رئيس التحرير أحمد متولي
 قصة الجاسوسة الإسرائيلية مصرية الأصل التي سجنتها مصر وكرمها جيش الاحتلال

قصة الجاسوسة الإسرائيلية مصرية الأصل التي سجنتها مصر وكرمها جيش الاحتلال

توفيت 23 أكتوبر الماضي، الإسرائيلية مصرية المولد، مارسيل نينو، في رامات غان قرب تل أبيب بإسرائيل عن عمر يناهز 89 عاما.

وسجنت نينو في مصر لدورها في عمليات تجسس لصالح إسرائيل عام 1954 وزرع قنابل في مصالح أمريكية وبريطانية في مصر في محاولة لإقناع بريطانيا لإبقاء قواتها المتمركزة في قناة السويس.

من هي مارسيل نينو؟

ولدت فيكتورين مارسيل نينو في 5 نوفمبر 1929 لعائلة يهودية في القاهرة، وكان والدها ياكوف قد هرب من بلغاريا قبل الحرب العالمية الأولى، ووالدتها فاني من تركيا.

توفي والدها وهي في العاشرة من العمر، والتحقت في طفولتها بالعديد من المدارس كانت إحداها يهودية وأخرى إدارتها من الراهبات الكاثوليك، وصارت تتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وتلعب كرة السلة، والتحقت بالشبيبة الصهيونية.

وعملت سكرتيرة في القاهرة حيث تم تجنيدها من قبل الاستخبارات الإسرائيلية عام 1951 لتنضم للوحدة 131 فكانت المرأة الوحيدة في هذا الوحدة التي ضمت عشرات اليهود المصريين.

تفجيرات القاهرة والإسكندرية

بعد ثورة يوليو عام 1952 شعرت إسرائيل بالقلق من احتمال إقدام السلطة الجديدة على تأميم قناة السويس، وإغلاق هذا الطريق التجاري الحيوي، فكانت مهمة الوحدة 131 هي تفجير القنابل في مهمة لإقناع قادة أمريكا وبريطانيا بأن السلطة الجديدة في مصر لن تحمي مصالحهم ورعاياهم.

في يوليو عام 1954 زرعت الوحدة قنابل في مكتب بريد في الاسكندرية، والمكتب الثقافي الأمريكي في كل من القاهرة والإسكندرية.

وفشلت محاولة لتفجير دار سينما في الاسكندرية حيث اشتعلت المادة المتفجرة في جيب العميل المكلف بالمهمة فتم إلقاء القبض عليه وعلى آخرين مما أقلق نينو.

وهربت نينو من القاهرة في أوائل أغسطس 1954 إلى مدينة رأس البر في حافلة.

وبينما كانت تتناول طعام الغذاء في الفندق سمعت استدعاء في مكبر صوت لتلقي مكالمة هاتفية، ولدى توجهها لتلقي المكالمة تم اعتقالها ونقلها للقاهرة حيث تعرضت لاستجواب قاس، بحسب ما ذكرته لاحقا عن تلك الفترة.

وبدأت المحاكمة في أواخر عام 1954 في القاهرة، وانتهت في أوائل عام 1955 حيث أدين المتهمون، وحكم على أثنين منهم بالإعدام، بينما كان الحكم على نينو بـ 15 عاما في السجن وتم إرسالها لسجن النساء.

إطلاق سراحها ومعاملتها كبطلة

في عام 1968 تم إطلاق سراح نينو وعدد من العملاء الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى المصريين في حرب عام 1967.

وبعد ذلك بثلاث سنوات عندما تزوجت إيلي بوغر وكان من بين ضيوف حفل الزفاف رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها غولدا مائير.

وبعد عودتها لإسرائيل تعلمت نينو العبرية، وتخرجت من جامعة تل أبيب حيث درست الأدب الإنجليزي.

وفي عام 2005 تم منحها واثنين من زملائها في الوحدة 131 هما روبرت داسا ومائير زافران رتبا عسكرية في الجيش الإسرائيلي تقديراً للخدمات التي قدموها لإسرائيل.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة