رئيس التحرير أحمد متولي
 «الحمار الذهبي».. قصة أول رواية في تاريخ الإنسانية

«الحمار الذهبي».. قصة أول رواية في تاريخ الإنسانية

في العام الواحد تُطبع آلاف الكتب والروايات الجديدة، بمختلف اللغات واللهجات.. كيف وصلنا إلى هنا؟ من الذي ابتدع فن كتابة الروايات حتى أصبحت معشوقة الملايين من محبي القراءة حول العالم؟

هل فكرت يوما ما هي أول رواية أنتجتها البشرية؟ في أي عصر كُتبت وعمّا تكلمت؟ من الذي كتبها وما الذي تحتويه؟ في هذا التقرير سنجيبك.

أول رواية بشرية وصلت كاملة هي رواية باسم «الحمار الذهبي»، ألّفها الكاتب اللاتيني والخطيب الأمازيغي لوكيوس أبوليوس الأمازيغي. وفقًا لويكيبيديا، فإن لوكيوس كان كاتبًا، خطيبًا، فيلسوفًا، روائيًا، مسرحيًا وشاعرًا غنائيًا.

المستضعفون ينتصرون ولو بعد حين.. تعلم من هذه الروايات

ولد لوكيوس في حوالي عام 125 ميلادية، في مدينة مادور، والتي يطلق عليها اليوم مداوروش في ولاية سوق أهراس بالجزائر، وتوفى سنة 180 ميلادية. كتب لوكيوس روايته «الحمار الذهبي» باللغة الاتينية القديمة، وتُسمى أحيانًا بـ«التحوّلات».

الحمار الذهبي

أّلف لوكيوس روايته الكوميدية «الحمار الذهبي» والتي تعتبر أول رواية في تاريخ الإنسانية وصلت كاملة، حيث سبقها رواية أخرى لكنها وصلت ناقصة. الرواية تتكون من 11 فصلا، يحكي فيها قصة إنسان مولع بالسحر. وهي الرواية الوحيدة باللغة اللاتينية القديمة التي لها نسخة محفوظة بحالة سليمة.

في أصعب أوقاتك.. هذه الروايات ستلهمك

تتمحور الرواية حول بطلها «لوكيوس» المولع بالسحر، ويقوده ولعه إلى عدة متاعب ومغامرات. كما تحتوي الرواية 17 قصة أخرى ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي، بعضها شهدها البطل بنفسه، والبعض الآخر سمعها.

رغم أن الرواية لم تسبقها روايات أخرى كي تُرسي قواعد لكتابة رواية كاملة بحبكة وأحداث تتداخل، إلا أن القصص التي تتداخل مع القصة الأصلية للرواية تُزيدها متعة وتُعمق معناها. يمكنك قراءة الرواية كاملة عبر الضغط على غلافها السابق، أو البحث عن نسخة مطبوعة منها في المكتبات وسور الأزبكية.

ملخص الرواية

تبدأ الرواية حين يتوجه شاب يدعى لوكيوس، من مدينة كورنث، إلى مدينة هيباتا بمقاطعة تيساليا؛ لأسباب عائلية، فيلتقي في طريقه بمسافرين. يسمع من أحدهم حكاية مثيرة عن الأعمال السحرية، حركت فضوله لمعرفة المزيد حول ذلك العالم المسحور.

عندما يصل لوكيوس إلى مدينة هيباتا، وتعرّف على خادمة تسمى فوتيس تعمل خادمة للساحرة بامفيلا، ويلح عليها أن تمكنه من رؤية سيدتها وهي تمارس أعمالها السحرية، فقادته إلى مكان خفي.

في أقل من 200 صفحة.. روايات ستخطف أنفاسك

بدأ لوكيوس يتابع الساحرة وهي تتحول إلى بومة بفعل مادة ما دهنت بها جسمها، فازداد شغفا لأن يتحول هو الآخر. لجأ لوكيوس للخادمة مرة أخرى، إلا أنها أخطأت في إحضار العلبة المناسبة له، فكانت النتيجة أن تحول لوكيوس إلى حمار بدلا من أن يتحول إلى طير.

اكتسب لوكيوس جميع صفات الحمار الظاهرة ولكنه احتفظ بعقله البشري. أصبح لوكيوس يتنقل بهيئته الجديدة من مكان إلى مكان، وهو يُمعْن النظر في غباء البشر وقسوتهم.

تتداخل القصص التي يرويها مؤلف الرواية مع قصة لوكيوس نفسه بعد أن صار حمارًا، فمرة يستمع إلى شكوى فتاة جميلة اختطفت ليلة عرسها ليبتذ المختطفون والدها، ومرة يعاني هو بنفسه من قسوتهم حين يحاول الهرب ممن يحاولون استخدامه كحيوان.

حين يضيق لوكيوس بحياته في هيئة حيوان، يذهب إلى البحر ويتضرع للآلهة لتعيده لهيئته البشرية، وحين يغفو تأتيه الإلهة المصرية إيزيس وتخبره أنه استجابت لحلمه، وبالفعل يعود لوكيوس انسانًا، ويقرر أن يقضي باقي حياته في عبادة الآلهة. المصادر 1 2

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة