رئيس التحرير أحمد متولي
 يعني إيه جنسية؟ وقبل اختراعها كان إيه النظام؟

يعني إيه جنسية؟ وقبل اختراعها كان إيه النظام؟

الجنسية مشتقة من كلمة جنس بمعني الانتماء إلى نفس الجنس، وبالمعنى السياسي هي ولاء الفرد للدولة التي تمنحه الجنسية، وبمجرد اكتساب الفرد للجنسية يصبح تابعاً لها ويتمتع بكافة الحقوق الوطنية، وتقع على عاتقة كافة المسؤوليات الوطنية.

والجنسية في القانون هي: نظام قانوني مركب من جملة اعتبارات قانونية وسياسية، وتغلب فيها إرادة الدولة على إرادة الافراد.

ولكن بعد كل هذا الشرح كيف كان العالم قبل ظهور فكرة الجنسية؟ فكرة الجنسية مرتبطة بنشأة فكرة الدولة فالاثنان مترادفان.

نبذة عن نشأتها

الجنسية كرابطة سياسية وقانونية نشأت في القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1835، وقبلها كان الانتماء إلى الأسرة ثم تجمعت الأسر لتصبح قبيلة، وبعد ظهور الزراعة بدأت تلك القبائل تتجمع في قرى ومدن إلى أن نشأ مفهوم الدولة الحديث، مثلما كان يحدث في المجتمع العربي القديم ومازالت قبائل تعيش في المجتمع المعاصر حتى الآن.

مسلمات رفضن السباحة مع ذكور بسويسرا.. فحرمن الجنسية

مفهومها في العصور الوسطى

في العصور الوسطى ساد في أوروبا النظام الإقطاعي فتحول الانتماء العرقي إلى الانتماء الإقطاعي، الذي يوجد على رأسه السيد الإقطاعي الذي يجمع بين يديه كل السلطات، وسكانها هم رعيته، وهم تابعون للأرض، وإذا كان هناك أجنبي في الإقطاعية فإما أن يخرج منها بطلب من سيده في الإقطاعية التابع لها وإما يعلن بقائه فيتبع حينئذ الإقطاعية ويصبح جزءا منها مع بقية سكانها.

وكان بإمكان الإقطاعي التصرف في الإقطاعية بالبيع لإقطاعي آخر فتنتقل تبعية سكانها إلى الإقطاعي الجديد، وفي هذه الفترة كان الانتماء الوحيد الموجود هو الانتماء إلى الإقطاعية ولا وجود للانتماء العرقي، ويعد ذلك هو البذرة الأولى لتأسيس الجنسية في الوقت الحاضر على أساس حق الإقليم في كثير من الدول.

وبقي النظام الاقطاعي منتشرا في أوروبا إلى بداية عصر النهضة في القرن الـ15، إلى أن قامت ضده ثورات وتكونت دول قوية موحدة كفرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا. لكنها أيضا كانت مختزلة في أشخاص الملوك. فانضمام الفرد لدولة معينة يعني خضوعه لهذا الملك.

ويقول وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة الدكتور عبدالمنعم زمزم إنه «قبل مفهوم الدولة بشكلها الحديث كان كانت القبيلة ومن القبيلة كانت الإقطاعية ومن الإقطاعية كانت الدولة».

الجنسية بمفهومها الحديث

في القرن الـ19 ظهر شخص يُدعى «مانشيذي» كان فقيها قانونيا يرى أن الشخص يجب أن يخضع للدولة وليس لشخص الملك، وأن تكون إدارة الدولة بعيدة عن شخص الملك، ومن هنا ظهرت مفهوم القوميات والجنسيات.

«مانشيذي» كان يرى أن من حق كل أمة يربطها رابط مشترك في الجنس واللغة والأفكار والثقافة، أن ينشأ عنها دولة، ومن هنا تطورت الأفكار إلى أن أصبحت إلزاما بنص المادة (15) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948 على أن يكون لكل إنسان الحق في الجنسية.

كيف تحصل على الجنسية الأمريكية؟

وقال «زمزم» إن ظهور الجنسية نشأ مع فكرة تطور الدولة وزيادة عدد سكانها، حيث كانت هناك حاجة لتنظيم المعاملات بين الدول المختلفة وحركات الانتقال وتحديد المواطنين التابعين لكل دولة والعلاقة بينهم.

ودلل على ذلك بالرحلة الاستكشافية لكولومبس مكتشف الأمريكيتين «أخد المراكب ومشي من غير ورق ولا أي حاجة».

الجنسية في الدول العربية

الدكتور «زمزم» قال إن الدول العربية وصل لها المفهوم مؤخرا، مشيرا إنه مثلما لم يكن هناك حاجة لوثائق تثبت الجنسية قبل الثورة الصناعية في أوروبا فإن الدول العربية لم تكن في حاجة لذلك أيضا في بدايات القرن العشرين، مشيرا إلى أن من أراد الانتقال للعيش في مكان آخر لم يكن يوجد أمامه أي عائق.

الدول العربية كانت من آخر الدول التي أسست الجنسية لأفرادها، وبدأت في القرن العشرين بعد إعلان حقوق الإنسان المشار إليه، ففي مصر كان أول قانون ينص على الجنسية صدر سنة 1926، ووضع أول تعريفا للمصريين بأنهم المتوطنين في مصر قبل 5 نوفمبر 1914 (تاريخ إنهاء الحماية البريطانية على مصر) من غير رعايا الدول الأجنبية، والمحافظون على إقامتهم حتى تاريخ العمل بالقانون.

أما سوريا فأصدرت أول قانون للجنسية عام 1925 إبان خضوعها للانتداب الفرنسي وكذلك العراق أصدر أول قانون وهو قانون الجنسية رقم 42 لسنة 1924 إبان خضوعه للاحتلال البريطاني. بينما أول قانون للجنسية في الإمارات كان سنة 1972، والكويت عام 1959، وهكذا كانت جميع الدول العربية آخر من بدأ في إصدار قوانين الجنسية وتحديدها.

لماذا يرفع المصريون أعلاما ليست لبلادهم؟.. تعرف على العقوبة القانونية

المعاملة قبل صدور الجنسية

المعاملة كانت تختلف حسب النظام الحاكم، فالملكي يعني خضوع الشخص للملك ودولة الملك، والإقطاعي يخضع الفرد لشروط وقوانين الإقطاعي، وهكذا كما كان الحال قبل القرن الـ19 في الدول الأوروبية. وكانت هناك قوانين ولوائح تنظم الحياة اليومية للأفراد وعلاقاتهم بالدولة.

وأوضح «زمزم» أن التنقل بين الدول العربية كان متاح ويتم بحرية حتى أوائل القرن العشرين، ولا يحتاج سوى أوراق إثبات الشخصية فقط وليس الجنسية.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية