رئيس التحرير أحمد متولي
 وقف لحراسة مرمى فريقه فتلقى رصاصة في رأسه.. قصة السقوط الغامض لـ«عمار»

وقف لحراسة مرمى فريقه فتلقى رصاصة في رأسه.. قصة السقوط الغامض لـ«عمار»

توجه عمار، البالغ من العمر 9 سنوات، مع أصدقاءه إلى قطعة أرض خلاء أمام منزله في منطقة عين شمس، للعب كرة القدم، وبعد أن انقسم الأصدقاء لفرقتين، وبدأوا في لعب الكرة، وبينما يقف عمار في حراسة المرمى، تلقى رصاصة في رأسه، فسقط مصابا.

سيطر الذهول على أصدقاء عمار، الذين اعتقدوا في بداية الأمر أنه أصيب جراء إلقاء «حجر» عليه من إحدى العمارات المجاورة، وفق ما نقل موقع «مصراوي» الذي أشار إلى أن تحقيقات النيابة، وتحريات المباحث ما زالت مستمرة في محاولة كشف تفاصيل الواقعة ومعرفة مُطلق الرصاص.

وألقت الشرطة القبض على 3 متهمين مشتبه في تورطهم بالواقعة كونهم مُسجلين سابقين بدفاتر القسم في قضايا حيازة سلاح، لكن النيابة أخلت سبيل أحدهم، دون التوصل لما دار وقت سقوط الطفل عمار، نظرًا لإنكار الآخريْن ارتكاب الجريمة، وتمسكهما بأقوالهما بأنهما كانا خارج المنزل وقت الحادث، وفق ما يقول أحمد شعبان، محامي أسرة عمار.

لم يُغيب الموت «عمار» الذي يُلازم الفراش داخل أحد المستشفيات في حالة حرجة بالعناية المركزة.


 

أمام غرفة الطفل اتكأ والداه برأسيهما على الحاجز الزجاجي، وعيونهما تذرفان، يراقبان همسات الصغير الذي أبلغهم طبيبه بأن حالته «خطيرة»، إلا أن أملهما في شفائه لم ينقطع. يقول والد الطفل: «بندعيله ليل ونهار، وربنا هينجيه بأمر الله»

ويشار إلى أن والد الطفل أكدا خلال التحقيقات أنه ليس على خلاف مع أحد، أو عليه ثأر.

يقول يوسف مشالي، خال الطفل عمار عن الواقعة «الغامضة»: «الموضوع حصل في ثوانٍ، ومفيش صوت طلقة سمعناه، في الأول شكينا إنه حجر، لحد ما تفاجأنا بالطلقة»، والدماء تنفجر من رأسه كالينبوع، وأطرافه ترتجف، وسط صراخ لا ينقطع.

حاول نجل خال المصاب، الذي كان يلعب مع عمار أن يشد أزره، وأمسك بقدميه وسحبه نحو كومة من التراب، ليبعده عن قطع الأحجار التي تسقط من الأعلى، على حد ظنه، لكن المحاولة لم تنه آلام الطفل، ظل يصرخ حتى جاء أحد الجيران، واصطحبه نحو مستشفى بالقرب من الحي.

فحص الطبيب الطفل، شك في طبيعة الجرح، طلب من أهله الذهاب إلى مستشفى آخر لإجراء أشعة مقطعية؛ للاطمئنان عليه، فتوجهوا نحو مستشفى جديدة ذات إمكانيات أحدث، وعند فحص الطفل عمار تبين أن في رأسه طلقا ناريا عيار «9 ملي».

​​​​​​​

أجرى الأطباء عملية جراحية على الفور، وتمكنوا من نزع الرصاصة، ونقلوا «عمار» لغرفة العناية المركزة تحت الملاحظة؛ لأن الطلقة مُستقرة في مكان خطير بالمخ، حسب خال الصغير.

أبلغ المستشفى مديرية أمن القاهرة بالواقعة، فوجهت إشارة لقسم عين شمس- محل الحادث- فحضرت قوة أمنية إلى المستشفى وشرعت في سؤال أهل الطفل وشهود العيان عن تفاصيل الحادث.

وتبين لرجال الشرطة أن الرصاصة لم تدو أي صوت يمكن من خلاله تحديد مسارها، أو تواجد أي شخص غير الأطفال في مكان الواقعة وقت حدوثها، وفق ما نقل موقع «مصرواي» من تصريحات، لأحمد شعبان، محامي أسرة الطفل عمار، الذي قال إن التحقيقات مستمرة في القضية.

وطالب محامي أسرة عمار من النيابة تفريغ الكاميرات المحيطة بموقع سقوط الطفل، وإجراء تحريات لكشف ملابسات الحادث، مؤكدا أن التقرير الفني للأدلة الجنائية، وفحص الطب الشرعي للطفل بعد تحسن حالته، سيحدد مصدر الطلقة، والوصول لمُطلقها.

جدير بالذكر أن الضحية ينتمي لأسرة بسيطة الحال، تزوج والداه قبل 10 سنوات عن قصة حب، وانتقلا إلى عش الزوجية في منطقة مساكن عين شمس، وأنجبته أمه بعد عام من زيجتها، ومن بعده رزقا بابنتين «سجدة» و«تبارك». وتتمتع الأسرة بسيرة طيبة بين أهالي الحي الذي يقطنون فيه.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب الشباب المصري