رئيس التحرير أحمد متولي
 الملل بعد الزواج خطر.. لذلك احذر هذه الأمور

الملل بعد الزواج خطر.. لذلك احذر هذه الأمور

مثل أغلب الأزواج، استقبل محمد سامي (اسم مستعار) حياته الزوجية بسعادة تامة ظلت معه طويلاً، يقضيها مع زوجته بين السينما والكورنيش، أما التسوق فهو في الأساس لشراء مستحضرات التجميل للعروسة.

كل هذا تغير فجأة، وتسرب الملل ليطغى على السعادة والدلع، كيف يفسر محمد سامي وآخرون لـ«شبابيك» أسباب الرتابة والروتين الذي هدد عرش الزواج السعيد؟.

ابني بيحاربني

الملل بسبب الأولاد

«ولي العهد وصل وسحب البساط من تحت رجلي»

 يعترف محمد سامي أن الزواج في بدايته كان مغامرة مشوقة يقودها مع زوجته، ليستكشفا فيها عالمًا آخر معًا، وفي نفس الوقت كل منهم حر تمامًا «وكأني لسة مودعتش العزوبية، أقدر أعمل اللي أنا عاوزه في أي وقت، ممكن أخرج مع زمايلي حتى زي الأول»

بدأت الحياة تختلف مع دعوات الأهل واستعجالهم على النسل، وبالفعل جاء المولود الأول، لتتبدل الأدوار بين محمد سامي الأب وابنه، لقد صار ولي العهد هو رقم واحد «بقيت غير مرغوب فيا، دي أم وابنها الرضيع البريء، وأنا بقى الشرير اللي بتدخل وسطيهم»

صار الزواج السعيد يومًا واحدًا لا يتغير، الطفل يصرخ بينما تحاول أمه إرضاعه، والأب مرغم على النوم في ضوء الحجرة أو يضطر للنوم على الأريكة مطرودًا، ماذا عن الرفاهيات والهوايات؟ «انسى كل ده، عاوز تخرج مين؟ أمسك الواد، المدام بتطبخ أو عاوزة ترتاح من التعب».

أصبح الملل هو الفرد الرابع في البيت بعد الزوجين وابنهما، وتكرر المشهد نفسه مع المولود الثاني والثالث، يؤمن «محمد» أن ما حدث طبيعي وسنة الحياة، لكنه يتحسر على أيام العز فيما مضى حين كانت الأيام أكثر إمتاعًا وحركة كأفلام «الأكشن»!

مطحنة الشغل

الملل بسبب الشغل

«هو أنا متجوز مراتي ولا متجوز الشغل؟»

على عكس محمد سامي، لم يُرزق شادي الزهيري وزوجته بأي أطفال، لكن الملل أصر على إصابة حياتهما الزوجية، بسبب شيء آخر اسمه «روتين الشغل» الذي جعل كلاً منهما يتزوج وظيفته ويعيش من أجلها.

في كل يوم يصل «شادي» وزوجته إلى البيت في قمة الإرهاق بعد يوم حافل بالعمل، والمشكلة الثانية أن العائد قليل لا يكفي لرفاهية الزواج، والبال مشغول ومنهك ومصاب بالاكتئاب، ولم تصلح المحاولات في تعديل الحالة « بنحاول نغير كأننا بنسرق لحظات سعادة من الدنيا بالعافية».

يرى «شادي» أن العمل الكثير لم يوفقه في زواجه وكأنه لم يتزوج أصلاً «إزاي ابقى عبد لوظيفتي بشكل شيك؟، أشتغل وألف في ساقية عشان آكل وأسكن؟، ده أنا كدة هكتئب ومش هعرف حتى أعيش حياتي الزوجية السليمة».

أنا مزاجية

الملل بسبب المزاجية

«لازم حد يحبني حب غير مشروط عشان يستحمل طبعي»

طبيعة أحد الزوجين قد تكون سببًا في ولادة الملل، كما تحكي أماني حسن (اسم مستعار) وتعترف أنها مزاجية الطبع، تتقلب حالتها كثيرًا ولا تستقر في اتجاه واحد، وهذا ما لم يفهمه زوجها «الحقيقة هو ملوش ذنب، بس أنا طبيعتي كدة!».

تحب «أماني» التغيير في كل وقت، فهي اليوم تريد الخروج للنزهة، وغدًا تريد البقاء في البيت، أحيانًا تحب القراءة وأحيانًا أخرى تحب الجلوس وحدها «كل يوم بحالة، الملل ده أساسي ولازم أحاربه».

لم يستطع الزوج التعامل مع هذه التقلبات رغم الحب الشديد لزوجته، ورغم محاولة «أماني» تقبل طلبات زوجها والضغط على نفسها، كان يشعر بأنها تتفضل عليه، وبالتالي حدث الانفصال في النهاية «لازم اللي يرتبط بيا يستحمل طبعي للأسف».

قالوا عن الملل

كتاب الساخر أحمد رجب عن مشكلات الأزواج

وصف الكاتب الراحل أنيس منصور الملل بمقبرة الزواج، أما الأديب الساخر أحمد رجب فيقول أن الرجل والمرأة ينفخون في ضيق إذا تأخر أحدهم عن موعده في وقت الحب، أما حين ينفخ الاثنان في وقت واحد أمام بعضهما فمعنى هذا أن الملل تسرب لعلاقتهما.

حتى في الغرب كتب الأدباء المشاهير عن الملل في الزواج، ومنهم الأديب الأمريكي «ستيفن كينج» في قصته «لعبة جيرالد» عن محاولة زوجين لكسر الملل بقضاء يوم في مكان منعزل، وتنهتي الفكرة بشكل كابوسي مرعب.

هكذا يأتي الملل

كيف يأتي الملل؟

كيف يأتي الملل إذن من وجهة نظر علم النفس؟، استشارية العلاقات الأسرية وعضو الجمعية الأمريكية لمشاكل الأسرة غادة حشمت، ترى أن الملل في الزواج لا يختلف أولاً عن أي ملل آخر بطبيعة البشر.

مهما كان الإنسان عاشقًا لأكلة معينة فسوف يمل منها مع الوقت، وهكذا الزواج الذي يبدأ بالحب ثم يتحول مع التكرار والتشابه اليومي إلى شيء رتيب وثابت. تحدد استشارية العلاقات الأسرية أسباب الملل النفسية وهي:

العام الأول

ينبغي أن يحصل الزوجين على فرصة للحياة معًا بأعلى درجة من الاهتمام ومحاولة فهم بعضهما، وهذا ما يحدث في العام الأول للزواج بطبيعة الحال.

لهذا السبب ترى الدكتور غادة أن من الأفضل تأجيل قرار الحمل لبعد العام الأول، حتى لا يشعر الزوجين أن فرصتهما للرومانسية قد اختفت وسط مسؤوليات الأولاد.

عدم المشاركة

التقدير

المفترض أن وجود الأطفال يجعل الحياة أكثر حيوية وحركة، ولكن لماذا يحدث العكس أحيانًا ويشعر الزوجين بالملل في فترة حضانة الطفل؟، السبب ببساطة في رأي الدكتورة غادة هو عدم المشاركة.

ينبغي على الزوج أن يشارك زوجته في كل شيء حتى يشعر بالتغيير في وجود  أطفاله كأنهم ضيوفه الصغار، والأهم من المشاركة الفعلية هو النقطة التالية.

نسيان حقيقة الزواج

الزواج مشاركة نفسية ووجدانية قبل أن يكون مؤسسة لتكوين أسرة أو مجرد «مفرخة» للأطفال، والعديد من الأزواج ينسون هذه الحقيقة بمجرد الولادة، ينسون أنهم في الأصل رجل وامرأة.

لابد من ساعتين على الأقل أسبوعيًا لتجديد الحب والمشاعر بين الزوجين، ولو عن طريق التواصل بالأعين فقط والحديث في أمور خارج المسؤولية والهموم.

انعدام التقدير

المشاركة

عمل الزوج والزوجة لا يمنع استمرار الحب بين الزوجين في نظر استشارية العلاقات الأسرية، بل إن الزوجين العاملين لديهم فرصة أكبر لعلاقة صحية وحب مشتعل.

الفكرة هنا في انعدام تقدير أحد الطرفين للطرف الآخر ومن ثم يفتقدون الاحتواء الزوجي وتكثر المشاكل أو ما نسميه بالعامية «تلاكيك» وهذه المشكلة حلها الوحيد الاستماع لبعضهما والمزيد من التفاهم.

الحديث عن الملل والمزاجية

سبب آخر قد لا يدري به العديد من الأزواج، وهو أن الحديث عن الملل بين الزوجين قد يجلب المزيد منه، بحسب طريقة عمل العقل الباطن الذي يركز على السلبيات ولا يهتم بتغييرها.

شيء آخر يجب الالفتات إليه، وهو طبيعة المرأة المزاجية خاصة قبل الدورة الشهرية بعشرة أيام، فعلى الزوج أن يتفهم طبيعة زوجته الأنثوية ويتأقلم معها.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة