رئيس التحرير أحمد متولي
 عملية البيتكوين

عملية البيتكوين


البيتكوين تسجل ارتفاعات تاريخية لتنهي عام 2020 متجاوزة 29000 دولار

قفزت عملة البيتكوين فوق مستوى 29000 دولار مسجلة مستوى قياسي آخر جديد في اليوم الأخير من عام 2020، وعلى مدار شهر ديسمبر ارتفعت الأسعار بقوة ولم تظهر أية علامات على التباطؤ، وتضاعف سعر العملة بحوالي أربع مرات تقريبًا من قيمتها في بداية عام 2020.

لكن السؤال الذي يدور في الأذهان هو، هل ستستمر هذه المسيرةالصعودية في 2021؟، يرى أغلب الخبراء أنالاستثمار في البيتكوين هو أفضل استثمار مستقبلي، ويعود هذابشكل أساسي إلى التبني المؤسسي الأخير.

تشير أغلب التوقعات أن العملة ستتجاوز 50 ألف دولار خلال 2021، مدفوعة بشكل رئيسي من الكثير من التدفقات المالية القادمة من الشركات الكبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية، التي ستجذب المزيد من الأموال المؤسسية في الفترة المقبلة، حيث ينظرون الي العملات الرقمية ذات مخزن جيد للقيمة مثل الذهب، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالية التي شهدتها دول العالم نتيجة جائحة فيروس كورونا، التي أجبرت الحكومات والبنوك المركزية على توسيع سياستها المالية والنقدية بشكل واسع النطاق، عن طريق طباعة المزيد من الأموال، الأمر الذي سينتج عنه تنامي في معدلات التضخم.

التبني المؤسسي هو الداعم الأكبر لسعر البيتكوين

يقول خبراء السوق إنه مع زيادة التدفقات المؤسسية يزيد من دعم العملةفي حال انخفاض الأسعار، فالبيتكوين حاليًا يختلفعن الأسواق التقليدية الأخرى مثل الأسهم أو السلع،فالكثير من المستثمرين الجدد لا يزالون يتوافدون عليها.

ومع تحول اتجاهات المزيد من الشركات والأفراد لشراء عملة البيتكوينفي مدخراتها، قد يزيد الدعم أثناء تراجع الأسعار، وبالرغم من أن عمليات التصحيح وجنى الأرباح أمر لا مفر منه في أي سوق مالي، إلا أنه لن يكون بالعمق الذي شهدته العملة في عام 2018، في الواقع لا يمكن لأحد التنبؤ بالمستقبل ولكن بسبب ظروف الاقتصاد الكلية يمكن أن نرى البيتكوين عند 30000 دولار أو إلى ما أبعد من ذلك في عام 2021.

تحذيرات من تداولات المضاربة

ومع ذلك، يحذر بعض خبراء الاقتصاد المستثمرين من التداول في البيتكوين، ليس هذا فحسب بل ينصحوهم بعدم الاستثمار فيه، لأنهم يروا أنه أصل شديدالتقلب، والارتفاعات الكبيرة مدفوعة بالكامل بالمضاربة، فلا يوجد أساس يرتفع أو ينخفض عليه السعر ولا يوجد أساس للسعر الذي يجب التداول به، لذلك يجب تجنب الاستثمار في الرهانات عالية المخاطر، وعلى الرغم من عدم وجود ركائز واضحة تقود حركة الأسعار، فإن عدمالتنظيم أيضًا تزيد من مخاطر الاستثمار فيه.

وعلى ما يبدو أن معدلات الطلب والعرض هي التي تتحكم في السعر، هذا كل شيء، لا يوجد أصل أساسي للعملة لذلك فإن تقييمها وهمي، نظرًا لعدم وجود تنظيم وقبول بنسبة 100٪.

البيتكوين في 2017

يرسم بعض المحللين أن هناك أوجه تشابه بين ارتفاع البيتكوين الحالي مع ارتفاع عام 2017، حيث يقولون إن ارتفاع العملة المشفرة الذي يشهد تحول التخصيص من الأصول الأكثر أمانًا إلى الأصول الأكثر خطورة غالبًا ما سيتبعه تصحيح عميق.

في عام 2017 هزت البيتكوينالأسواق من خلال الوصول إلى ذروة غير متوقعة بلغت 19783 دولارمن أدنى مستوى لها عند حوالي 790 دولار، هذا جعل الكثير من المستثمرين في حالة اهتمام كبير بسوق التشفير، وبدأالكثيرون أخذ العملات الرقمية على محمل الجد، لكن الحلم لم يدم طويلا، فالعملة الرقميةلا تزال أصلًا متقلبًا للغاية مما تبعه انهار بشكل مذهل بعد فترة وجيزة، فقد خسرت نحو 25٪ من قيمتها في يوم واحد فقط وبحلول أواخر عام 2018 قُدرت قيمتها بأقل من 4000 دولار، لتتحطم العملة بنسبة 74%.

مسيرة صعودية مذهلة

قبل ثمانية عشر يومًا من الذكرى السنوية الثالثة للذروة السابقة في 2017 وصلت العملة مرة أخرى إلى قيمة 19857دولار، ولكنها لم تكتفي عند ذروتها السابقة بل استكملت مسيرتها الصعوديةبطريقة مذهلة مخترقة العديد من المستويات القياسيةالجديدة حتى أنهت العام فوق مستوى 29000 دولار، لقد بدأت العام بحوالي 7100 دولار وبحلول أكتوبر حققت بالفعل مكاسب مربحة بشكل مذهل.

بدأ الاهتمام المتجدد في الظهور، وبدأ الخبراء الماليون في وضع تنبؤات مذهلة منذ أواخر الربيع،وبحلول الصيف أصبح من الواضح أن العملة الرقمية سيكون لها دور كبير في الاقتصاد العالمي الجديد.

هل سيكون متداولو البيتكوين أكثر ثقة أو قلقًا في عام 2021؟

تخلل عام 2020 سلسلة من القمم والانخفاضات الشديدة وعلى الرغم من هذا إلا أن هناك قبول جماعي مؤكد للبيتكوين وهو قبول ملموس،وهو ما اتضح فيالأرقام خلال عام 2020 بشكل خاص:

- ارتفع اجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة بنسبة 284٪.

- بلغ ارتفاع سعر البيتكوين منذ بداية العام وحتى تاريخه نحو 272٪.

- بلغ متوسط ​​حجم تداول المشتقات المشفرة في عام 2019 نحو 62.4 مليار دولار، وفي الربع الأول من عام 2020 تجاوز 2 تريليون دولار، محطماً متوسط ​​عام 2019 بنسبة 314٪.

- النسبة المئوية للتغييرات في عناوين محافظ البيتكوينالنشط - 125٪.

يتحدث الكثيرون عن حدوث تغيير انتقالي من عام 2017 للعملة المشفرة الأولي، فهناك تطور منظور من قبل متداولي العملات المشفرة بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، في 2017 كان يُنظر إليهاأنها عالية المخاطر وذات تقلبات عالية، كيف سيرون السوق في عام 2021؟.

بالعودة إلى عام 2017 قبل وبعد الاتجاه الصعودي، كان التقلب مصدر قلق كبير للمتداولين، فبعد وصوله لمستوى قياسي واجه السعر انهيارًا سريعًا ولم تتمكن من الحفاظ على نطاق تداول عند أعلى مستوياته لفترة، لكن عام 2020 يبدو مختلفًا، فبعد الوصول لمستوى قياسي جديد لم تواجه انخفاضًا هائلًا بل استطاعت التماسك والعودة مرة أخرى إلى الاتجاه الصعودي.

المتداولون في عام 2020 محظوظون لأنهم شهدوا ضخ رأس المال المؤسسي، قبل الاتجاه الصعودي لعام 2017، كانت عقودالبيتكوينCBOE وCME الآجلة قد بدأت للتو في الوصول إلى الأسواق، لكن لم تكن هناك سيولة مناسبة ناهيك عن التفاؤل المحدود لسوق ناجح في المستقبل، لقد كان كل شيء في مرحلة تجريبية، حيث سيحتاج المتداولون إلى دخول السوق مع توقع خسارة معظم رؤوس أموالهم.

ومن جهة أخرى كانت جائحة فيروس كورونا التي تعد أكبر أزمة لعام 2020 أقوى اختبار لعملة البيتكوين، منذ عام 2009 تجنب المشهد الاقتصادي الأكبر أي مخاوف أساسية تتعلق بالتضخم، انقلبت هذه الرواية عندما أدت جائحة فيروس كورونا إلى شل الاقتصاد خلال إغلاق عالمي، واجه السوق التقليدي أكبر انخفاض له منذ الثمانينيات وانهار تقييم البيتكوين وسط حالة عدم اليقين المالي.

بعد انخفاضه إلى أقل من 4000 دولار سارع المشككون في قدرة العملة المشفرة على التعافي في بيئة شديدة التضخم، لم تكن أكبر عملة مشفرة هي أول أصل رئيسي يرتد مرة أخرى فحسب، بل استمرت أيضًا في الاحتفاظ بمركز أعلى بعد كل ارتفاع صعودي.

المستقبل في عام 2021

لذلك، بوضع الأمور في سياقها، فقد تغير الكثير بين عامي 2017 و 2020 لمتداولي العملات المشفرة، على عكس الجاذبية السابقة لمشاعر "الثراء السريع" مع العملات المشفرة، تطورت فئة الأصول الرقمية إلى وحدة أكثر تحديدًا وموثوقية في صناعة التداول.

في عام 2021 ليست المقامرة أحد أوجه الاستثمار في البيتكوينوالعملات الرقمية الأخرى، كما كان الحال في ما بعد ديسمبر 2017، يقوم المتداولون حاليًا بتحديد ضخ الأموالوالتواجد المؤسسي في سوق الأصول الرقمية، بينما لا تزال فئة الأصول متقلبة كما كانت دائمًا، من المهم ملاحظة أن الأصول الأخرى مثل S&P 500 و Dow Jones كانت أكثر تقلباً من البيتكوينفي عام 2020.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011