رئيس التحرير أحمد متولي
 «عشان تربي ابنك صح؟».. تعرف على أهمية الحديث مع الطفل

«عشان تربي ابنك صح؟».. تعرف على أهمية الحديث مع الطفل

قد يكون طفلك الصغير هادئا أكثر من اللازم، لا يتحدث كثيرا مع الآخرين أو لا يستطيع تكوين صداقات مثل غيره من الأطفال. أو قد يجد طفلك صعوبة كبيرة في المذاكرة والفهم عندما يصل إلى سن المدرسة.. هذه كلها علامات لا تدل على مشكلة في طفلك، بقدر ما هي مشكلة في التواصل مع والديه؛ فكيف ذلك؟

يحتاج الأطفال الصغار وحديثي الولادة إلى الكثير من النوم، والعناية والحب واللعب، لكنهم يحتاجون بنفس القدر إلى آباء يهتمون بالحديث معهم. لكن هذا لا يعني اقتصار الحديث حول تلك الكلمات الطفولية التي ندللهم بها. هذا ما تؤكده المجلة الطبية «Web Md» في موقعها على الإنترنت.

ويقول أخصائي علم الأمراض بمستشفى بوسطن للأطفال، الدكتور «دانيس فورنيير إنج» أن حديث الآباء والأمهات مع أطفالهم الصغار؛ جزء أساسي من عملية التربية؛ فهو ينمي الحصيلة اللغوية للأطفال، والتي تساعدهم على التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين. كما تجنبهم صعوبات التعلم في سن المدرسة.

وتوضح الأبحاث التي صيغت في هذا المجال أن الاطفال في عمر أربع سنوات، يكونون قد اكتسبوا حصيلة لغوية كبيرة تصل إلى 45 مليون كلمة. ما ينمي قدرته على الفهم والقراءة عندما يصل إلى سن التاسعة أو العاشرة.

إذًا كيف يمكن للآباء أن ينتقلوا من مرحلة الكلام الطفولي والتدليل إلى الحديث مع أبنائهم؟ يقول «إنج»: أن الآباء يظنون أنهم يتحدثون مع أبنائهم بما فيه الكفاية، بينما ينحصر كلامهم في التدليل أو مجرد أوامر ونواهي أو أسئلة إجابتها بنعم أو لا؛ ثم يموت الحوار بعد ذلك.

وينصح «إنج» بإتاحة الفرصة للطفل، مهما كان عمره أن يعبر عن نفسه بالطريقة التي يستطيعها والتعبيرات التي يجيدها. لكن على الآباء أن يكلموه بلغة سليمة تساعده على تنمية مهاراته في الكلام والفهم والاستماع؛ لا أن يقلدوا طريقته الطفولية، فذلك لن يساعده على الإطلاق. موضحا أن الطفل في عمر الثالثة يكتسب 86% إلى 86% من الكلمات والحصيلة اللغوية يأخذها من والديه. ولكنه في الوقت نفسه يحذر من أن يأخذ الطفل حصيلته اللغوية من التلفزيون.

الكثير من الآباء والأمهات لا يجدون مواضيع يتحدثون فيها مع أطفالهم، وفي هذه الحالة يقترح «إنج» بالتركيز على الأشياء التي يحبها الطفل؛ فإذا كان طفلك يحب الألوان فتحدث معه عن ألوانها المختلفة والرسومات التي يحبها. وإذا كان يذهب إلى المدرسة، تحدث عن يومه وأصدقائه. ودعه يحكي لك يومه دون ترهيب.

ويؤكد أخصائي علم الأمراض أنه بدون حصيلة لغوية كبيرة، فإن الطفل قد يواجه صعوبة في الدراسة والفهم وكذلك الحديث مع الآخرين والتعبير عن نفسه. فالحديث مع الطفل وسماعه للعديد من الكلمات والأساليب، يحفز عقله الذي يمتص كل هذا، لينعكس على قدراته ومهاراته بعد ذلك.

ولذلك يقترح «إنج» بعض الخطوات التي ستساعد الأبوين في بناء حوار مناسب لأطفالهما:

الكلمات الكبيرة: لا يعني ذلك الكلمات المعقدة، ولكن الحديث مع الطفل بالطريقة الطبيعية، بعيدا عن الحديث الذي ينصب كله على كلمات التدليل. لا تخف فمفردات اللغة بالنسبة للطفل ليست صعبة أو سهلة؛ وإنما ذات معنى أو غير ذات معنى. ما يهم هو كيف تحمسه للكلام ويبدو شيقا له.

التنغيم والتشويق: اهتم بتنويع نغمات صوتك عند حديثك مع الطفل، واجعله مشوقا ومليئا بالحيوية، حتى يشد الطفل نحو الموضوع ويحمسه للكلام. مع تجنب الصوت العالي والضوضاء، التي قد تمنع الطفل من التعبير عن نفسه.

التحفيز: الطفل يحب الخيال، فهو يحفز عقله وحواسه، لذلك ينصح «إنج» باستخدام الألوان والأشكال والمجسمات، عند الحديث مع الطفل.

المشاركة: شارك طفلك الحوار في تفاصيل الحياة اليومية، على سبيل المثال أثناء المواصلات أو عند تناول الغذاء، وعندما تساعد طفلك في تغيير ملابسه أو أخذ حمامه.

القراءة للطفل: هذا أمر مختلف عن الحديث مع طفلك، لكنه مكملا له إذ يحفز خياله ويكسبه العديد من المفردات.

وفي النهاية يوضح «إنج» أنه لا يجب أن تتحدث مع طفلك 24 ساعة في اليوم، ولكن ابق على تواصل مستمر معه، واحرص على أن يكون الحوار بسيطا ومثمرا ومُحببًا للطفل.

اقرأ أيضا http://shbabbek.com/SH-40046 http://shbabbek.com/SH-38384 http://shbabbek.com/SH-39726

المصدر 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال