رئيس التحرير أحمد متولي
 هل تؤثر الرسائل السلبية في أفلام «ديزني» على طفلك؟

هل تؤثر الرسائل السلبية في أفلام «ديزني» على طفلك؟

تحقق أفلام «ديزني» نجاحًا كبيرًا في العادة على شاشات السينما، والأهم أن جمهورها الأساسي من الأطفال والصبية ينجذبون لها، لما فيها من رسوم متحركة متقنة وقصة شيقة مليئة بالمشاعر المؤثرة.

في نفس الوقت، تحتوي بعض أفلام «ديزني» على رسائل سلبية في التربية يصفها البعض بالسم في العسل، ويتهمون الشركة بإفساد عقلية الصغار. ما نصيب هذه التهمة من الحقيقة؟ وبماذا ينصح خبراء الأطفال في هذه الحالة؟ هذا التقرير من «شبابيك» يجيبك.

الأقل جمالاً هو الشرير

في فيلم «الأسد الملك» الذي يُعتبر من أهم أفلام «ديزني» وأكثرها نجاحًا، نجد أن شرير الفيلم «سكار» داكن البشرة، أسود الشعر، قبيح الشكل، ويختلف عن بقية أبطال الفيلم الأخيار المتمتعين بالوسامة، رغم أن هذا الشرير ينتمي لنفس العائلة.

تكرر هذا الأمر في أفلام عديدة لـ«ديزني» مثل «علاء الدين» الذي كان فيه الوزير الشرير «جعفر» أقبح شخصيات الفيلم بجلد مجعد، وعينان أشبه بالثعابين، وفي فيلم آخر مثل «الأميرة والضفدع» نجد الشيء ذاته في شخصية الساحر الخبيث.

أخصائي الأمراض النفسية محمد الهمشري، يقول في كتابه «الأشرار» إن «ديزني» تعمدت هذا النوع من التحيز للجمال، فنجد الأشرار دائمًا في شدة القُبح بينما الأبطال على العكس، مما يسبب الخلط عند الجمهور، فيعتبر أن كل جميل طيب وكل قبيح شرير.

محاربة الكبار

في فيلم «شجاعBRAVE » تختار الملكة لابنتها «مريدا» أن تتزوج من ابن أحد ملوك الدول الأخرى على سبيل العادات والتقاليد الملكية المحترمة، لأنها بهذا الزواج توحد بين العائلتين وترفع رأس أسرتها عاليًا كسيدة رفيعة المقام.

ترفض الابنة الاستماع لوالدتها وتلجأ للاستعانة بساحرة من أجل تغيير رأيها، وينتهي الفيلم في صالح الفتاة، الشيء الذي قد يُعتبر مخالفة للأهل والكبار، لكنها لم تكن المرة الوحيدة في أفلام «ديزني».

تكرر نفس الأمر في فيلم «حورية البحر الصغيرة» حين قررت البطلة التحالف مع عدوة والدها كي تحقق هدفها، واللافت للنظر أن أغلب الشخصيات السيئة في «ديزني» من كبار السن حسب دراسة بجامعة «يوتا» الأمريكية عام 2007.

اتكالية واستسلام

في الفيلم الأشهر لـ«ديزني» الأميرة «سندريلا» نعيش مع الفتاة المسكينة الفقيرة التي تخدم زوجة أبيها وابنتيها بكل استسلام، وتتعرض لمزيد من الظلم والافتراء لكنها لا تتحرك لاتخاذ أي موقف وتكتفي بالبكاء.

تظل الفتاة على هذا الحال حتى تأتي لها الجنّية وترسلها إلى الحفل الملكي، ثم يحبها الأمير في ليلة واحدة لجمالها الأخّاذ ويرسل لها المبعوثين حتى يجدوها عن طريق فردة الحذاء، وأخيرًا يجعلها ملكة مثله.

هذه القصة ناقشتها عالمة النفس الأمريكية «كوليت داولينج» في كتابها «عقدة سندريلا» كي ترصد أن الكثير من الفتيات ينتظرون الأمير الوسيم مثل سندريلا، بل ويفضلون البقاء في علاقات خاسرة انتظارًا لفرج لا يأتي.

أستاذة سلوك: تهمة مبالغ فيها

هل يتأثر الطفل بكل هذه الملاحظات التي ذكرناها؟ أستاذة علم النفس والسلوك رحاب العوضي تقول إن الطفل لا يمنطق الأمور كما يفعل الكبار، بمعنى أنه يرى القط والفأر على الشاشة كتسلية ومتعة، فلا يتحيز لمنطق القبيح أو الجميل.

النقطة الأهم ان الأطفال لا تربيهم أفلام الكارتون كما ترى أستاذة علم النفس، فتأثير الفيلم لا يُذكر بالنسبة لتأثير الأب والأم أنفسهم، وبعض الأهل يلصقون تهمة إفساد الأطفال في الأفلام وينسون أن الأصل في تربية الواقع.

تشير «العوضي» كذلك إلى أفلام «ديزني» التي شجعت على قبول الشخص القبيح مثل «الجميلة والوحش» فأين هذا الفيلم من التهم الأخرى؟ الفيصل هنا هو توجيه الآباء والأمهات.

لهذه الأسباب، تعتبر الدكتورة رحاب العوضي أن أفلام «ديزني» من أفضل ما قُدم للطفل، وتسببت في تسلية وإسعاد ملايين الأطفال بالفن الراقي، بدلاً من أفلام أخرى تبث الفساد عيانًا بيانًا.

المصدر

  • *الأشرار.. عمرو كامل, ‏كريم طه, ‏محمد الهمشري

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة