رئيس التحرير أحمد متولي
 ذكرى رحيل الخديوي توفيق «ما له وما عليه»

ذكرى رحيل الخديوي توفيق «ما له وما عليه»

«لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم» طالما ترددت هذه الجملة على مسامعنا، في مراحل تعليمنا المختلفة، حين قالها أحمد عرابي، في وجه الخديوي توفيق حاكم مصر. معترضا على بعض السياسات.

تلك الصورة الراسخة في أذهاننا، عن رجل يمتطي جواده بعزة، ينظر بكبرياء لملك يقف على الأرض.. هذا الملك هو الخديوي توفيق، الابن الأكبر للخديوي إسماعيل. ورغم أن معظم ما وصلنا عنه يحمل مساوئه، من التحالف مع الإنجليز، وزيادة الدين المصري، إلا أن لكل جوانب إيجابية.

ولد توفيق في 15 نوفمبر 1852، إلا أنه لم يرسل مع باقي أخوته للدراسة في أوروبا، وشكل أول وزارة في حياته في عهد ابيه، في مارس 1879، وحُلّت بعد شهر، ليتولى بعدها بشهرين ملك البلاد، خلفًا لوالده، الذي أُجبر على التخلي عن العرش لأكبر أبنائه، ليتولي فؤاد العرش حتى وفاته في مثل هذا اليوم 7 يناير عام 1892، في قصر حلوان بالقاهرة.

10 حكومات في 3 سنوات

خلال أوّل 3 سنوات من حكمه، تم تشكيل 10 وزارات مختلفة، ظلت أطولهم في الحكم لعام واحد، فيما لم يبق بعضهم سوى لشهر واحد فقط.

ربما كان عصره أحد أكثر العصور التي شهدت انتقادات المؤرخين، حيث بيع في عهده حصة مصر في أرباح قناة السويس، بجانب نفيه لجمال الدين الأفغاني، الذي كان رمزًا للمعارضة الشعبية.

كما فُرض في عهد توفيق الكثير من القيود المالية، زادت من دين مصر، بجانب استدانته مليون جنيه لإصلاح القناطر الخيرية؛ مما ساعد على تمكين الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصري، كما عاد نظام المراقبة الثنائية الإنجليزية – الفرنسية. وشهد عهده ما عُرف فيما بعد باسم «الثورة العرابية».

مواجهة عرابي

في 9 سبتمبر عام 1881، توجه أحمد عرابي إلى قصر الخديوي توفيق مطالبًا بعدة مطالب، منها عزل رياض باشا رئيس الحكومة، وتشكيل مجلس للنواب، وزيادة عدد الجيش.

اضطر الخديوي للموافقة على بعض المطالب، منها إقالة رياض باشا، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة، إلا أن خلافًا نشب بين شريف ومجلس النواب أدى لاستقالة رئيس الوزارة، وتولي محمود سامي البارودي منصبه بدلًا منه، وعُيّن أحمد عرابي وزيرًا للحربية.

كما شهد عصره قيام القوات الإنجليزية والفرنسية بقصف مدينة الإسكندرية، وسقط الكثير من الضحايا، فيما عُرف باسم «مذبحة الإسكندرية»، التي راح ضحيتها حوالي 250 مصريًا.

ما يُشهد له به

كان مهتمًا بنشر التعليم، فانشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة، وشكّل لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشئونه. كما انشأ كثير من معاهد التعليم لمختلف المراحل، وافتتح المدرسة العليا، ومدرسة مسائية للتعليم، والمجلس الأعلى للمعارف.

كما انشأ مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات، وأصدر لائحة الموظفين المدنيين لضمان حقهم في المعاش ،وألغى السُخرة، وأصلح المساجد والأوقاف الخيرية.

وبدأ توفيق حفر الرياح التوفيقي، ووضع أساس قنطرة فم الرياح، وعدل فم الرياح المنوفي لزيادة فتحاته، وأصدر لائحة تنظيم أعمال الري وتوسيع نطاقها، بجانب إنشاء عدد من الشركات والبنوك الأجنبية.

المصدر

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة