رئيس التحرير أحمد متولي
 المحاميات في دراما 2016 شياكة وفلوس ونفوذ.. هو ده بجد؟

المحاميات في دراما 2016 شياكة وفلوس ونفوذ.. هو ده بجد؟

كتبت- مي مصطفى:

تتواجد المرأة في وظيفة المحامية في مصر على نطاقات ضيقة، لكن دراما 2016 قدمت 3 نماذج لمحاميات دفعة واحدة، تشابهن في أن جميعهن شريفات وثريات لنجاحهن في عملهن، وذكائهن الفذ.

لكن هذه النماذج للنجاح لم تكن كافية لكسب رضا عدد كبير من المحاميات في مصر، واللاتي رأين أن هناك بعض المغالطات والتصرفات غير المنطقية التي صدرت من هذه الشخصيات خلال أحداث المسلسلات.

ليلى وغادة ودرة

أولى شخصيات المحاميات جسدتها الممثلة ليلى علوي باسم «كارما سليم» في مسلسل «هي ودافنشي»، والتي كانت تعاني من أزمة نفسية استدعت دخولها لمصحة وبعد خروجها قررت مواصلة عملها كمحامية مستقلة ترفع شعار «الدفاع عن الحق والمظلومين» حتى أنها أدانت موكلها في قاعة المحكمة بدلا من أن تدافع عنه، لتتحول تدريجيا إلى شخصية مستغلة بلا ضمير بعد أن تتعرف على أحد رجال الأعمال الكبار، ثم يحدث تحول ثالث في شخصيتها لتعود مرة أخرى شخصية سوية بعد تأثير أحد الأشباح عليها وتأنيبه لها.

ليلى-علوى-2

قدمت ليلى علوي أكثر من مشهد مرافعة خلال أحداث المسلسل، كانت جميعها باللهجة العامية في قضايا رشوة ومخدرات، إلا أنه تم توجيه اتهامات لها بالمبالغة في الأداء أحيانا، وافتعال مواقف غير منطقية مثل أن تتمكن من الرد على هاتفها المحمول أمام القاضي وتطلب منه الاستماع للمكالمة حتى نهايتها، وهي كانت عبارة عن خدعة لإقناع المحكمة ببراءة موكلها وهو أمر مستحيل الحدوث.

بينما قدمت غادة عادل شخصية «نهى رشاد» في مسلسل «الميزان» والتي تعمل في مكتب أحد المحامين الكبار الذي يعاملها كما لو كانت ابنته فيعطيها أجازة وقتما تحب ويدعمها معنويا في أزماتها، والتي ظهرت هي الأخرى في دور المحامية القوية الفصيحة التي لا تخسر أي قضية أبدا مهما كانت صعبة، إلا أنها باجتهادها دائما ما تصل للحقيقة.

وتعتبر «نهى رشاد» أكثر شخصية قدمت مشاهد مرافعات من داخل المحكمة وجميعها بالفصحى باستثناء مشاهد أسئلة الشهود، وتتغير حياتها بعدما تكتشف أن زوجها الضابط وراء إخفاء دليل براءة موكلها ولم تجد مانعا في نهاية الأحداث من أن تسلمه للعدالة.

وجاءت الممثلة «درة» في الأداء الأبهت لشخصية «ليلى» المحامية في مسلسل «الخروج»، حتى أنها لم تظهر في أي مشهد داخل المحكمة طوال الأحداث، وإنما كان كل دورها هو مساعدة قاتل محترف على الوصول لضحاياه بسبب ضغطه عليها وتهديده لها بقتل ابنها إن لم تساعده.

532

وظهرت «درة» في الأحداث سيدة مطلقة تعيش مع ابنها الوحيد في فيلا كبيرة رغم أنها تعمل بمفردها ولا تقبل إلا الدفاع عن الأبرياء وهو ما جعل أنه ليس من الطبيعي أن تتمكن سيدة في سنها من أن تمتلك منزل مثل هذا.

آراء المحاميات

وعن رأي المحاميات في الشخصيات الثلاثة التي جسدتها الممثلات على شاشة رمضان هذا العام، تقول أمنية محمد، محامية بالمؤسسة المصرية للدفاع عن حقوق الطفولة، أنها رأت كثيرا من تصرفات شخصية «كارما سليم» التي جسدتها ليلى علوي غير منطقة ولا تصدر عن محامية ولا حتى محامي رجل.

وتوضح أنه لا يوجد محامي يتوسل القاضي بأن يسمح له بالكلام في التليفون وقت المرافعة ويقبل القاضي ذلك أبدا، كما انتقدت المشهد الذي ظهرت فيه ليلى علوي بعدما تم القبض عليها وإيداعها قسم شرطة وقد دخلت حجرة حجز منفردة –بدون مبرر- ووجدت حولها شموع مما أحال الزنزانة لمكان رومانسي لا يحدث أبدا.

وتضيف هند عبدالله، محامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، أن «حجم الشياكة اللي بيتمتع بيها المحاميات في المسلسلات غير منطقي بالمرة، دة كفاية تقضية يوم واحد في المحكمة يخلي الواحدة طالعة واحدة تانية غير ما دخلت، ده غير الفيلل والعربيات اللي هم راكبينها رغم إنهم مفترض محاميات شريفات، طب منين كل دة؟!».

وتشير «عبدالله» إلى أن كل محامية عادة ما تكون مسؤولة عن أكثر من قضية في وقت واحد ولا تجد وقت كافي لتتابع أدق التفاصيل في كل قضية تتولاها بهذه الدرجة، كما هو الحال بالنسبة لمحكمة الجنايات التي تناقش يوميا 30 أو 40 قضية ولا تسمح هيئة المحكمة أبدا لأي محامية بالاستماع لتلك المرافعات الطويلة أو سرد التفاصيل الدقيقة التي ظهرت في مشاهد مسلسلات هذا العام.

«عبدالله» انتقدت أيضا المشهد الذي اقتحمت فيها غادة عادل في شخصية «نهى رشاد» غرفة وكيل النيابة في أثناء التحقيق مع موكلها صارخة «أيه اللي بيحصل هنا ده؟ إزاي تحقق معاه من غير ما أكون موجودة»، مؤكدة أن المحامين لا يستطيعون فعل هذا داخل النيابة أبدا.

أما عن الأخطاء القانونية، فتقول «عبدالله» إن غادة عادل في أثناء تجسيدها لشخصية المحامية في مسلسل «الميزان» وصلها تقرير الطب الشرعي الثاني على مكتبها والواقعي أن تحصل عليه المحامية من هيئة المحكمة في إحدى الجلسات لتطلع عليه وتطلب تأجيل جلسة الحكم لجلسة أخرى بعد أن تكون قد درسته، كما أنها وجهت عبارة لوكيل النيابة للإفراج عن موكلها قالت فيها: «موكلي عدا فترة حبس 15 يوم، ولو عرضت قضيته على قاضي تجديد حيديله إفراج»، موضحة أنه ليس من سلطات قاضي التجديد منح الإفراج، وإنما يقتصر اختصتاصه في إخلاء سبيل بضمان أو بدون أو مع استمرار الحبس.

أما عن المظهر الأنيق للمحاميات الثلاث، فقالت رضوى عبد القوي، المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن المحاميات عادة ما يكون مضغوطات في العمل ولا تستطيع أي منهن الاهتمام بمظهرها بالشكل الذي ظهرت عليه ليلى علوي مثلا، كما لا يتقاضين مبالغ خرافية من مكاتبهن أو من القضايا التي يتولينها، حيث ظهرت شخصيتين منهن تملكان شققا مبهرة، منتقدة لجوء الدراما إلى إظهار أن المحاميات يستطعن مقابلة المتهمين في محسبهم في أي وقت، كما يستطعن أخذ فرصتهن الكاملة في المرافعة وتوجيه الأسئلة للشهود داخل المحكمة وهو ما لا يتحقق على الإطلاق.

كما أشارت «عبد القوي» إلى التعاون بين المحاميات ورجال الشرطة في دراما رمضان 2016، وهو ما وصفته بأنه شيء لا يمت للواقع بصلة بحكم العداء المسبق الموجود بين المهنتين أساسا، حيث ظهرت ليلى علوى وهي تتعاون مع لواء شرطة في وضع خطة متكاملة للإيقاع برجل أعمال فاسد، بخلاف وجود علاقة حب بين «درة» والضابط «عمر»، وهي أشياء لا تحدث إلا في الخيال، بحسب وصفها.

وشاركتها في الرأي مريان سيدهم، محامية حرة، وأكدت أنه لا يوجد سلطان للمحاميات على وكلاء النيابة كما لا تمنحهم هيئة المحكمة كل هذا الوقت في المرافعات ولا تقبل كل الطلبات التي يتقدمن بها، قائلة: «أصلا فيه قضاة كتير مش مقتنعين إن ممكن الست يكون مكانها المحكمة وعشان كده نادرا ما بناخد فرصة كاملة للمرافعة الطويلة أو للظهور وإثبات الذات، إلا المحاميات اللاتي لديهن نفوذ قوي داخل المحكمة».

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر