رئيس التحرير أحمد متولي
 بعد الجزارة والحلاقة.. الستات فاضل ليها إيه تعمله؟ (صور)

بعد الجزارة والحلاقة.. الستات فاضل ليها إيه تعمله؟ (صور)

كتبت- مي مصطفى:

أثبتت المرأة المصرية على مدار سنوات أنها لا تعرف المستحيل، وبنظرة سريعة على المهن التي امتهنتها واثبتت جدارة فيها نجد أنه لا يوجد مستحيل عليها رغم أن هذه لم تكن النظرة لها في الماضي.

وتوضح نماذج من الشارع المصري -ألقت وسائل الإعلام الضوء عليها- اضطرار بعض السيدات للامتحان بمهنة قاسية وغير مناسبة للطابع الأنثوي أحيانا بسبب ضيق الحال والرغبة في التغلب على الظروف المادية، وهو ما يبرهن بحق على أن «الست بمية راجل»، وأحيانا أخرى خاضت تلك المغامرة بدافع إثبات الذات والبرهنة على قدرة المرأة على النجاح في نفس تحديات الرجل وهي أيضا التجارب التي انتهت باحتساب نقط جديدة في رصيد بنات حواء.

عزيزة حمدي والميكروباص

عزيزة سائقة ميكروباص

لم تجد الست «عزيزة» مانعا من أن تبدأ التفكير في مجال عمل جديد بعد أن وصلت لسن المعاش وتركت العمل في الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد 40 سنة، لتقرر أن تتحول إلى سائقة ميكروباص في سن الستين، مستعينة بخبرتها في القيادة ورغبتها في التخفيف عن السيدات تحديدا في معاناتهم وقت البحث عن مواصلات.

عزيزة سائقة ميكروباص.jpg 2

وتقول عزيزة حمدي إنها تعلمت القيادة منذ سنوات عندما قررت شراء سيارة مستعملة تستعين بها في قضاء مشاوريها والذهاب للعمل بعدما عانت من أزمة انتظار المواصلات كل يومن ومن وقتها وأصبحت متمكنة من القيادة، وبعد بلوغها سن المعاش، قررت شراء ميكروباص صغير (تومناية) لتعمل عليه، واختارت لنفسها خط (6 أكتوبر) تحديدا كي تكون مشاويره سريعة ومحددة الوجهة، إضافة إلى اتفاقها أحيانا على عمل مشاوير خاصة للمسافرين من وإلى المطار.

وأوضحت «عزيزة» أنها تحرص في أغلب الأوقات أن تقوم بتوصيل السيدات على حساب الرجال لأنها تشعر بمعاناتهن، إلا أنها لا تمانع في ركوب رجال معها طالما كانوا في طريقها، مؤكدة أنها لم تواجه حتى الآن أي مشكلة أو مضايقات من قبل رجال المرور، أما عن ردود فعل زملائها من السائقين فأوضحت أنهم بدأوا يتقبلوا الأمر بمرور الوقت.

أم باسم «السباك»

أم باسم سباكة.jpg 2

ومن القيادة للسباكة، تعتبر «أم باسم» صاحبة الـ 62 عاما أشهر سباكة بمنطقة الدرب الأحمر ومصر كلها، والتي قررت هي أيضا أن تخوض مجال ذكوري بحت دون الالتفات لسخرية أو نقد، أو توسلات أولادها الذين أعلنوا رفضهم للفكرة تماما فور أن بدأت العمل بها حتى مرت السنوات واستطاعت أن تتحدى الجميع لتغير رأي جميع من هاجموها في البداية، علما بأنها بدأت هذا المجال وهي في عمر الخمسين.

أم باسم سباكة

تقول سهام حسين مغازي (أو أم باسم) أنها بدأت تعمل من عمر 7 سنوات بأعمال حرفية، لأنها كانت أكبر ابنة وسط 8 أبناء، وتحتاج لمساعدة أسرتها في المصاريف، وفي سن العشرين تمكنت من العمل بأحد البنوك وهي المهنة التي لم تستمر فيها سوى 6 سنوات، وبعدها تزوجت وأنجبت ولم تسعَ للعودة لفكرة العمل مرة أخرى إلا بعد انفصالها عن زوجها لتقرر أن تمتهن حرفة تصرف بها على أولادها، وبالفعل اجتازت دورة لتعليم السباكة وكانت السيدة الوحيدة وسط عشرات الرجال وبعدها بدأت مشوار العمل في السباكة.

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال بدء مشوارها، تقول «أم باسم» إن أول هذه الأزمات هي عدم تقبل الزبائن لها في البداية حتى أنها اضطرت للتعامل مع مركز للسباكة ليقوم هو بتكليفها بأداء المهام وإرسالها للمنازل على ضمانته، وهي المشكلة التي بدأت تختفي بعد أن استطاعت أن تكون لنفسها دائرة من المعارف والزبائن ظلت تتسع كلما زادت ثقتهم فيها وفي خبرتها.

«أم وليد» سائقة التاكسي

أم وليد سائقة تاكسي

تعتبر «أم وليد» تعتبر أول سائقة تاكسي في مصر، وعملت في هذه المهنة بعد وفاة زوجها عام 1980 لتلبي احتياجات أولادها الأربعة خاصة أنها كانت على دراية جيدة بالقيادة، فقرت استغلال ذلك، لتكمل حتى الآن 36 عاما في مهنة «سواقة التاكسي» دون خجل أو الشعور بأنها ترتكب أمرا غير لائق، رغم أنها كانت أول سيدة في مصر تخوض تلك التجربة.

 وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول «أم وليد»: «بالطبع واجهت العديد من الصعوبات ففي الماضي كانوا لم يتقبلوا فكرة أن تكون هناك سائقة للتاكسي وتعرضت للعديد من المضايقات والمعاكسات ولكنني تصديت لها بكل قوة وحزم، وأنا أحب مهنتي جدا وأعمل طوال اليوم ولا أخاف شيئا ولا أحد سوى الله»، مضيفة: «أقول لكل إمرأة إعملى العمل التى تحبينه طالما عمل شريف ولا يغضب الله، ولا يهمك من كلام الناس لأن لا أحد ينفق عليكِ أو يطعمِك غير نفسك، والعمل فى مهنة شريفة أفضل من التسول».

رانيا جزارة الإسكندرية

رانيا جزارة 1

تمكنت رانيا رشاد هلال ذات الـ27 عاما من كسر واحد من أكبر التابوهات في مصر والعام عن طريق العمل كجزارة وهي المهنة التي قالت عنها «رانيا» أنها لم تكن أصعب ولا أغر مهنة امتهنتها، حيث بدأت عملها في الثامنة عشر كعاملة في منازل بعض الأسر، ثم تحولت إلى تنظيف درج العقارات، ثم في أعمال المحارة وحفر الكهرباء في العقارات الحديثة، وتركيب السيراميك لمدة عام كامل، وأغلب تلك المهن كانت ذات طبيعة قاسية وشاقة عليها، إلا أنها اضطرت لمواصلة العمل أي شكل لتلبية احتياجات أسرتها خاصة بعد مرض زوجها.

رانيا جزارة 2

وتقول «رانيا» إنها بدأت العمل في مسمط في قسم المطبخ كباقي الفتيات، إلا أنها طلبت من صاحب الجزارة توكيلها مهمة أكبر لتتمكن من الحصول على راتب أعلى وبالفعل عاونت الجزارين في عملية السلخ والتشفية، لتتحول بالتدريج بعدها إلى جزارة، ويمكن لجميع أهالي الإسكندرية رؤية رانيا وهي تذبح وتسلخ العجول بنفسها في محل الجزارة الذي تعمل به بمنطقة بحري، في كل عيد أضحى وقد تجمع حولها الرجال والصبية لمتابعة عملها.

 ولم تخفِ «رانيا» تعرضها لمضايقات كثيرة خلال عملها من رجال ونساء على حد سواء جعلها تترك محل الجزارة وتتوقف عن مهة الجزارة طوال فصول السنة لتتجه للعمل في محل أسماك، إلا أنها قررت أن تعود وتباشر عملها في الجزارة مع كل عيد أضحى.

