رئيس التحرير أحمد متولي
 «الفودو».. حكاية مخدر «لحس العقول»

«الفودو».. حكاية مخدر «لحس العقول»

حينما تستنشقه تأخذك رائحته النفاذة لتتجول معها في رحلة من الأحلام الزائفة، ولكنها ليست كأي رحلة أخرى حيث يصل مداها إلى 5 ساعات من الهلاوس السمعية والبصرية، صحيح أن رائحتها تشبه التوابل والبخور إلا أنها تظل «فودو».

  • هو إيه الفودو؟

عبارة عن نبات مخدر أو عشب مخصص لتخدير الحيوانات، له مذاق مختلف عن الحشيش والبانجو، ورائحته تشبه «الماريجوانا».

يتواجد «الفودو» في شكل أكياس تحتوي على 3 مليجرامات من المخدر المتنوعة الألوان بين الأسود والأخضر والأصفر بأسعار تتراوح بين 250 و350 جنيهًا، كما يلاحظ تدوين جملة «غير صالحة للاستخدام الآدمي» على بعض الأكياس، والتي في الأغلب يكون مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية.

وبما إن ملف «الفودو» تزاد خطورته يومًا بعد يوم، قرر «شبابيك» فتح الملف مع الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية، والذي قال إن مخدر «الفودو» المدرج حديثًا في جدول المخدرات ينتمي لنفس عائلة مخدري الماريجوانا والحشيش، إلا أنه يزيد خطورة عليهم بسبب حقنه بمواد الأتروبين، الهيوسين، والهيوسامين، وهي المواد التي تخدر الجهاز العصبي وتتحكم به لتفقد الجسم اتزانه، حيث يتم حقن الأعشاب بهذه المواد وهي في التربة.

ويرجع سبب تسمية المخدر بهذا الاسم إلى معتقد «الفودو» والذي يمارس في العديد من الدول الإفريقية ومناطق الكاريبى، ووفقًا للمعتقد السائد فإن أتباع «الفودو» يمكن أن يغرسوا دبابيس في دُمى تمثل أعداءهم ويحرقونهم على أمل أن تصيبهم اللعنة، ومن هنا جاء اسم "الفودو" أو التعويذة.

  • أضراره:

يضيف «حماد»: «حينما يتم استنشاق الفودو لا يضار الجهاز العصبي وحده فالمخدر يؤثر أيضًا على القشرة المخية التي يوجد فيها مراكز التفكير والتذكر والحكم على الأمور بمعدل أسرع من الحشيش والبانجو والمارايجوانا، الذي يزداد معدل ضرره بين صغار السن، مستدلًا على ذلك بحالة شاب صغير قام بالاعتداء على أبيه بالسكين وهو نائم تحت تاثير هذه المادة»

كما يؤدي أيضًا إلى النحافة والضعف العام وقلة النشاط والحيوية، وكذلك اختلال في التوازن واضطراب في الجهاز الهضمي وشعور بالانتفاخ والتهاب المعدة، بالإضافة أيضًا لحدوث تضخم في الكبد وتآكل ملايين الخلايا العصبية، كما يعرض مدمنيه للذبحة الصدرية وارتفاع الضغط وفقر الدم.

  • أعراض «الفودو»:

المتعاطي لتلك المادة المخدرة يصاب باحتقان شديد وإحمرار بالوجه وحشرجة في الصوت واتساع في حدقة العين، وعندما ينتهي تأثيره على المتعاطى تزيد الهلاوس التي يشعر بها المتعاطى.

  • فوارق مع المخدرات التقليدية:

يتابع مدير وحدة طب الإدمان: «خطورة هذه المواد عن المخدرات التقليدية ترجع إلى سهولة تصنيعها، وتعددها بالإضافة لصعوبة التعرف عليها أو كشفها سواء عن طريق أجهزة الكشف في المطارات والجمارك أو وسائل التحاليل الطبية للكشف عن المخدرات، ولكن الأخطر هو عدم وجود دراسات وأبحاث حول هذه المواد مما يصعب علاجها أو التنبؤ بمخاطرها لذلك قامت بلدية نيويورك بمنع تداولها بسبب الحوادث التي تسببت فيها».

من ناحية الدولة، صدر قرار وزاري رقم 691 لسنة 2014 الخاص بإضافة بعض المواد ذات التأثير على الحالة النفسية والمعروفة إعلاميًا بــ "الفودو- سبايسي- ماريجوانا" إلى القسم الثاني من الجدول رقم 1 الملحق بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 الخاص بمكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والإتجار فيها، وبهذا القرار، يتم تجريم الإتجار في هذه المواد طبقًا لأحكام القانون المشار إليه.