رئيس التحرير أحمد متولي
 خلي بالك.. كل دي أخطاء تاريخية في مسلسلات رمضان

خلي بالك.. كل دي أخطاء تاريخية في مسلسلات رمضان

موسم المسلسلات الذي ننتظره من عام لآخر على بعد أيام قليلة، فقبل حلول شهر رمضان تبدأ القنوات الفضائية في استعراض ما تمكنت من شراءه من مسلسلات لنجوم الفن العرب.

في شهر رمضان خلال الأعوام الماضية عرضت مسلسلات تاريخية كثيرة تعرض فترات تاريخية مختلفة.

فالفن هو أسهل طريقة لنقل العلم أو التاريخ للشعوب مهما كانت درجة تعليمهم أو ثقافتهم، ولكن ماذا إن كانت المعلومات التاريخية المقدمة في قالب فني مغلوطة؟

العديد من مسلسلات التاريخ العربية حملت بداخلها عدد من المعلومات المغلوطة والأخطاء التاريخية، حيث تم تطويع الأحداث التاريخية لتتلائم مع السيناريوهات الدرامية والأعمال باهظة التكلفة.

مسلسل سرايا عابدين

سرايا عابدين

أحداث المسلسلات التاريخية المعروضة على القنوات العربية في 2015، من المفترض أن المسلسل يحكي عن فترة حكم الخديوي إسماعيل، حيث بدأت أحداث المسلسل في عيد ميلاد الخديوي إسماعيل الـ30.

ولد الخديوي إسماعيل عام 1830، أي أنه أتمّ 30 عاما سنة 1860، في الحقيقة تولى إسماعيل الحكم عام 1863، أي بعد أحداث المسلسل بثلاث سنوات، وحتى عندما أتم الـ30 لم يكن ولي مصر أيضا.

كما أن حفل ميلاد الخديوي كان مقاما داخل قصر عابدين، في حين أن إسماعيل أمر ببناء هذا القصر بعد توليه الحكم عام 1863، وتم الانتهاء من بنائه عام 1868، وأصبح مقر الحكم الرئيسي للدولة العلوية عام 1872 أي بعد أحداث المسلسل بـ12 عاما.

ولكثرة الأخطاء التاريخية بالمسلسل، طالب أحمد فؤاد الثاني آخر ملوك مصر بإيقاف عرض المسلسل المسلسل قائلًا إنه «امتلأ بالمغالطات التاريخية والجغرافية وبالخلط في الشخصيات، الأمر الذي ينم عن جهل شديد بتاريخ أفراد الأسرة وبتاريخ الوطن في فترة من أزهى فتراته، كما امتلأ بالاتهامات للخديو ولبعض زوجاته بالقتل والتآمر والفساد وسوء الخلق».

مسلسل الملك فاروق

الملك فاروق

مسلسل ربما كان الأول الذي يحاول إنصاف الملك فاروق الذي تم تشويهه تاريخيا بعد قيام ثورة يوليو 1952. المؤرخ سيّار الجميل نشر مقالا حول الأخطاء التاريخية التي وقع فيها المسلسل ذائع الصيت.

وفقا للمؤرخ، فإن أجهزة التليفون خلال الثلاثينيات والأربعينيات لم تكن أوتوماتيكية كما ظهر بالمسلسل، وإنما التي كانت تستخدم في ذلك الوقت فعلا هي ذات العتلة في الجانب والتي تدور باليد ويتم تحويل المتصل إلى مأمور البدالة الذي يوزّع المكالمات بدوره.

أما السيارات، فظهرت في المسلسل سوداء صغيرة من نوع أوستن باستثناء سيارة الملك الحمراء المكشوفة، رغم أن شخصيات المسلسل كانوا في الحقيقة يستخدمون السيارات الأمريكية وبالتحديد الفورد والكاديلاك السوداء الكبيرة، وليست هذه التي استخدمت في المسلسل.

كما أظهر المسلسل أن فكرة جامعة الدول العربية جاءت من مصطفى النحاس، في حين تثبت الوثائق التاريخية أن الفكرة والمشروع كانا لنوري باشا السعيد رئيس وزراء العراق إبان العهد الملكي، وطرحها على النحاس لتأسيس اتحاد كونفيدرالي عربي، ولكن النحاس رفض فكرة الاتحاد جملة وتفصيلا.

المستضعفون ينتصرون ولو بعد حين.. تعلم من هذه الروايات

مسلسل حريم السلطان

حريم السلطان

أحد أكثر المسلسلات التركية شعبية ومتابعة في الوطن العربي. يحكي المسلسل عن حياة السلطان العثماني سليمان القانوني، أحد أعظم الحكام في الدولة العثمانية. بمجرد عرض المسلسل بدأ المتخصصون في التاريخ في مهاجمته لما به من أخطاء تاريخية.

من بين المغالطات التاريخية التي جاءت بالمسلسل التركيز على الجانب الاجتماعي من حياة السلطان وإظهاره بإهمال الرعية والانصراف إلى حياته الغرامية ومغازلة النساء والجواري وهو ما اتضح من إسم المسلسل، رغم كونه أحد أكثر الخلفاء العثمانيين ذكاءً وحرصًا على رعيته.

المؤرخة السعودية أماني غازي رأت في حوار لها أن المسلسل 60% مبالغات درامية و40% فقط حقائق تاريخية، قائلة إن المسلسل شوه سيرة السلطان، الذي تُعتبر فترة حكمه الأفضل في التاريخ العثماني، حتى أن ملوك أوروبا لقبوه بالسلطان العظيم، وبلغت الدولة العثمانية في عهده أوج قمتها وإبداعها الحضاري.

كما أظهر المسلسل أن السلطان قابع في القصر طوال الوقت، ومن يدير الدولة هو الصدر الأعظم «إبراهيم باشا»، على عكس الواقع حيث كان يدير السلطان شؤون الدولة بنفسه.

«الحمار الذهبي».. قصة أول رواية في تاريخ الإنسانية

مسلسل يوسف الصديق

مسلسل يوسف

أحد أكثر المسلسلات التي انتشرت قبل سنوات، وشهدت هجوما حادا بسبب تجسيد شخص نبي الله يوسف رضي الله عنه على شاشات التلفزيون، إلا أن المسلسل حمل بداخله الكثير من المغالطات التاريخية كذلك.

وفقًا لجريدة الأهرام، فإن امرأة العزيز لم يُثبت قرآنيا أو تاريخيا أنها كانت تسمى زليخة، كما جاء المسلسل، ولم يُذكر ذلك الإسم إلا في الإسرائيليات، وروايات التلمود التي أجمع علي تكذيبها المؤرخون والمفسرون.

كما أن القرآن لم يُثبت ما جاء بخصوص سجن امرأة العزيز والنسوة اللاتي قطعن أيدهن عقابا لهن بعد الاعتراف ببراءة يوسف، كما أن الأحداث التالية مثل إعادته لبصرها أو الزواج منها لم يذكروا في القرآن مطلقا.​​​​​​​ 

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة