رئيس التحرير أحمد متولي
 مهند إيهاب.. رحلة شاب تحت العشرين من السجن إلى القبر

مهند إيهاب.. رحلة شاب تحت العشرين من السجن إلى القبر

«لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» كانت آخر تدوينة له على تويتر.الناشط السكندري، مهند إيهاب، ألقي القبض عليه خلال تظاهرات أغسطس 2013، وخرج بعد عدة أيام، وعام 2014 قبض عليه للمرة الثانية وظل في سجن الأحداث بكوم الدكة لمدة 3 أشهر، خرج بعدها على ذمة القضية، وقبض عليه للمرة الثالثة في يناير 2015، وأودع في سجن برج العرب بالإسكندرية، أصيب خلالها بمرض سرطان الدم.

«أنا قاعد هنا مرفه عنهم على الرغم إني في مستشفى».. كان أخر تسجيل فيديو لمهند من على سرير المرض بنيويورك، يدعو فيه بالإفراج عن محتجزين بالسجون المصرية.


ما هي قصة مهند؟

أصيب مهند بمرض السرطان داخل الحجز وتباطئت إدارة السجن في إطلاق سراحه أو السماح له بالعلاج، ثم أُطلق سراحه فيما بعد بعد أن تمكن منه المرض. حسبما قال في حوار أجرته معه جريدة «الشعب».

مهند وحيد أبويه، لاحظ في شهر مايو 2015 أثناء تواجده بالسجن، أنه لا يرغب في أي طعام، وإذا حاول الأكل يقوم بترجيعه ثانية حتى قبل هضمه، وكذلك الحال بالنسبة للمياه.

وأضاف أن الحال استمر على هذا ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع ارتفعت درجة حرارته، وطلب من إدارة السجن الذهاب لمستشفى السجن لتلقي العلاج، إلا أنهم لم يسمحوا له.. كما قال.

وأضاف «وخلال ثلاثة أسابيع نزل وزني حوالي 25 كيلو، كل هذا وأنا لا أعلم أني مصاب بسرطان الدم».

بعد ثلاثة أسابيع، شخصت إدارة السجن مرض مهند بأنه تيفيود، ثم أنيميا ثم فيرس A. وبعد إلحاح من أسرته وافقت إدارة السجن على سحب عينة من دمه، وإرسالها للمختبر، وكانت نتيجة المختبر ان الدم به شئ خاطئ تماما، ولا يمكن الاكتفاء به فقط، بل يجب توقيع الكشف على الحالة.

وبعد شهرين منذ أن اشتكى مهند، أرسلته إدارة السجن لمستشفى أميري ليخبروه أنه لابد من نقله إلى عنبر أمراض الدم، دون أن يدري أهله أنه مصاب بسرطان الدم.

مهند كان مقيد وهو مريض، وكان يتم استجوابه بين الفينة واخرى، حتى أنه في لحظات لم يكن يستطيع فيها التحرك كانوا يجبروه على ذلك.


 

أخبر الأطباء بالمستشفى أهل مهند أنه مصاب باللوكيميا «سرطان الدم» وأن المرض انتشر في جسده بنسبة 93%.

تم إخلاء سبيل إيهاب فيما بعد بسبب مرضه.

رحلته في الخارج

بعد إخلاء سبيل مهند، سافر هو ووالده ووالدته بعد إغلاق أعمالهم بالإسكندرية، لعلاجه من سرطان الدم. إلا أنهم أخبروه انه لن يستطيع إجراء عملية إلا بعد انخفاض نسبة السرطان في الدم لخطورتها على حياته.

لكن حالة مهند أخذت تزداد سوءا، إلى أن وصل لمرحلة استعصى فيها العلاج الكيماوي.


 

في هذا الوقت كانت هناك شركة ادوية تجرب دواءا جديدا، لعلاج سرطان الدم، وأخذت المستشفى موافقته لتجربته بعد أن تيقنوا أنه ميت لا محالة.

بالتأكيد المستشفى لم تأخذ هذه الخطوة قبل موافقة مهند وأبويه. وتم بالفعل تجربة الدواء على مهند، ولكنهم كانوا أخبروه أيضا أن نسبة شفائه 20%، ولكن ازدادت حالته سوءا إلى أن توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين في غرفة العناية المركزة بنيويورك.

تويتر وفيس بوك ينعون 

#مهند_مات كان الهاشتاج الأكثر تداولا صباح اليوم، بعد الوفاة، نشطاء دشنوه له لتلقي العزاء، وتحول الهاشتاج إلى أشبه بتظاهرة على موقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بمحاسبة المتسبب في تدهور حالة مهند الصحية.

فالداخل فيها مفقود والخارج منها ميت لأنه فقد بالداخل. كانت ملخص لما قاله الأصدقاء عن مهند، في عزئه على تويتر.

 

اللهم انتقم ممن ظلمه
اللهم انتقم ممن ظلمه
اللهم انتقم ممن ظلمه

#مهند_مات pic.twitter.com/CcehppsrfS — AbdAllah Hany (@Abdallah_hanyy) ٣ أكتوبر، ٢٠١٦

 

يُذكر أن مهند، شارك في ثورة 25 يناير وأصيب عدة إصابات بينها طلق خرطوش مازال بعض بقاياه متبقى داخل جسده، وألقي القبض عليه ثلاث مرات إلى أن أصيب بمرض اللوكيميا، وهو مواليد سبتمبر 1996.

وكان من المقرر أن يلتحق بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، هذا العام إلا أن سجنه ومرضه حال دون ذلك.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية