رئيس التحرير أحمد متولي
 ليست «نتفليكس» وحدها.. أعمال مصرية قدمت للجمهور أكثر من نهاية

ليست «نتفليكس» وحدها.. أعمال مصرية قدمت للجمهور أكثر من نهاية

طرحت شركة «نتفليكس» في وقت سابق، حلقة خاصة من مسلسل «المرآة السوداء Black mirror» على موقعها الرسمي، وكان الجديد في هذه الحلقة أن الجمهور سيشارك فيها بنفسه، لأنها ستكون بطريقة تفاعلية مبتكرة.

يستطيع المشاهد أن يختار الأحداث بنفسه أثناء المشاهدة، خصوصًا في اللحظات المصيرية للأبطال، وبالتالي تتغير القصة من مشاهد إلى آخر وتصبح للحلقة أكثر من نهاية.
ليست القصة متعددة النهايات بجديدة على الورق أو الشاشة، بل هناك 3 محاولات لتقديمها في مصر بين فيلم ومسلسل ورواية.

الفرح.. مأساة يمكن منعها

تدور أحداث فيلم «الفرح» عن «زينهم / خالد الصاوي» الذي يعاني من الفقر ونقص المال، فيضطر لعمل حفل زفاف مزيف في حارته كي يتلقى «النقوط» من المعازيم ومنها يمكنه حل أزمته وشراء «ميكروباص» للعمل عليه.

تحاول والدة «زينهم» تغيير رأيه وعدم إقامة «الفرح» الكاذب، خاصة لما فيه من رقص ومخدرات، لكن الابن يرفض تنفيذ كلامها ويكمل تنفيذ خطته بالاتفاق مع شركاء آخرين سيحصلون على نسبة من الأموال.

تسري الخطة بسلام لولا أن الأم ترحل فجأة، ويقع «زينهم» في حيرة شديدة، لأنه يرغب في مال الفرح من ناحية، ومن ناحية أخرى يريد إعلان وفاة أمه وتحويل الفرح إلى عزاء، ويكون النصر للمصلحة في النهاية خاصة مع تحريض الشركاء.

ينجح الابن في جمع النقود، لكنها تقع في يد اللصوص، ويخسر «زينهم» كل شيء، فقد رحلت زوجته غاضبة من خسّته وتفضيله للمال عن الحزن على أمه، وهكذا ينتهي الفيلم بالبطل نادمًا على ما فعل.

هنا يفاجئ المخرج جمهوره بنهاية أخرى، ماذا لو منع «زينهم» كل شيء؟ لو رفض نصيحة أصحابه وأقام صوان العزاء؟ وقتها لن يخسر الأموال التي سرقها اللصوص، ولن تتركه زوجته، والأهم لن يفقد احترامه لنفسه ولضميره.

في كهوف دراجوسان.. ممرات بلا نهاية

​​​​​​​

تخيل أنك تقرأ قصة عن رجل يدخل كهفًا، وفي لحظة ما يصل إلى ممر متفرع إلى طريقين، هنا تجد كاتب القصة يسألك:

هل تريد للبطل ان يتجه لليمين؟.. اذهب لصفحة كذا

أم هل تريده أن يتجه لليسار؟.. إذن اذهب لصفحة كذا

هكذا كتب الراحل أحمد خالد توفيق كتابه «في كهوف دراجوسان» ليجعل القارئ مشاركًا أسياسيًا في الأحداث، فأثناء القراءة ستجد نفسك ترسم خريطة لكهوف «دراجوسان» التي يحمل الكتاب اسمها، وستختار طرقًا مختلفة وقرارات مصيرية.

تجمع هذه القصة بين الرواية واللعبة الإلكترونية، وبالفعل استطاع عدد من القراء تحويلها فيما بعد إلى لعبة حاسب آلي ثلاثية الأبعاد بنفس الفكرة والأحداث، ولكن الكتاب يتميز بالخيال الروائي والنهايات المتعددة.

في إحدى النهايات ستجد أن البطل يموت، وفي نهاية أخرى سيتحول إلى وحش مخيف، وفي نهاية ثالثة ستتوقف حياته على لغز صعب عليك حله، وهكذا تصنع كل مرة قصة مختلفة في هذا النص الذي كتبه صاحبه في 6 شهور كاملة.

الداعية.. الخير أو الشر​​​​​​​

في مسلسل «الداعية» يرى الجمهور معركة بين التشدد الديني والوسطية من وجهة نظر المؤلف، لأن بطل العمل يعمل داعية إسلامي متحفظ، يكره الموسيقى ويحطم الكمان الذي تحاول ابنته العزف به، ثم يعادي عازفة الأوبرا المتحررة من الالتزام في نظره.

تتبدل الأحداث تمامًا حين يجد الداعية نفسه واقعًا في هوى العازفة نفسها، ومؤمنًا بدور الموسيقى والفن في المجتمع، ومن ثم تغضب عليه الجهات التي كانت تؤيده فيما قبل في تشدده، وتسعى لقتله في نهاية المسلسل حين يحضر إحدى الحفلات الموسيقية.

هنا يقدم المؤلف مدحت العدل نهاية أولى صادمة، وفيها ينجح المتشددون في قتل الداعية، لكن بمجرد انتهاء المشهد يخبرنا المؤلف بصوته أن هناك نهاية أخرى تقبض فيها الشرطة على القاتل وينجو الداعية وحبيبته العازفة، ويعلّق المؤلف قائلاً «لك ان تختار».

المرآة السوداء.. اختر الأحداث بنفسك

​​​​​​​​​​​​​​

تجربة مسلسل «المرآة السوداء» مع شركة «نيتفلكس» تقدم شكلاً أكثر تطورًا، لأن الأحداث نفسها تتغير حسب اختيار المشاهد وليس النهايات المصنوعة مسبقًا فقط، وما زال المسلسل يحمل فكرته الأساسية عن الوجه المظلم للتكنولوجيا والتطور.

تدور أحد اث هذه الحلقة عن مراهق عبقري في برمجة الألعاب أثناء حقبة الثمانينات، يستوحي لعبة إلكترونية من رواية ضخمة اسمها bandersnatch ويتغير مصيره حسب اختيارك، فقد ترى الحلقة في ساعة ونصف الساعة، أو قد تمتد إلى 5 ساعات.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة