رئيس التحرير أحمد متولي
 دعاء محمد الهادي تكتب: أبي يقتلني!

دعاء محمد الهادي تكتب: أبي يقتلني!

يخاف عليّ أبي كثيرًا، وليحميني من غدرِ الزمان والناس يقتُلني هذا ماقاله ليّ والدي.

أذكر أول مرة قتلني فيها عندما نظر إليّ نظرة جاحظة عندما ضحكت بصوت عال وأنا صغيرة ومن وقتها توالتْ الطعنات في كل يوم وفي كل وقت وحين. رفضه للذهاب مع أصدقائي للتنزّه،  رفضه لاستكمال الدراسة، رفضه للعمل، رفضه حتي لرسم مستقبلي. ثم استخدم الحبل وشدّ وثاقه حول عُنقي أراد أن يحميني بقوله لا دائما ليّ فأنا أخافُ عليكي يابنتي.

 حتى اشتدّ الحبل وخنقني به.

هذا ما يفعله آبائنا دوما بدافع الخوف على أبنائهم فقتلوا مشاعر الحب، والعفوية، والتلقائية قتلوا فينا الاعتماد على أنفُسنا، وتحمُل المسؤوليه… ولكن هل سيبقى الحال كما هو عليه؟

وماذا إذا والدي يُفكّر بهذه الطريقة هل أُعلن الاستسلام أمّ يوجد حل؟

وهل الحل في العناد أمّ السياسه معهم؟

هل سيأتي اليوم الذي أرسم فيه مستقبلي وأنا بكامل حُريتي دون قيود ولا حِبال تلُف حول عُنقي؟

في البداية عزيزي القارئ أودّ إعلامك بأنّك ليس الشخص الوحيد الذي تُقابله مشاكل من هذا النوع في مسيرة نجاحه. وصولك لهذه النقطة بالذات وهي تحديدًا تتمثل في خوف أهلك وقولهم: «لا» دائما لكَ من قبيل أنهم أكثر درايه بمصلحتك. فأقول لكَ أنّك أمسكت بأول الخيط وحددت المشكله، ولكن دعنا في هذا المقال ننظر للمشكله من وجه أخر حتى نستطيع حلها.

 ألمّ تسأل نفسك من قبل لماذا يُقال ليّ دائما «لا»؟

بالطبع سوف يدور في ذِهنك الأن بسسب أن أبي يخاف عليّ كثيرًا، ولا يُريدني الخروج من المنزل، والإختلاط مع أشخاص غُرباء، و……إلخ

وبالرغم من أن هذا الخوف حقّ لوالِدُك، ولكن لِما لا تفكر بأن طريقة طلبك للخروج من المنزل فيها شيء من الخطأ؟ أو حتى أنك إخترت الوقت غير المناسب لذلك؟

وبالطبع سوف تقول ليّ إني دائما أختار الطريقة والوقت المناسبين ولكن دائما أُقابل بالرفض.

إذن سننتقل للبّ الموضوع هنا، وهو أنت!

 فاعلّم أن نسبه كبيرة من حل المشكله يعتمِد عليك وعلى امتلاكك مهارة الإقناع

الشيء الوحيد الذي سوف يجعل والِدُك  مُطمأن عليك هو أن يفهم لماذا أنت مُصِرّ على طلبك،  وحتي يفهم يجب أن تكون شخص مُقنِع وهذه أهم خطوة لأنك إن لمّ تقنعه فلن يُحاز طلبك بالقبول. ولذلك سوف نبدأ من الأن في قلب الأدوار وتجسيد للشخصية، ولتكوني فتاه تريد العمل ووالِدُكِ يرفض ذلك. على سبيل المثال فسوف تبدئي عزيزتي في تجسيد شخصية  والِدُكِ وتقومي بطرح الاسئله التي من المحتمل  يطرحها عليكي إذا ما طلبتِ منه ذلك، وأيّ أسئله حول الموضوع، وتقومي بالإجابه عليها. لا أستطيع أن أضع لكي أسئله متوقعه فكل شخص أدرى بتفكير والِدُه وشخصيته

ولكن توجد أسأله من البديهي أن تُسأل مثل: لماذا تريدي العمل وأنا أُلبي لكي كل إحتياجاتك؟ فمن الممكن أن يكون هُنا الردّ:  لأشغِل وقتي أو حتى إحساسي بأني إنسانه لها كيان مستقل أو لكي أستطيع الإعتماد على نفسي،…… وغيرها من الأجوبه التي تُلائم شخصيتك ويتقبلها  والِدُك، ومن الأكيد سوف يسألك أين مكان العمل وما هي مواعيد العمل و……؟ غيرها من الأسئله، وأنتِ الأن في تجسيد لشخصيته حتى تعرفي طريقة تفكيره وتستعدي للردّ على أيّ  سؤال بثقه،  هذه الطريقه سوف تجعلكِ واثقه أمامه لأنكِ قد جسّتِ شخصيته وقد علمتِ كيف يفكر وما نوع الأسئله التي سوف يطرحها، وبتالي سوف يفهم والِدُك ويقتنع ويوافق، ولكن يجب الإستمرار في ذلك مهما حدث لا تكلّ ولا تملّ ولا ترفع الرايه وتستسلم. فهذا مستقبلك أنت، واعلّم جيدًا أن الإستسلام ليس الحل ولا العِنادّ بل وضع مجال للنقاش بينك وبين والدك هو الحل الأمثل وتذكر أن تكون في كامل هدوئك ولا تغضب ولاتتذمر  وكن واثق من حديثك ولا تتعصب لفكرتك فربما يكون والدك علي حقّ ومن الممكن أيضا أن تكون أنت على حقّ. المهم أن يحدث النقاش بكل موضوعيه.

خطوة تجسيدك شخصية والدك ومعرفة كيف يُفكر سوف تساعدك في إقناعه، وإذا ما رأى الحماس والإصرار في عينيك لن يُمانِع فهو في الأول والأخر يُريد لكَ الصالح، ولكن خوفه عليك وعدم عِلمُه ببعض النقاط جعل الموضوع لديه مُبهم وغيير مفهوم ويشكل خطر عليك وهذا ما  جعله يرفُض طلبك دائما.

بالطبع سيأتي اليوم التي سوف تصل فيه لِما تُريد دُون قيود و لا حِبال ، فقط استمِر واستمسك بحلمك وسوف تصل له واعلم انك اذا حاولت مرة وراء مرة وكانت النتيجة الرفض فاستمر هذا أفضل من الجلوس مكتوف الأيدي فأنت لا خيار لك إلا أن تُثابر حتي تنجح أو تقف حتى تفشل.

وفي النهايه أنت تعلمت درسًا قاسيًا من تجربتك مع والدك فهل فهمت الدرس؟ أمّ ستُكرر نفس التجربه مع ابنائك ولكن مع تبادل الادوار؟

فماذا سيكون منهجك في تربية أطفالك؟

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر