رئيس التحرير أحمد متولي
 مشاركات.. خواطر للطالبة ريم علي مهران بـ«إعلام القاهرة»

مشاركات.. خواطر للطالبة ريم علي مهران بـ«إعلام القاهرة»

عزيزي،

لم أكن لأتخيل أن جوابي الثاني لك ساسطره وأنا صريعة الألم ،

قتلني الحزن بيديك هاتين ،

هل لازالت تري الدماء؟

 أم أنني ولشفقتي عليك أرجعتهما بيضاوين بدلا منك حتي لا أدعك تتتألم لأنك مصدر ألمي؟

 ترددت أن أدون تفاصيل أيام الحزن الطوال هذه ،

والتي لا أعلم ستمتد إلي متي ،

كلما تنفست الصعداء بدأ أن الإجابة معلقة ،

إلي أجل مسمي إذا ،

غير معلوم .

أقرر يوما أن أكتب لك وعنا ثم أخشي أن نعود لسابق عهدنا وتظل هذه الحروف تذكرك أنك آذيتني يوما _رغما عنك _وتذكرك أنه لم يكن هينا علي أن أغفر ،

أو أنسي ،

أو حتي أتناسي ،

ليتك هنا لتضع رأسك علي صدري لتسمع نبضات قلبي المضطربة جراء فنجاني القهوة اللتين ارتشفتهما بكل شغف حتي آخر قطرة ،

فانتفض قلبي علي إثرهما ،

واشتعل قولوني العصبي ،

وثار عقلي ،

وهجرني النوم ،

وأخبرتني أن لا راحة لك وأنا أبكي ،

ثم تركتني أبكي لتنال راحتك!

لطالما كنت التناقضات حينما تتزين في بوتقة الحب ،

كنت فرحي وترحي ،

يسري وعسري ،

قوتي وضعفي ،

لم تكن يوما معني مجردا من بقية المعاني ،

وهذا يا روح روحي الجمال في ذاته إن كان سوى جمالك جمال ،

ولكنك اليوم ،

ومنذ أسابيع ،

رفعت عنك تكلفة الكمال ،

الكمال الذي رأيته فيك ،

بأم عيني ،

عين روحي ،

صرت بشرا ،

نزعت عنك الملائكية ،

ورضيت بأخطائك دون استغفار ،

كفرت بي ،

ولم ترى في الكفر إثم ،

وتمثلت فيك المعاني القبيحة فقط!

فكنت ترحي وعسري وضعفي ،

وبدأ كما لو أنك أصبت من الرضا الكثير ،

ولم تسأل التغيير!

أبكي من ثقل حروفي وأنا أكتب ،

أبكيني وأبكيك ،

وأبكي ما آلت إليه الأقدار ،

سكاكين البوح تجرح روحي كلما تمالكت أعصابي المنهكة ،

ومشاعري القوية ،

وحبي المستنزف ،

 وقسوتي الشكلية ،

يتنازع الألم والحزن علي كلما كتبت ،

وينتهي الأمر بأن يسكن كل منهما بعضا مني .

أعلم انني أخبرتك أن تنم ،

لأنني لازالت ،

وساظل لا أتحمل أن يصيبك من المكروه شيئا ،

أو ألا تنل ما تستحقه من الخير ،

والنوم خير ،

لطالما كان ،

ولكنني منذ أن صمت وأنا ابكي ،

ووجدتني أسألك كما لو أنك هنا وانفاسي متقطعة جراء الهم المتساقط من بين جفوني " لماذا؟

هل آلمتك يوما؟

لماذا إذا؟! " ،

لا أعلم هل كنت أسألك فانتظر منك إجابة ،

أم أتسائل فأنتظر ان يخرج من رحم حيرتي جواب ،

ولكنني تذكرت وظلت الفكرة لا تفارقني ،

أنا أنتظرتك لساعات مديدة لأيام متوالية ،

وكان لدي الصبر ألا أتذمر ،

أو أكف عن انتظارك ،

بينما كان شاقا عليك أن تؤنس وحدتي ،

وترحم أنيني ولا ترحل حتي أرحل!

كنت قد بدأت ،

 أو ربما شارفت ،

حينما أخبرتك أنني أريد أن أبكيك بين ذراعيك ،

وأشكوك لك ،

بدأ أن الاشتياق قد غلب الخصام ،

وأن الحب لسان الحال حتي إن كان معوجا ،

ثم سمحت لذاتك أن تنفصل عن ذاتي ،

وأن تكون راحتك تزامن مشقتي .

كلما سألتك أجبت "  بطريقتي " ،

عزيزي يؤسفني أن أقول لك لم اعد أثق مطلقا في طريقتك المزعومة ،

كلما فتحت لك أبواب روحي لكي تمحو آلامي ،

تركت القدامى وخلقت جديدا ثم رحلت ،

لا محوت قديما ،

ولا منعت جديدا ،

ولا بقيت تشاركني الموت حزنا .

علي أن أكف عن الكتابة ،

لأنني أنزف حبا ،

ولا أريد لحبي أن يهدر ،

ولا اريد له أن ينقص ،

ولا أريد أن أن أجرحك بنفس قطع الزجاج التي مزقتني ،

ولم أكن أن أسال انتقاما داميا ،

ولا أنا ،

تلك التي ما إن دفنت فيك حتي وجدت الحياة ،

لست أنا التي أصارعني حينما أكون سببا في آلمك ،

أن أرد لك الألم!

سأصمت ،

وأنتظر لصوتك أن يسري في جسدي ،

وأن يتبختر في أوردتي ،

يسكن ما ليس له مسكن ،

أنتظر حديثك ،

يداوي ما لم أجد له دواء ،

وأنتظر فعلا يجعل حزني لا يتضمنك كسبب ،

لك مني سلام عظيما كأوجاعي ،

ودائما ،

كعشقي .

ــــــــــــــــــــــ

حبك دين سيبقي معلق في روحي أبد الدهر ،

دين لا يثقلني ،

بل يزيح عن صدري كل ما يثقله ،

أنت هدية السما إلي الأرض القابعة في جسدي ،

وإن أردت أن أبادلك الهدية ،

فسأحبك ،

حب لا يعرف حدود ،

كعينيك ،

بحري الذي لا بر له ،

وما أمنحك إلا إياي ،

فما أمنحك إلا إياك ،

أمنحك كلي وهو أنت ،

ولا أتردد في ألا أترك لي بقايا مني ،

أو بقايا منك ،

تبقيني علي قيد الحياة من دونك ،

لأن ليس هناك حياة من دونك ،

ولا أريد لها أن تكون .                       

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.