رئيس التحرير أحمد متولي
 إلزام «خريجي التربية» بالتدريس «خدمة عامة».. مسكّنات لأزمة عجز أعداد المعلمين

إلزام «خريجي التربية» بالتدريس «خدمة عامة».. مسكّنات لأزمة عجز أعداد المعلمين

تقدم أحد نواب مجلس الشعب بمقترح إلزام خريجي كليات التربية بقضاء عام «الخدمة العامة» في المدارس لسد عجز وزارة التربية والتعليم في أعداد المعلمين.

المقترح وافقت عليه لجنة الاقتراحات والشكاوى بالمجلس، ووافق عليه ممثل وزارة التربية والتعليم الذي حضر المناقشة.

فهل تحل هذه الخطوة أزمة العجز لدى الوزارة، وهل تصب في صالح التعليم الأساسي، أم أنها ستخلف وراءها العديد من السلبيات.

نتائج سلبية

يؤكد الخبير التربوي الدكتور حسني السيد، أن هذا المقترح لا يطوّر من العملية التعليمية وإنما سيكون له آثاره السلبية.

وأوضح في تصريح لـ«شبابيك» أن عجز المعلمين في المدارس لا يمكن معالجته إلا بتأهيل الخريجين وتحسين أوضاع المعلمين المادية لضمان النتائج المرجوّة.

وباعتبار أن الخدمة العامة المفروضة على خريجي الجامعات ليس لها مقابل مادي، فإن خريجي كليات التربية لن يقوموا بدورهم كمعلمين حال إلزامهم بذلك، وفق ما يرى الخبير التربوي.

الخدمة العامة هي توزيع خريجي الجامعات من الإناث والذكور المعافين من الخدمة العسكرية على ميادين عمل مختلفة لخدمة المجتمع، ويتم معاملة المؤدين للخدمة العامة نفس معاملة الخدمة العسكرية.

آليات التنفيذ

مقترح النائب البرلماني، محمد الغول، تضمن تشكيل لجنة في كل محافظة تختار الطلاب في النطاق الجغرافي لكل مركز وقرية واختيار الأفضل كمعلمين في المدارس لسد العجز.

كما اشترط القرار منح هؤلاء حوافز ومكافآت.

ويعتبر «الغول» أن آلاف الطلاب على مستوى الجمهورية يتخرجون من كليات التربية ويقضون سنة خدمة عامة عقب التخرج بصورة روتينية بحتة ولا يتم الاستفادة منهم، وأن المقترح الذي تقدم به يساعدهم على التأهل لسوق العمل.

الإلزام لا يعود بالنتائج المرجوّة

يعود الخبير التربوي، الدكتور حسني السيد، للحديث عن واقع الجهود المبذولة من المعلمين في المدارس، قائلا: «لما نجيب الخريج ونلزمه يشتغل مدرس لمدة عام فأكدي مش هيديني إنتاج كويس».

ودلّل أن كثيرا من المعلمين المعينين ويتقاضون راتبا شهريا لا يقدمون المجهود المنوط بهم القيام به، وبالتالي فإن الخريج الملزم بالتدريس لن يقوم بالدور اللازم.

واقترح توجيه طاقات خريجي كليات التربية إلى المساهمة في محو الأمية باعتبارها واقعا يتزايد بشكل مستمر، مشيرا: «كوريا الجنوبية جت في فترة من الفترات وقفلت الجامعات لمدة سنة، وكلفت الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمحو الأمية حتى وصلت النسبة إلى صفر».

وزارة التربية والتعليم: استعنا بهم هذا العام

الاستعانة بخريجي كليات التربية الذي يقضون عام «الخدمة العامة» طبقته وزارة التربية والتعليم هذا العام.

وأكد نائب الوزير لشئون المعلمين، الدكتور محمد عمر، أنه يتم الاستعانة بهؤلاء الخريجين بالتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتضامن الاجتماعي، المعنية بتطبيق الخدمة العامة على الخريجين الإناث والذكور المعفيين من الخدمة العسكرية.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.