رئيس التحرير أحمد متولي
 نذر تسبب في بناء أفخم مساجد مصر.. قصة «الرفاعي»

نذر تسبب في بناء أفخم مساجد مصر.. قصة «الرفاعي»

فى منطقة الخليفة بالقاهرة يقع مسجد الرفاعي في مواجهة قلعة صلاح الدين الأيوبي وبجوار مسجد السلطان حسن، ووسط مجموعة كبيرة من الآثار تؤرخ للعصور الإسلامية التي مرت بها مصر.

وبحسب الدكتور أيمن فؤاد سيد في كتاب «القاهرة.. خططها وتطورها العمراني» أغرى جامع السلطان حسن بضخامته المهندس الذي وضع تصميم جامع الرفاعي بمجاراته في العظمة والارتفاع بحيث أصبح من أهم الجوامع التي اكتمل بناؤها في مطلع القرن العشرين وأكثرها زخرفاً وأتقنها صناعة، وهو آخر المساجد التي اسُتخدمت الحجارة في بنائها بالكامل.


 

زاوية ونذر

وأمرت ببناء هذا الجامع خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل سنة 1869، ليكون جامعاً كبيراً في موضع زاوية الرفاعي التي نُسب إليها الجامع وعُرف بها، رغم أن الشيخ العارف بالله أحمد بن علي أبي الحسن الرفاعي لم يُدفن بمصر، وإنما توفى ودُفن بقرية أم عُبيدة بالعراق سنة 1182، أما المدفون بالزاوية فهو أحد أفراد ذريته الشيخ علي أبي شباك.

بلغت تكاليف إنشاء الجامع 632 ألف و500 جنيه، وتبلغ مساحته 6500 متراً، والجزء المخصص منها للصلاة 1767 متراً، وشغلت المدافن وملحقاتها بقية المساحة، وافتتح الجامع لصلاة الجمعة في 22 ديسمبر سنة 1911.

وكانت خوشيار قد نذرت نذرا لله تعالى أنه إذا مرت الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد أثناء حكم ابنها فإنها ستبني مسجدا، وهذا ما حدث بالفعل، فاشترت الأماكن المجاورة للزاوية وهدمتها وعهدت إلى حسين باشا فهمي، وكيل ديوان الأوقاف حينئذٍ بإعداد مشروع بناء مسجد كبير يُلصق به مدافن لها ولأسرتها وقبتان للشيخين علي أبي شباك، ويحيى الانصاري المدفونين بالزاوية.

وكانت مدافن أسرة محمد علي قبل ذلك بجوار قبة الإمام الشافعي وتُعرف بـ«حوش الباشا» وهو موضع اختاره محمد علي في أعقاب الوفاة الفجائية لابنه طوسون سنة 1816، وهو المكان نفسه الذي دُفن فيه الملك فاروق الأول عند وصول جثمانه إلى مصر سنة 1965 قبل نقله إلى جامع الرفاعي سنة 1972.

المسجد قبل اكتمال بنائه

توقف البناء

وبعد موافقتها على المشروع المقترح باشر تنفيذه خليل أغا، ولكن أثناء سير العمل اكتشف بعض الأخطاء وحدوث تصدع في أعمدته وجدرانه تطلب إجراء تعديلات مما أدى إلى توقف العمل سنة 1880.

وجاءت وفاة المُنشئة سنة 1885 لتطيل من أمد هذا التوقف نحو ربع قرن، إلى أن عهد الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1905 إلى أحمد خيري باشا ناظر الأوقاف الخصوصية بإتمام الجامع، فكلف ماكس هرتس باشا مهندس الآثار العربية بإعداد مشروع جديد لإصلاح الجامع وإكمال بنائه، واستلزم ذلك إدخال بعض التعديلات في المشروع القديم تطلب مجهوداً للمحافظة على الوضع الذي أراده له حسين باشا فهمي.

وفي الوقت نفسه تمت الاستفادة من التجهيزات التي سبق إعدادها لبناء الجامع، فتم الانتفاع بالذهب المستورد من اسطنبول وبأعمال النجارة المُنفذة وببعض الكتابات التي أعدها الخطاط المعروف عبدالله زهدي والتي قام بإتمامها وتغيير التالف منها الشيخ مصطفى الحريري خطاط السراي الخديوي.

وبلغت تكاليف إنشاء الجامع 632 ألف و500 جنيه، وتبلغ مساحته 6500 متراً، والجزء المخصص منها للصلاة 1767 متراً، وشغلت المدافن وملحقاتها بقية المساحة، وافتتح الجامع لصلاة الجمعة في 22 ديسمبر سنة 1911.

مقابر الأسرة المالكة

ويضم مسجد الرفاعي عدداً من مقابر الأسرة المالكة. وتذكر الدكتورة سعاد ماهر في كتابها «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون» أن الجانب الشمالي شُرعت به ستة أبواب، منها أربعة توصل إلى المدافن واثنان يوصلان إلى رحبتين بين تلك المدافن، ففي الحجرة الشمالية الشرقية يوجد أربعة قبور لأبناء الخديو إسماعيل هم علي جمال الدين، والسيدة توحيدة، والسيدة زينب، وإبراهيم حلمي.

يضم المسجد قبر شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي جاء إلي مصر عقب اندلاع الثورة الإيرانية عام 1977 وتوفى عام 1980 ودفن في هذا المكان الذي خُصص له استناداً إلى علاقة النسب والمصاهرة بينه والملك فاروق، حيث أن الشاه كان متزوجاً من الأميرة فوزية شقيقة الملك.

وعلى يسار هذه القبة من الجهة الغربية إحدى الرحبتين التي توصل إلى القبة الثانية التى تضم قبرين، الأول للخديو إسماعيل الذي توفى عام 1895 والثاني للسيدة خوشيار هانم والدة «إسماعيل» والتي توفيت عام 1885.

وتضم الرحبة الثانية قبور زوجات الخديوي إسماعيل حيث يوجد قبر شهرت فزا هانم، وكذلك قبر جشم رفت هانم وهما تركيتين.

وفى حجرة مجاورة يوجد قبران أحدهما للسلطان حسين كامل ابن الخديوي إسماعيل والآخر لزوجته السيدة ملك، وفي الجزء الآخر من المقابر الملكية فى الواجهة الغربية يوجد قبر الملك فؤاد الأول، وقبر آخر لأمه الأميرة فريال، وثالث للملك فاروق وهو آخر الملوك الذين تولوا حكم مصر وتوفى فى إيطاليا عام 1965 ونقلت رفاته إلى مصر ليدفن بجانب أسرته.

يضم المسجد أيضاً قبر شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي جاء إلي مصر عقب اندلاع الثورة الإيرانية عام 1977 وتوفى عام 1980 ودفن في هذا المكان الذي خُصص له استناداً إلى علاقة النسب والمصاهرة بينه والملك فاروق، حيث أن الشاه كان متزوجاً من الأميرة فوزية شقيقة الملك.

كما يضم المسجد ضريحي الأميرة فادية الابنة الصغرى للملك فاروق والتي دفنت فى هذا المكان في يناير 2003، وكذلك شقيقتها الأميرة فريال التي توفيت فى نوفمبر 2009 ودفنت بهذا المكان بناء على طلب من أسرتها حتى تكون بجوار أبيها.

ضريح الملك فاروق

المصدر

  • *كتاب «القاهرة.خططها وتطورها العمراني».الدكتور أيمن فؤاد سيد.       *كتاب «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون». الدكتورة سعاد ماهر.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية