رئيس التحرير أحمد متولي
 من ناصر للسيسي.. حملات «علشان تبنيها» لا تتوقف

من ناصر للسيسي.. حملات «علشان تبنيها» لا تتوقف

المصريون على موعد دائم مع حملات متشابهة تؤيد السلطة مع اقتراب أي مناسبة انتخابية. آخرها حملة «علشان تبنيها» المؤيدة لترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.

والملاحظ أن تاريخ المصريين –على الأقل في العصر الحديث– شهد حملات اقتربت من فكرة «علشان تبنيها»، وإن اختلفت في الشكل لكنها تشابهت في المضمون وهو التأييد الجامح للسلطة من أجل استكمال «البناء».

عبد الناصر – لا تتنحى

في الخامس من يونيو عام 1967 تعرضت مصر لهزيمة عسكرية من إسرائيل، خرج بعدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليلقي خطابه الشهير، والذي أعلن فيه تحمله المسئولية كاملة وتنحيه عن السلطة وانضمامه لصفوف الجماهير.

وقتها خرج المصريون في تظاهرات غاضبة في القاهرة والمحافظات، ورددوا هتافات تطالب ناصر بعدم التنحي وبتحمل المسئولية وتحرير الأرض المغتصبة و«بناء الدولة» من جديد.

هتف المصريون في تظاهراتهم وقتئذ «ارفض ارفض يا زكريا.. عبدالناصر مية مية» في إشارة لقرار ناصر التنازل عن الحكم لزكريا محيي الدين، و«ناصر ناصر.. لا رئيس إلا ناصر»، و«يا جمال الشعب معاك.. إحنا الشعب واخترناك». استجاب الرئيس الراحل وظل على كرسي الحكم إلى أن توفي في سبتمبر 1970.

السادات – افرم افرم

عقب توليه السلطة دخل الرئيس الراحل أنور السادات في صراع كبير مع ما عُرف وقتها بـ«مراكز القوى»، وهم مجموعة من الوزراء والمسئولين الذين كانوا يعترضون على سياسة السادات في إدارة الدولة.

وفي مايو 1971 أصدر السادات قرارات بعزل هؤلاء الوزراء والمسئولين وتقديمهم للمحاكمة، بتهمة التخطيط للانقلاب على نظام الحكم، وكان منهم نائب رئيس الجمهورية علي صبري، ووزير الدفاع محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة، ووزير الإعلام محمد فائق، ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير، وسكرتير رئيس الجمهورية سامي شرف، وقتها قال الرئيس الراحل جملته الشهيرة «هافرم كل قوة تعمل ضد بلدي».

وجدت القرارات التي سماها السادات بـ«ثورة تصحيح» صدى لدى قطاع من المصريين الذين خرجوا يهتفون «افرم. افرم يا سادات»، في إعلان لتأييدهم لقراراته.

مبارك – حادث إثيوبيا

في 25 يونيو عام 1995 تعرض الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى محاولة اغتيال فاشلة في أثناء مشاركته بقمة منظمة الوحدة الإفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما اضطره إلى قطع الزيارة والعودة سريعاً إلى مصر.

ساهم الحادث في ارتفاع شعبية «مبارك». فور هبوط طائرة الرئاسة مطار القاهرة، كانت بعض التظاهرات تجوب شوارع القاهرة متجهة إلى القصر الرئاسي هاتفة باسمه وتعلن عن التمسك به رئيساً «علشان يبنيها».

كما اتجهت قيادات الأحزاب المعارضة والقيادات الدينية والتنفيذية إلى القصر الرئاسي لتهنئة مبارك على النجاة وألقى كل منهم كلمة تأييد للرئيس الأسبق.

مرسي – حملة تجرد

بعد مرور عدة أشهر على تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي مقاليد السلطة في مصر، تزايد الغضب الشعبي ضده، وشهدت تلك الفترة أزمة في نقص المواد البترولية وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي.

في تلك الأثناء أعلن مجموعة من النشطاء السياسيين إطلاق حملة «تمرد» بهدف سحب الثقة من «مرسي» وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانطلقت الحملة في شوارع القاهرة والمحافظات تجمع التوقيعات.

أنصار الرئيس الأسبق لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فأطلقوا حملة «تجرد» التي جمعت هي الأخرى توقيعات المواطنين لإكمال فترة رئاسته من أجل استكمال «بناء» الدولة أيضاً.

 

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية