رئيس التحرير أحمد متولي
 أحمد عادل يكتب: وطن للبيع.. وغُربة حَالمة

أحمد عادل يكتب: وطن للبيع.. وغُربة حَالمة

بلدي الحبيبة، ابعثُ اليك بسلامي هذا وكُلي شغف أن القاكي ثانية، اصدقيني قولا فلم ارد يوما أن افارقك أو أن تخط قدماي ارض غير ارضك، اعلم أن غربتي ليست باختياري ولكن كانت قراري وما له من قرار سَمِجٌ لم اكن يوما اتخيل أن يجول بخاطري، غربتي وحيدا، شريد الذات، ينقُصني كثيرا الثبات، يكتنفني بحرا من الطيات، ولكن المسئولية قد القت بظلالها على شدتي، وارقت منبتي، إلى مُستقبل يتجهمني ولكني على قدر كل الآمال الحالمة التي لطالما كانت مسرى لاثبات الذات وأنا في سبيلها سامضي شهورا، وليكن ما يكن ولكني لن انفك جاهدا لاصل لما أريد.
الغُربة في مضمونها تحمل العَبس والضيق والشدة، ولكن باطنها حُلو وإن كان غير مُستصاغ للبعض منا، فالطالب يختار الفُرقة لا لشيئ إلا لأنه يثق تمام الثقة أن من يسعي لن يضيع مسعاه حتى وأن انجلت شدته للعوام في بواكير الغُربة ولكنه سُرعان ما يُعاود تشكيل ذاته غير عابئ لا بتبرم أو غيره، فكل الامور ستهون من اجل الوصول، فالقمم شاهقة ولكن تسلقها ليس بالامر المُستحيل، واخر لم يملك القرار وقد دفعه عجزه وضيق ذات اليد وشقاء الحال، في أن يبعد غير آسف على ذكرى كانت هنا أو هناك، أو دمعة نزلت في وقت ضيق، أو وعود كانت يوما لحبيب، ضاقت به السُبل ولم يسعه الوطن بكامل ارجائه، واحس أنه وحيدا، فلم تختلف غُربته كثيرا خارج المُحيط، فالدائرة مُفرغة والنتيجة حتما واحدة، فمن منا لم يَعْبَا للفراق، وقد هان علي وطنه، أهله واحبائه، حتى صار مُهلل الوجدان، خائر القوى، مُزعزع العزيمة، لا لشيئ الا لشعور يتملك الكثير منا بانه لا شيئ، ولا يهم كثيرا أن بقي ام فارق، ولن القي بجُل الاسباب علي حائل الظروف، فالكثير بل فالاكثرين قد حاولوا اكثر من مرة بل مئات المرات.
ولكن هيهات النتيجة المحتومة تُلقي بظلالها كسياج لم تُدني منها الرؤوس، نعم اقولها، انه الخيار الاسهل لاكثرنا، ولما لا وهناك شبح يُلوح في الافق ويُسمي «المصلحة».. المصلحة الخرقاء، المصلحة الصَماء، المصلحة العديمة الجوفاء، كلهن معاني سواء لعالم غير موازي نعيشه في كل يوم، فلا تلومن من ضاقت سُبله وما بال الطريق عسيرَ، فاللوم على من مسك الذمام بيده فما لبس الذمام يميلَ، قبل أن تحكم على احد وتقول عليه كذا وكذا ؟!، ضع نفسك محله وعايش ما راته عيناه، فوالله لم ولن يُطري احدا بالبعد ولكن تلك هي سنة الحياة.

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر