رئيس التحرير أحمد متولي
 رموز طلابية من القرن الماضي يحكون لـ«شبابيك» تجاربهم مع الحراك الجامعي

رموز طلابية من القرن الماضي يحكون لـ«شبابيك» تجاربهم مع الحراك الجامعي

للحركة الطلابية في مصر دور بارز في العملية السياسية بشكل عام، ويلعب الطلاب دورا رئيسيا في الشكل العام للدولة، ويقول المؤرخ الفرنسي والتر لاكير «لم يلعب اأحد دورا في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب في مصر».

تحل الذكرى السنوية لليوم العالمي للطالب في السابع عشر من نوفمبر كل عام.

يعود اختيار 17 نوفمبر يوما عالميا للطلاب، إلى أواخر ثلاثينات القرن الماضي التي شهدت أكبر مجازر ارتكبت في حق طلاب براغ (عاصمة تشيكسلوفاكيا سابقا)، حين قامت قوات الجيش الألماني بتصفية 1200 طالب بشكل جماعي، انطلقت بعدها شرارة نضال الطلاب ضد النازية الألمانية.

«شبابيك» استطلع آراء عدد من رموز الحركة الطلابية في فترات الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، للتعرف على وضع الطلاب وقت أن كانوا في الجامعة، ووضعهم في الوقت الحالي.

ممدوح حمزة ومفاوضة الحكومة

رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة عام 1969، المهندس ممدوح حمزة، يقول أن الطلاب في فترة الستينات كانوا في أفضل أيامهم وأن اتحاد الطلاب كانت له سلطات كبيرة وصلت لتوقيع مرتبات مديري رعايات الشباب وتنظيم المعسكرات.

وروى تجربته في تلك الفترة «عملت مجلة اسمها ثوار وكان الطلبة بيتعملها حساب، وأهم ما يميز هذه الفترة إننا كنا بنمارس السياسة جوة الجامعة وده عن طريق اتحاد الطلاب».

اعتبر القيادي البارز في الحركة الطلابية في عقد الستينات أن من أقوى الانتفاضات الطلابية كانت عقب نكسة 19967، ما دفع الطلاب للتظاهر عام 68 عقب صدور حكم بحق كوادر بسلاح الطيران بسبب ضرب إسرائيل المطارات المصرية، ويضيف «لك أن تتخيل قوة الطلاب اللي تخلي رئيس الجمهورية –يقصد عبدالناصر- يجي الجامعة ويلقي بيان 30 مارس».

«كنت بقود اعتصام كلية الهندسة وكنت رئيس الوفد اللي بيتفاوض مع الحكومة وأنا عندي 19 سنة، وهذا موقف لا يحدث الآن»

أما عن وضع الحركة الطلابية الآن يقول إن الطلاب لم يعد لهم صلة قوية بالنضال وذلك بسبب فترة مبارك وتدخل أمن الدولة في الجامعات ما تسبب في تأميم الحركات وضعفها حتى الآن.

وأشار إلى أن الطلاب في مصر لا يحييون إلا ذكرى أحداث كوبري عباس ويم الطالب المصري في 21 فبراير واعتبرها من أقوى الأحداث.

أراد «حمزة» أن يخصص يوم الطالب العالمي لأحداث 1935، عندما ألقى وزير الخارجية البريطاني «صمويل هور» بياناً أعلن فيه أن الحكومة البريطانية نصحت بعدم إعادة دستور 1923 أو دستور 1930، لأنه ثبت عدم صلاحية الأول لمصر، والثاني يتعارض مع رغبات المصريين.

وقال إن طلاب المدارس الصناعية سطروا نضالا في سجلات التاريخ بخروجهم في أكثر من 16 محافظة في وقت واحد، في فترة لم يكن فيها أي تواصل إلكتروني.

ونصح عموم الطلاب بمذاكرة تاريخ بلادهم وتاريخ الحركة الطلابية، والانقياد لعقولهم وأفكارهم وليس وراء الجماعات، والاتجاه لدراسة علم الرياضة والطبيعة والكيمياء لخدمة الوطن.


 

أبو الفتوح ومواجهة السادات

ومن أبرز المواقف الطلابية مواجهة رئيس اتحاد جامعة القاهرة، عبد المنعم أبو الفتوح، للرئيس الأسبق أنور السادات، خلال اللقاء الذي جمع السادات بعدد من الصحفيين والقوى السياسية والطلاب في فبراير 1977  وذلك عقب المظاهرات التي اندلعت بعد قرار رفع أسعار الخبز.

يحكي أبو الفتوح تجربته في منشور له على فيس بوك أن لقاء السادات كان مذاعا على الهواء مباشرة، وأنه طلب التحدث أكثر من مرة عن طريق رفع يده لكن لم يأذن له أحد بالحديث، فاتجه إلى الميكروفون وتحدث بطريقة وصفها أبو الفتوح بالقاسية، وتضمنت الكلمة أن مساعدي الرئيس ينافقوه، وهو ما أثار غضب السادات.

يقول أبو الفتوح «وحين سمع السادات كلامي بدا عليه التأثر والانفعال ثم مال برأسه إلى أسفل حتى خشيت عليه من أن يكون قد أصابه مكروه وخمنت -كطبيب- أنه ربما تأثر صحيًا لكنه سرعان ما رفع رأسه غاضبًا غضبًا شديدًا واحتد علي وصرخ في وجهي: اقف مكانك .. اقف مكانك .. وأخذ يرد على كلامي بقسوة .. ولم أستطع أن أكمل كلمتي أو أستعرض النقاط الأخرى التي أردت أن أكلمه فيها».


 

عبد الغفار شكر وفترة الخمسينات

نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وأحد رموز الحركة الطلابية في الخمسينات، عبد الغفار شكر، أكد أن المجتمع الطلابي في مصر لا يهتم باليوم العالمي للطالب المقرر له في شهر نوفمبر، وإنما يكون الاهتمام بيوم الطالب المصري في شهر فبراير، نافيا إحياء الحركة الطلابية في فترة الخمسينات والستينات لهذه الذكرى.

واعتبر أن الحركة الطلابية في مصر نشطت منذ تأسيس جامعة القاهرة وكان لهم مواقف في القضايا الهامة التي تمس الدولة المصرية كما أنه تم إنشاء نظام «الترمين» لإشغال الطلاب بالامتحانات وإبعادهم عن مناقشة أو الدفاع عن قضاياهم، مضيفا أن طلاب الثانوية كانوا جزءا أصيلا من الحركة الطلابية ودافعوا عن قضايا الديموقراطية والاستقلالية.

«الوضع الحالي للحركة الطلابية ضعيف بسبب تجريف الحية السياسية في مصر خلال عهد مبارك» يصف «شكر» حال الحركة الطلابية بالجامعات، لافتا إلى أن الحراك بالجامعات يقوي الحياة السياسية أحيانا وأحيانا أخرى يستمد قوته من الحركة السياسية.

ووجه رسالته للطلاب بأن يواصلوا نضالهم من أجل شعبهم وبلدهم ويواصلوا اهتمامهم بقضية التحول الديموقراطي وعدم التبعية لأي دولة عظمى.

جمال فهمي

التحق الكاتب الصحفي جمال فهمي بالجامعة في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، وأكد أن جيله من الطلاب استكمل مسيرة من سبقوهم في النضال الطلابي الذي يعتبر انتفاضة عام 1972 بسبب خطاب عام الحسم الذي ألقاه السادات ولم يلق ترحيبا من الطلاب.

ولفت «فهمي» إلى أن فترة السبعينات كانت تموج بالحركات الطلابية الديموقراطية والتي تسيطر عليها اليساريين والناصريين، حتى قيام السادات بإلغاء لائحة 1996 وإقرار لائحة 1979 التي اعتبرها صادرت نضال الطلاب وصبّت في مصلحة التيار الإسلامي الذي بدأ يظهر في الجامعات في ذلك الوقت.

وأضاف أن أحداث كوبري عباس في فبراير عام 1946 تعتبر رمزا لتخليد نضال الطلاب أكثر من 17 نوفمبر، وهو ما يجعل الجميع يخلد ذكرى الحدث الأول.

وعن وضع الحركة الطلابية في الوقت الحالي قال إنه لا توجد حركات طلابية حقيقية ي الوقت الحالي نظرا لتجفيف السياسة بدرجة غير مسبوقة، معتبرا أن الحركات الطلابية نار تحت الرماد تظهر سريعا مع تطور الأحداث أو وجود انفراجة ديموقراطية.

وأكد «فهمي»: «مصادرة العمل الطلابي داخل الجامعات يؤذي العمل السياسي العام».

 ودعا طلاب مصر للاهتمام بقضايا الوطن التي اعتبرها شرف يجب على الطلاب السعي إليه، مضيفا «الظروف صحيح صعبة بس مفيش أوطان بتتبني من غير تمن وتضحية، واحنا أملنا كبير في الطلاب، وعليهم أن يستعدوا لقيادة الوطن».

البلتاجي وقضية سليمان خاطر

شغل القيادي بجامعة الإخوان المسلمين والمحكوم عليه في عدة قضايا وصلت حقوبتها للإعدام، محمد البلتاجي، منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر بفروعها على مستوى الجمهورية في أعوام 1985 و 19986 و 19987.

وكان للبلتاجي في ذلك الوقت دورا بارزا في توحيد موقف الطلاب ورموز العمل الطلابي لاتخاذ موقف حاشد تأييدا لقضية الجندي المصري سليمان خاطر ومخاطبة الحكومة المصرية بالإفراج عنه.

وبسبب التظاهرات وحشده للطلاب، قررت إدارة الجامعة فصله وعزله من منصبه وطرده من المدينة الجامعية، لكن القرار تم إلغائه بعد خروج مظاهرات بالجامعة اعتراضا على القرار.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.