رئيس التحرير أحمد متولي
 «شيتوس» بدأ صُنع «السعادة» بالدموع

«شيتوس» بدأ صُنع «السعادة» بالدموع

كتبت: أشرقت ياسين

وقف «شيتوس» أمام المرآة، يستعد لتقديم حفل عيد الميلاد الخامس لـ«صانع السعادة»، يشرع في تلوين وجهه باللون الأبيض، يشرد قليلًا في ذكريات مضت إلّا أنها ترافقه في كل لحظة.. يتذكر صديقه «متفائل» الذي زرع فيه صناعة السعادة.

اعتاد «متفائل» أن يتأمل ملامح وجهه الحقيقية قبل أن يُخفيها بألوانه، حين يُدقق فيها يفيض الحزن من عينيه لا إراديًا، رغم أنّه «متفائل»، إلّا أن قوته لا تصمد طوال الوقت أمام ألمه، هواجسه أن ما بَقي أقل مما مضى تجعله يتوقع نهايته.. ينتظرها بترقب. بيدٍ مُدرّبة يبدأ في تلوين وجهه، يُخفي ما طال ملامحه من «سواد» بلون أبيض صافي، تتحول ملامحه في لحظات، تُخفي مرضه وترسم على وجهه سعادة مُزيفة.

يرتدي زيّه الذي يجمع بين "بياض" قلبه، و«سواد» ما يواجهه. يَخرج إلى الشارع، ضحكته تملأ وجهه، يرسم البسمة على وجوه الجميع، يمنح هذا «بالونة»، ويُعطي تلك «وردة»،  يفرح الجميع ويبقى هو كما كان، «متفائل» يُقاتل السرطان الخبيث بشراسة مُتسلحًا بضحكته، والبسمة التي يرسمها بحِرفية على وجوه الجميع.

بعد أيام، ينتصر السرطان في معركته، تفيض الدموع أنهارًا من عيني محمد سعيد أو «شيتوس» حزنًا لفراق صديقه «متفائل»الذي كان يرسم البسمة على وجهه، لن يقبل أن يختفي أثره بمماته.

يتخذ «سعيد» قراره، ستتوقف هذه الدموع، وستعود البسمة لتحتل وجهه، سيسير على خطى صديقه، يرتدي زيّه، يُلوّن وجهه، ويسير بالشوارع ويوزع «الورود والبلالين» على المارّة.

ومضت 5 سنوات منذ وفاته، و«شيتوس» ثابتًا على قراره، يمارس فن «البانتومايم»، يُسعد كل من تقع عليه عيناه، حتى أصبح صانعًا للسعادة، وأبرز من يمارسون الفن الصامت المعروف بالـ«بانتومايم».

يقف بأحد الشوارع، يرى صديقه «متفائل» واقفًا يراقبه بشغف وفرحة، يفتتح عَرضه قائلًا: «الفن مش مقتصر على الناس الغنية اللي تقدر تشتري تذكرة وتتفرج على المسرح، الفن إسعاد الأخر من غير مقابل، الفن أكبر من كده.. وعشان كده قررت أمثل في الشارع». 

أعاد «شيتوس» خلال سنوات قليلة فن «البانتومايم» إلى الحياة، بعد أن اختفى مع أحمد نبيل مؤسس مدرسة الفن الصامت بمصر، وأصبحت عروضه حديث الجميع.

منذ بدايته وحتى الآن، بعض المارّة يقابلون «شيتوس» بعبارات مثل «أنت مجنون .. أنت شحات .. مفيش فكة.. ربنا يهديك»، لهم عذرهم فلم يعرف هذا المجتمع فن الشارع مُسبقًا.

هو.. «شيتوس» أو محمد سعيد أو «صانع السعادة».. مازال طالبًا بالفرقة الرابعة بآداب حلوان قسم فلسفة، يحمل داخله حلمًا لن يتخلّى عنه، أن يؤسس مدرسة خاصة للـ«بانتومايم»؛ ليُعيد السينما الصامتة إلى الساحة مُجددًا.

«شيتوس» سيحتفل بعيد مولده الخامس كصانع للسعادة، الأحد المُقبل، وبدلًا من أن ينتظر مفاجأت الجميع له، قرر هو أن يُسعد الجميع بأن يُقيم حفلًا في مكتبة مصر العامة فرع الزاوية الحمراء، يُمكنك أن تحضر الحفل وتنال نصيبك من السعادة.. من «صانع السعادة». 12301549_1083229065050409_4687996357434857350_n  12342597_1083229151717067_2236521278873510077_n   12316368_1083229311717051_7060731729426467265_n

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر