رئيس التحرير أحمد متولي
 سعد بن أبي وقاص.. خال الرسول وآخر من مات من المهاجرين

سعد بن أبي وقاص.. خال الرسول وآخر من مات من المهاجرين

يتابع موقع شبابيك كتابة المقالات عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم، وبطل قصة اليوم آخر من مات من المهاجرين، الصحابي سعد بن أبي وقاص.

من هو سعد بن أبي وقاص؟

سعد بن أبي وقاص، خال رسول الله سعد بن مالك بن أهيب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتًا، أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، جده أهيب بن عبد مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله، ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة.

كيف كانت نشأة سعد بن أبي وقاص؟

نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِيّ، وهذا عمل يؤهِّل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم، ويتعرف على الدنيا عن طريق الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها.

قصة إسلام سعد بن أبي وقاص

كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم مبكرًا، وهو ابن سبع عشرة سنة، وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر، فقال لها: تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي.

فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب؛ فأنزل الله: «وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»، وكان سعد بن أبي وقاص أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى.

مناقب سعد بن أبي وقاص

كان رسول الله يشير إلى سعد قائلاً: «هذا خالي، فليرني امرؤ خاله».

جمع النبي لسعد أبويه يوم أُحد؛ فقد قال له: «ارمِ سعد، فداك أبي وأمي».

عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: "كَانَ النَّبِيُّ سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: "لَيْتَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلاَحٍ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟", فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، جِئْتُ لأَحْرُسَكَ. وَنَامَ النَّبِيُّ ".

سعد بن أبي وقاص كان مجاب الدعاء، فقد دعا له الرسول، فقال: «اللهم سدد رميته، وأجب دعوته».

سعد بن أبي وقاص وحبه للجهاد

لم تعد حياة سعد ضياعًا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح، بل أصبح عمله جميعه موجَّهًا لهدف واحد، هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة.

شهد مع النبي غزوة بُواط وكان يحمل لواءها، وغزوة أُحد، وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح.

قيادة سعد بن أبي وقاص الناجحة لمعركة القادسية

تولى سعد بن أبي وقاص همة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من مراحل الحرب في بلاد فارس والعراق، فاستطاع أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية، وكان أول قرار صحيح اتخذه سعد أثناء قيادته للجيش هو اختياره لموقع القادسية من أجل المعركة الحاسمة مع الفرس.

وفاة سعد بن أبي وقاص

تُوُفِّي سعد في قصره بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة، وذلك عام 55هجرياـ، وقد تجاوز الثمانين، وهو آخر من مات من المهاجرين.

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة