رئيس التحرير أحمد متولي
 البهيمية.. العلاقة الآثمة بين الإنسان والحيوان عبر التاريخ

البهيمية.. العلاقة الآثمة بين الإنسان والحيوان عبر التاريخ

«اضطررت للقيام بعلاقة جنسية مع ماعز؛ لأنني لا أستطيع الحصول على امرأة.. دائما ما أُقابل بالرفض» كانت هذه كلمات الكيني غابرييل سيمو الأخيرة قبل أن يلقى مصرعه على يد حشد غاضب من أهالي قريته لممارسته الجنس مع حيوان.

هذه هي البهيمية..

هي امتطاء الإنسان للحيوان وممارسة علاقة جنسية معه سواء حمار أو خروف أو أي حيوان، وسواء كانت ممارسة كاملة أو مجرد مداعبة، وتعتبر مجرمة في العديد من الدول ودول أخرى لاتجرمها.

"زووفيليا" مسمى آخر لها، وهي كلمة إغريقية تعني حب الحيوان، عرفتها الحضارات القديمة والجديدة. مارسها الإغريقيون ووجدت دلائل على أنها مورست لدى المصريين القدماء أيضا وانتشرت في المجتمعات الحديثة.

الحضارات القديمة

عثر العلماء على مخطوطات تعود إلى 25.000 عام أثبتت ممارسة البشر في العصور القديمة للجنس مع الحيوانات، حيث وجدت صورة لشخص يمارس الجنس مع حمار في كهف في إيطاليا تعود للقرن السابع قبل الميلاد.

وجدت أدلة أيضا على ممارسة الرومانيين لها وعرفت النساء لديهم باستخدام الثعابين من أجل الوصول إلى النشوة، وفي استاد "سيرك ماكسيموس" الذي شيد في القرن السادس قبل الميلاد، كانت تقام حفلات اغتصاب  للحيوانات بجانب المصارعة والمقامرة وباقي الألعاب الترفيهية.

ولغرض طقوس دينية مارسها الإغريقيون الذين عرفوا بتقديسهم للحيوانات والخمر، وكانت تقام كل عام في معبد أفروديت في عيد "باخوس" إله الخمر.

وفي الحضارة المصرية القديمة، وفقا لهيرودوت، فإنها مورست أيضا بشكل ديني، فالنساء وخاصة الكاهنات مارسوا الجنس مع الإيل والماعز المقدس وقيل أيضا إنهم مارسوا الجنس مع التماسيح.

البهيمية الآن

منتشرة الآن وبكثرة حتى أنها مقننة في بعض الدول وكانت مقننة لدى الآخرين حتى وقت قريب. في شهر فبراير الماضي أقام ألمانيان دعوى أمام الدستورية العليا الألمانية، طالبا فيها بعدم حظر ممارسة الجنس مع الحيوانات. حيث تجرمها ألمانيا.

بالرغم من أن الدعوى رفضت إلا أن الأمر متواجد بشكل غير قانوني.

في تقرير للديلي ميل عام 2013 أشار إلى انتشار بيوت الدعارة البهيمية في أرجاء ألمانيا ويطلق عليها "حدائق الحيوان المثيرة". ويحكي مزارع للديلي ميل، إنه لاحظ أن قطيعه من الأغنام بدأ يخجل من الاتصال البشري فوضع كاميرات داخل الحظيرة ورأى رجالا يتسلقون سور الحظيرة لممارسة الجنسع مع الخرفان.

واعترفت الحكومة الألمانية بانتشار الأمر بشكل يصعب السيطرة عليه، وحاولت تشديد العقوبات على الفعل كنوع من السيطرة على الأمر من خلال إقرار غرامة مالية 20 ألف فرانك ألماني.

في الدنمارك  الأمر كان مقننا حتى العام 2015، قبل حظرها عبر وضع عقوبة تتضمن الحبس عاما، بعد ضغوط من منظمات حقوقية خاصة بالحيوانات حول العالم، وحدث أن أجرت وزارة العدل مسحا على الأطباء البيطريين، قال 17% منهم إنهم عالجوا حيوانات تعرضت للإغتصاب على يد أشخاص.

واشتهرت أيضا الدنمارك بالسياحة الجنسية الخاصة بالحيوانات بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية نشر في أكتوبر 2014.

وفي أمريكا أيضا كان الأمر قانونيا حتى عام 2000، وتم تجريمها في الولايات تدريجيا حتى وصلت إلى حظرها في جميع الولايات باستثناء 8 ولايات حتى الآن لم تجرمها، وهي «هاواي وكنتاكي ونيفادا ونيومكسيكو وأوهايو - يجري إعداد قانون الآن لتجريمها في ولاية أوهايو -  ووفيرمونت وفرجينيا الغربية وولاية وايومينج».


بالرغم أن الأمر قارب على التجريم في جميع الولايات إلا أن الممارسة منتشرة.. في أغسطس 2016 ألقي القبض على سيدة أمريكية تدعى «كيمبيرلي كوجين» 39 عاما، بعد نشرها صورا لها وهي تمارس الجنس مع كلب على وسائل التواصل الاجتماعي.


وكتبت السيدة على الصور «أستمتع بممارسة الجنس مع الحيوانات»

وفي جنوب أفريقيا تمارس تلك العلاقة من قبيل العلاج من العجز الجنسي، فقد ورد خبرا على «news ZW» أن ثلاثة أشقاء لقوا مصرعهم جراء محاولتهم ممارسة الجنس مع تمساح في محاولة لعلاج الضعف الجنسي، كما أوصتهم مشعوذة تدعى "موفي".


وقال والد الأشقاء الثلاثة إن البلدة اعتادت تلك الممارسات من أجل العلاج من الضعف الجنسي، وهو ما أتى بنتيجة مع غيرهم من الشبان، لكنه لا يعرف ماذا أصاب أولاده، فمن المفترض أن لديهم تميمة تحميهم من هجمات التمساح الخطرة.

وكانت السويد أيضا من تلك الدول التي تمارس فيها تلك العادة، والبرازيل وغيرها، وتنتشر عادة تلك الممارسات في القرى بتلك الدول حيث المزارع والفلاحين.

ممارسة البهيمية لدى العرب

في سوريا التقطت طائرة مراقبة أمريكية فيديو لشخص أثناء قيامه بممارسة الجنس مع حمار في سوريا. الفيديو أذاعته وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، متهمين هذا الشخص بأنه ينتمي لداعش.

ولأن الفعل مستنكر ومستهجن، فلا توجد إحصائيات عن الوضع في الدول العربية. لكن كل ما يظهر هو على هيئة أخبار منفردة عن أشخاص ضبطوا يمارسون الجنس مع حيوانات.

باستخدام محرك البحث جوجل وجد أن المصريون بحثوا عن الجنس مع الحيوانات خلال هذا العام 2016، أكثر من 2000 مرة.

ويمكن استخدام الطريقة ذاتها في جميع الدول العربية وستجد نتالئج مذهلة.

في إحدى الدول العربية تعدى الأمر الحيوانات ففي السعودية ذكرت قوات الشرطة السعودية في يناير 2016، أنها ضبطت رجل يمارس الجنس مع "مكنسة كهربائية". وحكم عليه بالجلد 1000 جلدة.

الجانب الديني

جاء في الموسوعة الشاملة أن الأئمة الأربعة اختلفوا على حد وطء البهيمة، بعد اتفاقهم على حرمتها وشناعتها:


ابن باز اتفق مع الحنفية، في إقرار ولي الأمر لما يراه من عقوبة مناسبة، حيث جاء له في الفتوى رقم 8578، على ولي الأمر أن يعزره بما يراه رادعا له.

 

ماذا يقول الطب؟

يقول الدكتور «علي عبدالعظيم» الدكتور بكلية الطب البيطري جامعة السادات بالمنوفية، لا يمكن أن يحدث حمل عن طريق هذا النوع من التزاوج. فالرئيسيات مقسمة إلى فصائل والإنسان أعلاها ولا يوجد تشابه بينه وبين الفصائل الأخرى، مشيرا إلى أن التهجين يتم بين الفصائل المتقاربة في صفاتها.

وأضاف عبدالعظيم لـ«شبابيك»: على سبيل المثال يمكن أن يحدث تزاوج بين الحصان والحمار لتقاربهما في الصفات أو بين النمر والأسد، أم الإنسان فلا يمكن ولا يوجد صفات متقاربة بينه وبين الحيوانات باستثناء فصيلة القرود وعلى الرغم من التقارب بينهم إلا أن العلم أثبت أنه لا يمكن أن يحدث حمل نتيجة التزاوج بينهم.

وأشار أستاذ الطب البيطري جامعة السادات إلى أن العكس لا يتم أيضا إذا مارست سيدة الجني مع حيوان كلب على سبيل المثال، فلا يمكن أن ينتج عن تلك الممارسة جنينا.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية