رئيس التحرير أحمد متولي
 أبو بكر الصديق.. صاحب الرسول الذي جمع القرآن الكريم

أبو بكر الصديق.. صاحب الرسول الذي جمع القرآن الكريم

يتابع موقع شبابيك، سلسة الكتابة عن صحابة الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم، خلال أيام شهر رمضان المبارك، وبطل قصة اليوم الخامس من الشهر الكريم، أبو بكر الصديق، أول من أسلم من الرجال، وانفق ماله قبل الفتح، وعاد قريش من أجل صديقه محمد بن عبدالل.

فمن هو أبو بكر الصديق؟

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرة بن كعب، وكنيته أبو بكر، وعثمان هو اسم أبي قحافة.

مولد أبو بكر الصديق

ولد أبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان تاجراً جمع الأموال العظيمة التي نفع بها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من الرجال

وصفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصديق، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: «اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» والحديث رواه مسلم.

أكابر الصحابة تؤمن على يد أبو بكر الصديق

أبو بكر - رضي الله عنه - أسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم أجمعين.

وقال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبو بكر» (رواه الترمذي). وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر»  (رواه أحمد). فبكى أبو بكر وقال: «وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله».

وإنفاق أبي بكر هذا كان لإقامة الدين والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما كثير.

في الترمذي وسنن أبي داود عن عمر - رضي الله عنه - قال: " أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتصدق، فوافق ذلك في مالاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما أبقيت لأهلك؟» فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: «يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً».

أبو بكر ومصاهرة النبي

كانت أحب نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليه عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما، ولأبي بكر ذروة سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حين بعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه أحد فيها، فقد هاجر معه واختبأ معه في الغار قال الله تعالى: «إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا».

ولأبي بكر من الفضائل والخصائص التي ميزه الله بها عن غيره كثير، منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجع الناس بعد رسول الله - صلى عليه وسلم -، وأنه أحب الخلق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَسُؤهُ قط، وهو أفضل الأمة بعد النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو أول من يدخل الجنة، كما روى أبو داود في سننه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي» (رواه الحاكم).

ولك أن تتأمل خصال اجتمعت في أبو بكر في يوم واحد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: «من أصبح منكم اليوم صائماً؟» فقال: أبوبكر: أنا، قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» فقال أبوبكر: أنا، قال: «هل فيكم من عاد مريضاً؟» قال أبوبكر: أنا، قال: «هل فيكم من تصدق بصدقة؟؟» فقال أبوبكر: أنا، قال: «ما اجتمعن في امرىءٍ إلا دخل الجنة» (رواه مسلم).

وكما كتب الله لأبي بكر -رضي الله عنه- أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام، فقد كتب له أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش الذي نُصب للرسول -صلى الله عليه وسلم- في يوم بدر.

موقفه من وفاة النبي

 كان أمر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذا حزن وفزع وصدمة عنيفة، وقف لها أبوبكر ليعلن للناس في إيمان عميق قائلاً: «أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت»، ثم تلا على الناس قول الله {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}.

خطبة البيعة

وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار، وقد كانت سياسته العامة والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة، أوجزها في كلمة قالها خطيباً في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أخذ البيعة قال: «أيها الناس، إني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم».

انفاذ جيش أسامة بن زيد

أنفذ جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذا الجيش الذي جهزه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة راكب.

وقف الردة التي وقعت بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- موقفاً لا هوادة فيه، وقال كلمته المشهورة: «والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها».

لما قضى على المرتدين انطلقت عينا أبي بكر خارج الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم.

جعل على قائد جبهة الفرس خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح الله فيها للمسلمين أرض الروم وما وراءها.

جمع أبو بكر للقران الكريم

من أجل أعمال أبي بكر رضي الله عنه، جمع القرآن الكريم، وعهد بذلك إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، فقام بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلها ووضعت عند أبي بكر، حتى انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

وفاة أبو بكر

توفي في جمادى الآخر سنة 13هـ ودفن بجوار الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعُهد للخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة