتمر صحفي للاتحاد، فهو يعلم أن تسريب صيغة خطابات محاميه ستتسبب له في أزمة مع زملائه في الفريق والجماهير الداعمة له داخل بقاع الوطن.

هداف البرميرليج هو المسؤول عن أزمة الخطابات، بعدما رفض التعامل مع وكيله باعتباره طرفا ثالثا في العلاقة مع اتحاد الكرة، لذا فعليه أن يواجه الأزمات المقبلة بنفسه لتجنب الأزمات.

لماذا الغموض يا صلاح؟

اعتاد اللاعب المرشح لجائزة أفضل لاعب في أوروبا أن يثير الجدل من حين لآخر، بجملة مقتضبة وصور غاضبة يكتنفها الغموض، دون أن يوضح للجماهير حقائق الأمور، فهو لا يتبع الأسلوب المباشر في طرح أزماته مع اتحاد الكرة منذ البداية. وهو ما ظهر في الأزمة الأخيرة بعدما كتب «من الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي.. لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟!».

وليست هذه المرة الأولى التي يلمح فيها إلى الأزمات دون أن يسهب في الشرح من أجل كسب المزيد من التضامن مع قضيته، فقبل شهرين كتب تغريدة مقتضبة: «قد يظن البعض أن الأمر قد انتهى ولكن الأمر لم ينته بعد. يجب أن يكون هناك تغيير». لنكتشف الآن أن المقصود بها هو المطالبة باستقالة اتحاد الكرة.

صلاح بات متهما «عند البعض» بالاستقواء بالسوشيال ميديا في معاركه مع اتحاد اللعبة في مصر، لذا عليه أن يدير صراعاته بحنكة شديدة حتى لا يفقد هذا الدعم في قادم الأيام.

وإذ عدنا للوراء قليلا سنجد ان أزمته مع شركة بريزنتيشن بخصوص صورته على الطائرة التي تقل الفريق إلى روسيا خلال بطولة كأس العالم، قد بدأت بتلميح منه على حسابه بجملة: «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدًا.. كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كدا».

لذا نريد أن نطرح هذا السؤال على الفرعون:  لماذا لا تقحم الجمهور المصري في «صميم الأزمات» قبل أن تطلب دعمه في كل مرة؟

صلاح بات متهما «عند البعض» بالاستقواء بالسوشيال ميديا في معاركه مع اتحاد اللعبة في مصر، لذا عليه أن يدير صراعاته بحنكة شديدة حتى لا يفقد هذا الدعم في قادم الأيام.

من ينتصر لأبو ريدة؟

في أزمة صورة طائرة روسيا، تدخل وزير الرياضة خالد عبدالعزيز لإرضاء محمد صلاح، لكن هذه المرة لمن ستنتصر الحكومة: هل لابنها الذهبي المرشح لجائزة أفضل لاعب في العالم أم للاتحاد المتورط في فصائح يعلمها القاصي والداني؟.

صلاح نجح في إدارة أزمته بسلاح السوشيال ميديا، وتحديدا بعد «اللايف»، حيث تابعنا تقدم هاشتاج #أدعم_ محمد_صلاح على صفحات التواصل الاجتماعي دون أي دفاع عن المؤسسة الرياضية العتيقة.

ربما ينجح صلاح في الإطاحة باتحاد الكرة، كما توعد، تحت تأثير الضغط الجماهيري وخشية من تنفيذ تهديداته السابقة بالاعتزال الدولي، لكن المتابع يعلم جيدا أن الدولة لن تسمح بتضخم شخص على أجهزتها، بما فيها اتحاد ينظم كرة القدم في مصر.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة