رئيس التحرير أحمد متولي
 بعد طلاق بريطانيا من أوروبا.. هل تختفي اللغة الإنجليزية؟

بعد طلاق بريطانيا من أوروبا.. هل تختفي اللغة الإنجليزية؟

بعد قرار بريطانيا النهائي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ظهرت دعوات بإلغاء اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للاتحاد الأوروبي، ما يضع تساؤلًا حول مستقبل هذه اللغة وانتشارها في أوروبا والعالم كله.

رئيسة الشئون الدستورية في البرلمان الأوروبي، «دانوتا هوبنر» ترى أن اللغة الإنجليزية لن تعود لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي، بعد مغادرة بريطانيا.

وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» قد أجرت استفتاءً شعبيًا حول انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضي الموافق 24 يونيو، بنتيجة 51.9% موافقة على الانفصال.

وأوضحت «هوبنر» أن الإنجليزية أصبحت واحدة من 24 لغة رسمية للاتحاد الأوروبي، لأن بريطانيا هي من اختارتها كلغة رسمية تعبر عنها. على أساس أن الاتحاد الأوروبي يتيح لكل دولة اختيار اللغة الرسمية لها.

واعتماد الاتحاد الأوروبي لهذه اللغات يعني أن تتم ترجمة الوثائق التي تصدر عنه لجميع هذه اللغات الأربعة والعشرين، وأن يستطيع أي مواطن أوروبي التقديم بطلباته وشكاويه للاتحاد بلغته الأم.

ورغم ذلك فالإنجليزية هي اللغة المسيطرة داخل الاتحاد الأوروبي؛ وهي اللغة الأكثر استخدامًا بين موظفي الاتحاد المدنيين. «الإنجليزية» أيضا هي واحدة من ثلاثة لغات للتقديم لبراءات الاختراع في الاتحاد، وهذا يمنح المتحدثين بها تفوقا وفرصا أكثر من غيرهم.

فرنسا تأخذ بثأرها

كانت اللغة الفرنسية هي اللغة المسيطرة في الاتحاد الأوروبي حتى عام 1990، حيث بدأ نفوذ الإنجليزية يزداد بعدما انضمت دول وسط وشرق أوروبا للاتحاد، والتي تعتبر الإنجليزية هي لغتها الرسمية الثانية. وذلك بحسب وكالة «رويترز». لكن فرنسا لم تستسلم لتلك الهزيمة وفرضت لغتها مع تناقص عدد الناطقين بها في أروقة الاتحاد الأوروبي. ولم يستخدم الأعضاء الفرنسيون، اللغة الإنجليزية كلغة تخاطب داخل الاتحاد، بدلًا من لغتهم الأم  كما فعل معظم الأعضاء.

اقرأ أيضًا: «في سبعة أسئلة.. نلخص لك قصة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي»

دعوات سابقة 

لم تكن هذه دعوى «هوبنر» هي الأولى من نوعها؛ ففي مقال نشره الصحفي «فيليب أولترمان» في صحيفة «الجارديان البريطانية» عام 2013 تناول فيه الخلاف الدائر بين السياسيين، حول هل من الجيد أن تكون اللغة الإنجليزية لغة رسمية للاتحاد الأوروبي أم لا؟

  • الفريق المؤيد

يرى أن الاتحاد الأوروبي ينفق سنويَّا مليارات من اليورو على الترجمة لجميع لغات الاتحاد. ويؤكد أنه يمكن توفير هذه النقود، خاصة أن اللغة الإنجليزية أصبحت اللغة الثانية في أوروبا.

  • الفريق المعارض

على رأس هذا الفريق دبلوماسيين فرنسيين الذين اعتبروا هذه الخطوة ستؤدي لزيادة نفوذ بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. كما اعتبره البعض ضد مبادئ الديمقراطية التي تتيح لكل مواطن في الاتحاد التعبير عن نفسه بلغته.

قد يهمك أيضًا: «إيه هو الاتحاد الأوروبي وبيعمل إيه؟»

هل نقول وداعًا للغة الإنجليزية؟ 

في حديثه لـ«شبابيك» يوضح المترجم الفوري المقيم بالولايات المتحدة الأمركية، أحمد جودة، أن هناك ثلاثة لغات مسيطرة في الاتحاد الأوروبي وهي، الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

وبعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، أصبح واردًا جدًا أن يتم إلغاء اللغة الإنجليزية كلغة رسمية، خاصة أن كتلة كبيرة من المتحدين بالإنجليزية ستخرج من الاتحاد بخروج بريطانيا، وهي إنجلترا واسكتلندا وويلز.

لكن «جودة» يؤكد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعني أن يؤثر ذلك على قوة اللغة الإنجليزية، فهي بلا منافس اللغة الأولى في العالم، إضافة أن إلغاء استخدام اللغة الإنجليزية داخل الاتحاد الأوروبي، لا يعني أن الدول المتحدثة بالإنجليزية ستتوقف عن استخدامها.

اقرأ أيضًا: «هل تعود بريطانيا عن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي؟»

وحول المخاوف الاقتصادية التي تحيط ببريطانيا بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي، وتؤثر على سيادتها في المنطقة، وبالتالي تؤثر على قوة اللغة؛ يقول «جودة» أن انفصال بريطانيا له مزايا وعيوب، فهي بالتأكيد ستتأثر اقتصاديا ومن الممكن أن يحدث قطع علاقات بينها وبين بعض الدول الأعضاء، لكن على الجانب الآخر، لن تكون بريطانيا مضطرة لدفع الكثير من الأموال للدول الأوروبية الفقيرة، وستحتفظ بهذه الأموال لنفسها.

ويوضح «جودة» أن هذه التقلبات قد تُقلل عدد الدارسين للغة الإنجليزية وتدفع بعضهم لتعلّم لغة أجنبية أخرى، لكن هذا لن يحدث في المستقبل القريب، لأن قوة اللغة الإنجليزية ستحفظها دولًا أخرى ذات سيادة كبيرة، مثل الولايات المتحدة وعدد سكانها 318 مليون نسمة، مقارنة ببريطانيا وعدد سكانها 64 مليون نسمة فقط؛ فضلًا عن دول أخرى ذات سيادة وتتحدث الإنجليزية، مثل كندا وأستراليا وآيرلاندا.

اقرأ أيضًا: «رحلة الإنجليزية من القبائل البدوية لبريطانيا»

اقرأ أيضًا: «لغات تغنيك عن تعلم الإنجليزية»​​​​​​​

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال