رئيس التحرير أحمد متولي
 جيفري لانج.. عالم الرياضيات الأمريكي الذي اعتنق الإسلام بسبب عائلة قنديل

جيفري لانج.. عالم الرياضيات الأمريكي الذي اعتنق الإسلام بسبب عائلة قنديل

يعد جيفري لانج أحد أشهر العلماء الأمريكيين الذين تحولوا للدين الإسلامي بعدما خاض صراعا طويلا بين الشك والحقيقة فمن مسيحي كاثوليكي إلى شخص ملحد ومنبوذ، إلى مسلم يعرف الناس بالدين الإسلامي.

ولانج هو أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس الأمريكية، ومؤلف العديد من المذكرات حول التحول إلى الإسلام.

ولد لانج في 30 يناير 1954، بمدينة برديجبورت لعائلة كاثوليكية، والتحق بأحد المدراس الكاثوليكية، وهناك بدأ شكوكه الدينية تظهر خصوصا بعدما مرضت أمه، ومات بعدها أبوه.

قبل وفاة أمه أصيبت بانهيارٍ عصبي، وماتت في المستشفى، ثم توفي والده بعدها بعام، لكن لانج كان متوقد الذكاء، كثير التساؤل حتى طال شكوكه المؤسسات الدينية، ولم يتمكن معلم مادة التربية الدينية من الإجابة على أسئلته.

علم المنطق زاد شكوك الشاب الأمريكي

كان جيفري لانج مولعا بعلم الرياضيات والمنطق لذا لم يستطيع المعلم والذي كان كاهنا متمرسا في المذهب الكاثوليكي أن يجاريه في أسئلته خصوصا عندما أخبره بان علم الوجود ليس برهانًا كافيًا على وجود الرب، وعلى إثر ذلك عوقب جيفري بالطرد من الصف الدراسي ورسب في هذه المادة وكان في نظر الجميع ملحدا.

زادت شكوك الشاب الأمريكي جيفري بسبب سيادة روح الفوضى والحرب، خصوصا بعد اغتيال شخصيات أمريكية بارزة مثل الرئيس كينيدي، ومارتن لوثر كنغ، والمذابح الأمريكية في فيتنام الغريبة.

كان سؤلا ملحا يدور في رأس لانج «لماذا خلق الله هذا العالم العنيف الناقص؟» ولم يقبل بفكرة طغيان القوي على الضعيف بحجة أنه من دين آخر من نوع آخر، واختار الإلحاد سبيلا للخلاص من هذه الشكوك.

بحلول عامه الثامن عشر كان جيفري ملحدا صريحا ولم يستطع أحد إقناعه بوجود إله، وبات الوضع كذلك لقرابة 12 عاما بعدها، لكنه دائما كان يحترم معتقدات الآخرين ولم يهاجمها.

خلال شبابه اتخذ جيفري كثير من الأصدقاء ما بين ملحدين، ويهود وبروتستانت، لكنه في السنوات الأخيرة تعرف على أناس هندوس وبوذيين، وكان ذلك كله محاولة للتعرف على أديان هؤلاء البشر والتطرق للإجابات القديمة المحفورة في رأسه، إلا أنه لم يجدها فظل محتفظا بإلحاده.

زواج نفعي انتهى بالاتفاق 

درس جيفري في قسم الرياضيات في جامعة كونيتيكت، وتزوج بعدها زواجًا نفعيا، حيث اتفقا على أنه يمكن إنهاؤه في أي فترة، ورحل مع زوجه إلى لافاييت الغربيلكي يتابعا دراستهما في جامعة بردو، لكنها اتفقا على الطلاق بعد 3 سنوات وتخرج عام1981م، وعمل محاضرًا في نفس الكلية لمدة فصل دراسي واحد.

رحلة إلى الإسلام مع عائلة قنديل

بحلول العام 1982 انتقل جيفري لمدينة سان فرانسيسكو وعمل مدرسا في جامعتها، وبدون أن يرتب ساق له القدر أحد الطلاب المسلمين، لكي يتعرف على هذا الدين من ضمن معارفة التي تلقاها خلال سنواته الماضية.

في الأيام الأولى للعمل في سان فرانسيسكو تعرف جيفري على شاب سعودي اسمه محمود قنديل، وتوطَّدت علاقته به بأن عرفه على عائلته؛ وما لبس أن أصبح صديقا مقربا من عائلة قنديل ذات الأصول السعودية.

نقاشات جيفري مع أصدقائه الجدد كانت تتطرق في بعض الأحيان للدين وكان محمود وشقيقه عمرو، وأخته راجية يردون على تساؤلاته، فوجد أن أفكارهم الدينية محددة وتتبع أساسا منطقيا يبدو له متنزن.

بعد أيام تلقي جيفري مصحفا مترجما هدية من عائلة قنديل وقرأ للمرة الأولى القرآن، إضافة لبعض الكتب عن الإسلام، وبعد أن وجد في القرآن ما وجد.

قراءة القرآن أثارت عدد من الأسئلة لدي جيفري والذي توجه لمسجد الكلية ليستفسر عن الأسئلة وإذ به يسلم وينطق بالشهادتين.

تزوج جيفري من راجية قنديل أخت صديقه محمود، وعاش مع عائلته وبناته الثَّلاث عمل أستاذًا في قسم الرياضيات في جامعتها، إلى أن استقال من عمله.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية