رئيس التحرير أحمد متولي
 عوامل نجاح ارتباط الطلاب في الجامعة

عوامل نجاح ارتباط الطلاب في الجامعة

يندفع كثير من طلاب وطالبات الجامعات إلى قرار الارتباط أثناء الدراسة سواء الخطوبة أو الجواز، الأمر الذي يرى رئيس قسم الاجتماع بجامعة حلوان، الدكتور محمود زكي، أن الدافع وراءه هو التفكير بالعاطفة وليس العقل.

ارتباط الطالب أو الطالبة يضيف عليهم مسئوليات بجانب مسئوليات الدراسة والمذاكرة، ويحتاج الأمر إلى توافر العديد من العوامل لنجاح هذه العلاقة.

العامل المادي

في وجهة نظر الدكتور محمود زكي، فإن الزواج عبارة مشروع اقتصادي يستلزم توافر عنصر الاكتفاء المادي الذي يؤهل الطالب للتفكير في الارتباط وتكوين عائلة، هذا الاكتفاء يتمثل في تمكنه من توفير مسكن ومستلزمات الزواج بجانب وجود عائد مادي شهري يجعل الطالب قادرا على الإنفاق.

ويعتقد أن تشجيع بعض الأسر لأبنائهم على اتخاذ هذا القرار يجعلهم مجبرين على مساعدته بشكل دائم حتى ينتهي من المرحلة الدراسية والاعتماد على نفسه في الجوانب المادية. 

لكن في نفس الوقت، في حال امتلاك الطالب لمشروع خاص يجني من وراءه عائدا ماديا مناسبا، قد يكون من عوامل نجاح الارتباط أثناء الدراسة، حسب ما يقول رئيس قسم الاجتماع بجامعة حلوان.

حين أقدم الطالب بجامعة الأزهر، عبد الرحمن جمعة، على الارتباط وهو بالفرقة الثانية، كان من أهم عوامل نجاح علاقته هو الاستقلال المادي. ويؤكد «مينفعش أروح أخطب وأنا باخد مصروف من أهلي».

الأمر يختلف تمام بالنسبة للطالبات، فهي غير مسئولة عن تجهيز مستلزمات الزواج أو الإنفاق على البيت وغير ذلك ممن المتطلبات التي تقع على عاتق الرجال، لكنه في نفس الوقت لابد من توافر بعض العوامل لدى الطالبة لإنجاح ارتباطها وقت الدراسة.

النضج والإرادة وتحديد الأولويات

يحتاج الطالب أو الطالبة إلى الوصول لمرحلة النضج العام سواء في التفكير أو في تحمل المسئوليات، ولذلك فإن اتخاذ قرار الارتباط يجب اتخاذه بناء على موافقة عقلية وليست عاطفية كما يقول «زكي».

وفي حال توافر إرادة لدى الطرفين بإنجاح ارتباطهما فإن جميع العقبات التي تواجههم يمكنهم التغلب عليها، كما تؤكد الطالبة فاطمة بسط، المتزوجة والمقيدة بكلية التمريض جامعة أسيوط. 

وفق تجربة «بسط» فإن ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت من أهم العوامل التي تساعد في نجاح العلاقات الاجتماعية بشكل عام، وتشير إلى أن الارتباط لا يعني تسخير الوقت كاملا للحياة العاطفية وإنما يجب الموازنة بين الجانب العاطفي والدراسي والحياة بشكل عام.

السر في الطرف الآخر

كما يتحمل الطالب أو الطالبة مسئوليات قرار الارتباط، فإن الطرف الآخر -سواء كان في مرحلة الدراسة أو انتهى منها- يتحمل جزءا كبيرا من هذه المسئوليات وأحد عوامل النجاح.

تنصح طالبة كلية التمريض الطلاب –ذكور وإناث- التفكير جيدا في الطرف الآخر قبل اتخاذ القرار «هل سيقدم المساعدة والتشجيع الكافي لنجاح الارتباط وتفهّم الانشغال بالدراسة والمذاكرة، هل سيساعد في أعمال المنزل في حال كان الطرفان متزوجين أم لا».

تقول «بسط»: «الارتباط أثناء الدراسة عمره ما كان السبب في الفشل بل بالعكس ممكن يكون هو الحافز للنجاح بس في الأول والاخر يعتمد على قدره الطرفين وإنهم يساعدوا بعض وكل واحد يشيل التاني وقت الزنقة»

الصراحة أساس النجاح

يرى عبد الرحمن جمعة أن الصراحة المتبادلة بين الطرفين تقودهما لنجاح علاقتهما، ولذلك يشدد على ضرورة أن يشرح الطالب ظروفه الكاملة للفتاة التي يريد الارتباط بها، في الجوانب المادية والاجتماعية والفكرية.

كذلك من ضمن عوامل نجاح الارتباط أثناء الدراسة هو النقاش والاتفاق على مراحل الحياة المختلفة من البداية، يقول «جمعة»: «لما الولد يرتبط وهو لسه بيدرس ضروري يشرح لخطيبته طبيعة حياته ودراسته وشغله، علشان تبقى مقدرة كل ده لو في وقت انشغل عنها أو قل اهتمامه بيها بسبب الشغل أو الدراسة».

تجربة إسراء

ارتبطت إسراء عادل في الفرقة الأولى من كلية الآداب جامعة حلوان، وتزوجت في الفرقة الثالثة، وتؤكد عدم اختلاف الوضع كثيرا بالنسبة للدراسة قبل الارتباط وبعده لتوافر الكثير من العوامل التي أدت لنجاح هذه العلاقة.

من وجهة نظر الطالبة فإن نجاح ارتباطها كان من أسبابه:

وعد الطرف الآخر بإكمال الدراسة ومساعدتها.

وجود اتفاق وتفاهم بين الطرفين والتزام الرجل بوعوده.

التشجيع المستمر على استكمال الدراسة.

أن تكون الطالبة على قدر المسئولية في دراستها وبيتها، وعمل توازن بين الجانبين.

عدم تدخل أي أطراف خارجية في الحياة الخاصة بين الطرفين.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.