وسائل الشباب «للهروب» من مصر.. حكايات المهاجرين
يبلغ تعداد المصريين بالخارج أكثر من 10 ملايين، بحسب آخر إحصاء. تركوا مصر لأسباب مختلفة منهم من تركها للعمل ومنهم من تركها للدراسة أو لأسباب سياسية، أو لهجرة دائمة.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن نسبة زيادة هجرة المصريين بحسب آخر إحصاء في يوليو 2015 بلغت 17%، ثم تراجعت بنسبة 19 % في 2016، ويتركز 70% منهم في دول الخليج.. في التقرير التالي يستعرض «شبابيك» قصص شباب مصريين هاجروا للخارج، يحكون عن طرق ووسائل مكنتهم للخروج من مصر.
الوسائل الشرعية
- الزواج من أوروبيات
يعتبر الزواج من أوروبيات من أسهل وسائل الهجرة للخارج، التي يلجأ إليها البعض، حيث يتمتع الزوج بوضع قانوني مميز ويمكنه فيما بعد من الحصول على الإقامة.
تلك الطريقة اتبعها محمد رجب، 25 عاما، خريج أكاديمية السادت. والذي حاول العمل في مصر ولم يفلح ثم تمكن من الهجرة.
يقول رجب «حاولت العمل هنا بمؤهلي ولم أستطع. فذهبت للعمل في شرم والغردقة وهناك تعرفت على فتاة سويدية، وتزوجتها ثم تمكنت من السفر».
يضيف رجب لـ«شبابيك»، أنه تمكن من الحصول على منحة دراسة عن طريق زوجته ثم سافر للدراسة هناك واجتاز الدراسة التمهيدية ومن ثم تم توفير إقامة له لحين الانتهاء من الدراسة.. وتابع:«جيت مصر عشان أخلص شوية ورق من الجامعة هنا وبهدلوني، فقررت إني مش راجع مصر تاني».
الروتين جعل «رجب» الذي سافر منذ عام لا يرغب في العودة إلى مصر مجددا. ومازال مستمر هناك حتى الانتهاء من الدراسة والحصول على فرصة عمل في السويد على أمل الحصول على الجنسية.
يبلغ عدد المصريين الـذين اكتسبـوا جنسيات أجنبية 1928 مهاجراً عام 2014 مقابـل 1704مهاجراً عـام 2013 بنسبة زيادة قدرها 13.1%، وتأتـي مجموعـة الـدول الأوروبية في المرتبة الأولى حيـث بلغ عددهم 1055 مهاجراً بنسبة 54.7 %، يليها مجموعة الدول الأمريكية بعدد 448 مهاجراً بنسبة 23.2%، ثم مجموعة الدول العربية بعدد 341 مهاجرا بنسبة قدرها 17.7% من الإجمالي.
حلم الهجرة إلى أمريكا.. كيف تحصل على «جرين كارد»؟
- المنح وفرص الهجرة
عن طريق منحة للدراسة أو فرصة للعمل في دولة أجنبية، كالتي توفرها الولايات المتحدة «الجرين كارد» على سبيل المثال، يترك مصريون وطنهم، وهذا الطريق سار فيه حمادة عزت، خريج هندسة بترول، الذي حاول الحصول على عمل في مصر ولم يستطع رغم «الكم الهائل» من الأموال التي أنفقها على التعليم هنا حسبما قال.
«عزت» الذي قرر الهجرة إلى ألمانيا، وبالفعل هاجر هذا العام، يقول لـ«شبابيك» إنه تمكن من اجتياز كورس ألماني بمعهد «جوتة» ونظرا لتفوقه حصل على حق الهجرة إلى ألمانيا، وأنهى الإجراءات وسافر، وتزوج من فتاة ألمانية. ولن يعود..
بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن أعداد الدارسين بالخارج من المصريين تبلغ 822 حتى منتصف عام 2014 وهو أخر إحصاء تم.
وقال موقع «ديلي بيست» الأمريكي، إن أحد أعظم الأسباب التي تدفع الطلاب المصريين للدراسة في الخارج هو ضعف مستوى التعليم في مصر.
مصر تنفق على الطالب الواد في العام ما يعادل 129 دولار وهو رقم أضعف مما تنفقه الولايات المتحدة بـ40 مرة.
- اللجوء
ورغم أن مصر اشتهرت في فترات تاريخها باستقبالها للاجئين، فإنه حتى فترات صغيرة لجأ عدد من المصريين إلى الخارج.
بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن عدد المصريين الذي لجأوا للخارج يقدر بـ15.903 لاجئ لأسباب مختلفة سواء سياسية أو دينية.
وسائل أخرى للهجرة (غير الشرعية)
- الهجرة برا
وتتم برا او بحرا عن طريق الهجرة غير الشرعية، ومن الممكن أن تكون للبحث عن فرصة عمل في دولة أخرى أو الهروب من الأوضاع السياسية والاقتصادية.
«يحشر» نفسه في الحقيبة من أجل الهجرة إلى سويسرا
هذا بالضبط ما دفع يحيى السحيمي، شاب مصري في العقد الثالث من العمر، للهروب برا عن طريق الحدود المصرية السودانية.
يقول يحيى لـ«شبابيك»،: «أنا هاجرت لأنه حُكم علي بالمؤبد في قضية لا أعرف عهنا شئ حرفيا، مع إقراري بأني معارض للسيسي وكان عندي نشاط سياسي ضد النظام لكن القضية اللي اتحكم علي فيها لا أعرف عنها شئ فعلا».
يضيف السحيمي، أنه خرج مهربا عن طريق الحدود المصرية السودانية، لأن اسمه «نزل ضمن قوائم الممنوعين من السفر». مشيرا إلى أنه لم تواجهه عقبات أثناء محاولة هروبه فـ«حدود مصر مفتوحة كما بوابات قرطبة».
- القوارب
تعتبر من أصعب الطرق وأخطرها في الهجرة غير الشرعية، ولها عصابات مافيا متخصصة في ذلك، حيث يتفق الشاب مع إحداها ويدفع مبلغا مطلوبا ثم يتم ترحيلهم في قوارب متهاكلة ويغرق معظمها قبل الوصول إلى الشاطئ إذا لم يتم القبض عليهم قبلها.
كيف تتم الهجرة بالقوارب؟
تعتبر محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا أحد أهم مراكز إنطلاق المهاجرين غير الشرعيين، حيث يهربون عبر الصحراء إلى ليبيا والسفر منها بطريقة غير شرعية أيضا إلى الدول الأوروبية.
يقوم سمسار التهريب بجلب الراغبين في السفر وتسليمهم لسمسار آخر من مطروح ويتم جمعهم في مجموعات تصل إلى 200 ثم تسفيرهم في سيارات دفع رباعي عبر الدروب الصحراوية ومن ثم الانطلاق من سواحل ليبيا في مراكب متهالكة. أو تتم مباشرة من سواحل الإسكندرية أو دمياط ونتابع يوميا أخبار القبض على مهاجرين غير شرعيين و موتهم في عرض البحر
في مقابلة لـ«DW» مع أحد الشباب «ع ع» 22 سنة، من محافظة المنوفية، والذي حاول الهجرة إلى أوروبا عن طريق البحر حيث كان عاملا في ليبيا في مجال البناء، وكانت ظروفه المادية صعبة وأراد العبور إلى أوروبا، قال إنه دفع 5 آلاف دولار لصاحب المركب وهو المبلغ الذي حصل عليه من عمله على مدى عام كامل.
وأضاف «صاحب المركب احتجزني وسط مجموعة كبيرة من جنسيات مختلفة لمدة 12 يوما متواصلة في ظل سوء معاملة وأكل رديء».
وتابع: «فوجئنا بان صاحب المركب لن يسافر معنا، وقام بتدريبنا على قيادة المركب لعدة ايام وعلى استخدام البوصلة ، المركب كان عبارة عن مركب صيد متهالك من قطع خشب ومحرك فقط، وأجبرنا على عدم حمل أي شيء معنا داخل المركب وطلب منا النزول في البحر والسباحة حتى الوصول إلى البر بعيدا عن أنظار خفر السواحل».
تعرف على 6 فوائد لـ«الهجرة».. «بلدك نفسها هتستفيد»
- مطارات الترانزيت
كان الشباب يصلون إلى مطار ترانزيت للتبديل للوجهة الموجودة في جواز السفر، ثم يمزقون تلك الجوازات ويطلبون اللجوء إلى الدولة التي هبطوا فيها. ولكن فيما بعد بدأت تلك الدول ترحل هؤلاء لموطنهم الأصلي مرة أخرى.
- تأشيرة السياحة
يسافر بعض الشباب إلى الدولة بتأشيرة سياحية ثم يهرب هناك ويبحث عن فرصة عمل وسكن.