رئيس التحرير أحمد متولي
 رئيس جامعة القاهرة يتحدث عن المواطنة أمام ملك السعودية

رئيس جامعة القاهرة يتحدث عن المواطنة أمام ملك السعودية

أكد رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، أن حدود وحقوق وواجبات المواطنة يحددها دستور كل دولة وطبيعة نظام الحكم بها، ولا يوجد دستور نموذجي معياري يصلح للحكم في كل زمان ومكان، فما يصلح لدولة لا يصلح لدولة أخرى حسب اختلاف طبيعة كل إقليم وشعب، وحسب التطور التاريخي والاجتماعي والثقافي.

وقال الخشت في كلمته خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الـ33 والذي افتتحه ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إن كل مواطن له حقوق وعليه واجبات ومسؤوليات، وعند تعرض الدولة لمخاطر فإن الواجبات تسبق الحقوق، مشيرا إلى أن الانتماء للوطن علاقة يحددها الدستور والقانون وهي التي تربط بين الدولة وبين الإنسان الذي مُنح صفة مواطن، وتجعل المواطنين يخضعون لقانون واحد يُنظّم العلاقة بينهم وبين الدولة، وينظم حياتهم السياسية والاجتماعية والمدنية، على أساس من المساواة.

وأضاف الخشت: «هناك تباين في تحديد معالم مفهوم المواطنة ومضمونه الأنظمة السياسية عبر العالم، وتستغرق أغلب البحوث في التعريفات الإجرائية أو الاصطلاحية، مع أنه مفهوم يتحرك في إطار سيرورة تاريخية غير منقطعة، ككائن حي له ماضي وحاضر ومستقبل، ينشأ وينمو ويتطور، ويتراجع ويتقدم، ويقوى ويضعف، ويتداخل مع مفاهيم أخرى».

ولفت رئيس جامعة القاهرة، إلى التحوّلات السياسية الكبرى التي شكلت مبادئ المواطنة: دولة المدينة، الأمة أو الامبراطورية، الدّولة القوميّة، والدولة الوطنية ذات السيادة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 194، موضحا: «قد يضيق ليقتصر على نخبة أو طبقة وقد يتسع ليشمل عدة نخب أو طبقات، وقد يزداد اتساعا فيشمل كل المنتمين إلى دولة ما أو أمة، وفي أحيان قليلة ربما يشمل مفهوم المواطنة كل الجنس البشري في إطار دولة عالمية قد يكون لها شكل الدولة الواحدة، وقد يكون لها شكل التكوين الفيدرالي الذي يجمع عدة دول في إطار هيئة عالمية أو عصبة أمم».

وتابع الدكتور محمد عثمان الخشت، أن أعلى نقطة لتطور مفهوم المواطنة حتى الآن هي مواطنة «الدولة الوطنية»، بوصفها نقطة الارتكاز في بناء الدولة الحديثة؛ فلا يمكن قيام الدولة دون تأسيس واضح للمواطنة كمفهوم وممارسة؛ ولا قيام للمواطنة بدون دولة.

وشدد الخشت،على أن المواطنة تقوم على أساس اجتماعيّ وقانونيّ وسياسيّ، وليس على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي أو قبلي، مشيرا إلى أنه نظرا للارتباط العضوي بين المواطنة والدولة الوطنية، لابد من التأكيد على أن حقوق وواجبات المواطنة تتفاوت نسبيا وتختلف ممارستها حسب المصلحة العامة لكل دولة، وتختلف حسب ظروف الحرب والسلام، حيث تزيد واجبات المواطنة بتولي وظائف أعلى أو الانتماء لهيئات أو مهن، وكذلك الحقوق قد تزيد وقد تنقص حسب ذلك.

وكان  الملك سلمان استقبل الدكتور محمد عثمان الخشت، في قصر اليمامة بالرياض، على رأس الشخصيات المشاركة في المهرجان من المفكرين والأدباء، مؤكدا أن المهرجان يجسد تراث المملكة، كما يسهم  في تعزيز التواصل الثقافي العالمي.

عبدالله عبدالوهاب

عبدالله عبدالوهاب

مراسل موقع شبابيك بالجامعات المصرية، يقيم في محافظة الفيوم