«لميس» حلاقة الرجال

تملك لميس طياب الفتاة العشرينية، صالون بإحدى عقارات منطقة سبورتنج بشرق الإسكندرية، وظلت لسنوات تعمل ككوافيرة للفتيات، حتى قادتها الصدفة لطلب إحدى زبوناتها بأن تقوم بتهذيب شعر خطيبها لأن لديهم جلسة تصوير وهي غير راضية عن شعره، وقامت الفعل «لميس» بالمهمة بنجاح، دفعها لتكرار التجربة أكثر من مرة بعدها لأزواج أو أشقاء زبوناتها، حتى قررت توسيع النشاط وتخصيص يوم الاثنين كيوم أسبوعي للحلاقة للرجال بدلا من كونه يوم عطلتها.

وعن نجاح التجربة وتمكن لميس من أن تصنع لنفسها عددا من الزبائن الرجال في بضعة أشهر فقط، تفسر ذلك بأن أغلب الحلاقين لا يتمكنون من التعامل بحرفية مع الشعر الطويل كما لا يتمكنوا من تلبية احتياجات زائنهم بتنفيذ أي نوع قصة يطلبوها، بينما هي تستطيع في كل مرة أن تنفذ ما يطلبه كل شخص بالظبط، كما أنها تستخدم الموس يدها أحيانا بدلا من وضعه في آلة الحلاقة كي يسهل ذلك عليها عملية القص في الأماكن الضيقة ويضمن عدم إصابة الشخص بأي جروح كما يفعل باقي الحلاقين.

وتقول «لميس» إنها حرصت قبل البدء في المهنة على دراسة فن التصفيف وحصلت على العديد من الدورات التدربيبة في هذا المجال وهي عادة ما تنصح الزبائن بطبيعة القصة التي تتناسب معهم وفي حال رغبت الرجال في قصات لا تتناسب معهم ترفض لانها تري انها ستكون أول المتضررين من عدم تناسب شكل قصة الشعر مع وجه الزبون، معتبرة أن خطوتها رغم جرأتها التي لن يتقبلها أي خص إلا أنها واثقة من نجاحها وإثبات نفسها بمرور الوقت.

أمل عفيفي «المأذونة»

أمل سليمان أول مأذونة

كانت الحرب التي خاضتها أمل سليمان عفيفي هي الأشرس على الإطلاق وسط جميع جولات المرأة العاملة في مصر، وهو ما جعلها موضوع الصحافة والرأي العام لفترة طويلة، بعدما اتهمها الكثيرون من المشايخ وأهل الفقه بمخالفة الشريعة بتقدمها بورقها لمحكمة الأسرة في سبيل اعتمادها كمأذونة، وهي الجولة التي خاضتها من بدايتها حتى الناهية مستعينة بقاضي محكمة الأسرة في الزقزيق وبفتوى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وقتها.

وقد سبق وأفتى «جمعة» أنه للمرأة الرشيدة أن تزوج نفسها أو غيرها ما دامت تستند لشرط العدالة والمعرفة، فهو يري أن عمل المرأة كمأذونة شرعية جائزة شرعا مثل أي وظيفة أخري تقوم بها النساء بالمشاركة مع الرجال وكل ما يقوم به المأذون كتابة العقد وتوثيقه فقط، وبالفعل حصلت أمل على إذن من المحكمة وقد صدق وزير العدل المصري في 4 سبتمبر عام 2008 على قرار محكمة الأسرة لبدء العمل كمأذونة شرعية وقد عقدت أول زواج شرعي السبت 25 أكتوبر عام 2008.

وأكدت «عفيفي» أن زوجها لم يعارض الأمر والعمل في هذه المهنة، وأضافت بل إنه شجعها على ذلك بعد وفاة عمه المأذون الشرعي لمدينة القنايات بالشرقية، ولم تتقدم بأورق اعتمادها للمحكمة إلا عدما تأكدت من جواز ذلك شرعا، بل إنها رأت في عمل المرأة هه المهنة مزايا عن الرجل ومنها سهولة التواصل مع الفتيات في حالة رفضهن لإتمام الزواج وإجبار أهلهم على ذلك وهو ما حدث معها الفعل في إحدى حفلات عقد القران لفتاة تبلغ من العمر 18 عاما، صرحت لها بعيدا عن أهلها وعن المدعوين عدم رغتها في الزواج، وبالفعل تحججت «عفيفي» شعور الفتاة بإعياء وعدم إمكانية عقد القران وهي في تلك الحالة لتنهي الزواج.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر