رئيس التحرير أحمد متولي
 ذكرى المولد النبوي.. لا الشعر ينصفه ولا الأقلام

ذكرى المولد النبوي.. لا الشعر ينصفه ولا الأقلام

من أين ابدأ والحديث غرام .. فالشعر يقصر والكلام كلام

من أين ابدأ في مديح محمد .. لا الشعر ينصفه ولا الأقلام

 في مثل هذه الأيام، أتى للدنيا من أزال ظلام وجهل سكنوها دهورًا، يوم الإثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل بمكة، الذي يُعتقد أنه 22 إبريل سنة 571 ميلادية، وضعته آمنة بنت وهب، لأبوه عبد الله بن عبد المطلب.

وُلِد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يتيم الأب، ثم فقد أمه وهو صغير، لتنتقل مسؤولية رعايته لجده عبد المطلب، ومن بعده عمه أبي طالب، وكَبِر يعمل بالرعي ثم بالتجارة.

حين بلغ 40 عاما جاءه الوحي وأُمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات، ثم قضى 10 سنوات مجاهرًا بها في مكة، حتى اضطر للهجرة إلى المدينة المنورة، وعاش فيها 10 سنين داعيًا للإسلام، وفيها تأسست نواة الحضارة الإسلامية التي توسعت بعد ذلك لتشمل مكة وجميع المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة.

تنوعت أشكال الاحتفال بالمولد النبوي في مختلف العصور، إلا أنها اتفقت في عدة مظاهر، مثل امتلاء المساجد بالمصلين والمنشدين، وكثرة الخطب الدينية.

في الدولة الفاطمية

ينسب لهم بعض المؤرخين أول احتفال بالمولد النبوي، وإن كان الاحتفال يقتصر على عمل الحلوى وتوزيعها مع توزيع الصدقات، كما اقتصر الاحتفال الرسمي على موكب «قاضي القضاة»، حيث تُحمل صواني الحلوى ويتجه الجميع للجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب التي تُختتم بالدعاء للخليفة.

في الدولة الأيوبية

كان الملك مظفر الدين كوكبوري، أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، حيث خصص مبلغًا كبيرًا من المال بلغ 300 ألف دينار سنويًا للاحتفال، وكان العلماء والمنشدون والفقهاء من مختلف البلدان يتوافدون على أربيل بالعراق للاحتفال بالمولد النبوي.

كان من مظاهر الاحتفال إخراج الإبل والبقر والغنم وزفها بالطبول والأناشيد، حتى تصل إلى الميدان وتُذبح وتُطهى في اليوم السابق للمولد، وفي صباح يوم المولد يُنصب كرسي للوعظ بحضور جميع فئات المجتمع ثم تقام موائد الطعام العامة.

في عهد الدولة العثمانية

كان يُحتفل به في أحد الجوامع الكبيرة من اختيار السلطان مثل الجامع الحميدي، وكان يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة بالملابس الرسمية التشريفية مرتدين الأوسمة، ثم خرج السلطان من قصره راكبًا جواد من خيرة الجياد بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب ضخم من جنود الجيش.

بعد أن يدخل الجميع المسجد يبدأ الاحتفال بقراءة القرآن، ثم قراءة قصة مولد النبي محمد، ثم قراءة كتاب «دلائل الخيرات في الصلاة على النبي»، ثم تبدأ حلقات الذكر، ثم ينشد المنشدون، وفي صباح يوم المولد يتوافد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.

في المغرب

يخرج السلطان ليصلي بالناس، ثم يجلس ويتوافد عليه الشعب حتى يكتمل الجمع ليتقدم الواعظ لسرد فضائل النبي ومعجزاته، ثم يبدأ الشعراء في إلقاء الشعر والمدح، وفي النهاية تُقام الموائد لتقديم الطعام.

أما الآن، فتتعدد مظاهر وطقوس المصريين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة