والد طالب الطب أحمد مدحت يحكي كواليس الساعات الأخيرة (فيديو)

كتب- حسين السنوسي تصوير أحمد عبده

بدموع لم تتوقف يحكي لنا عن نجله «النبغة» كما وصفه. المهندس مدحت كمال والد «أحمد» طالب كلية الطب بجامعة عين شمس الذي لقى مصرعه ليلة 29 أغسطس الماضي يتحدث عن كواليس الساعات الأخيرة من حياته.

كثير من الروايات المتباينة حول مقتل أحمد مدحت انتشرت بعد مصرعه بين الداخلية والنيابة ومحامي القتيل. «شبابيك» ذهب لمنزل الفقيد وتحدث مع والده عن حياة طالب الطب وكواليس ليلة مقتله.

يقول المهندس مدحت كمال، يقطن قريبا من شارع عباس العقاد بمدينة نصر: «كنت أعد طبيب نبغة يستطيع أن يكون نموذج ويفيد بلده، ربيته على الحرية واختيار مستبقبله بيده أحب الناس وقدم الكثير من الأعمال الخيرية مع جمعية رسالة في كثير من المحافظات، ولكن قدر الله وماشاء فعل».

بعد وفات أحمد بيومين استقبل والده رسالة من إحدى كليات الطب بجامعة أوربية تهنئة بالقبول للدراسة بها.. والد أحمد يرد على الرسالة: أحمد قُبل في مكان أفضل.

ينفي المهندس مدحت أي علاقة تربط أحمد بجماعة الإخوان. يبكي متأثرا في حديثة ثم يعود سريعا متماسكا يتحدث بهدوء.

اتحاد طلاب «طب طنطا»: قتل أحمد مدحت جريمة ومستعدون للتصعيد

قصة أحمد مدحت كما يحكيها والده لموقعنا، بدأت بعد أن قدم أحد رواد المسجد القريب من مسكنهم بعباس العقاد بلاغا في أحمد ومجموعة من أصدقائه «أنهم ارهابيين فتم إلقاء القبض عليهم».

يحكي الوالد صاحب الخمسين عاما عن أول مرة «اعتقال» لأحمد في 2015: «ابني خدوه من هنا من البيت بتهمة حيازة أسلحة ومتفجرات وتم تعذيبه في أمن الدولة لمدة ثلاثة أيام، ثم ذهب بعدها إلى القسم والنيابة إلى أن حكمت المحكمة بإخلاء السبيل على ذمة القضية بكفالة 500 جنيه».

علمت أسرة أحمد مدحت بصدور حكم غيابي بحبسه عامين وتغريمه 50 ألف جنيه، في اتهامات تتعلق بالتظاهر دون تصريح مسبق من الجهات المختصة.

بسبب الملاحقات الأمنية والحكم الصادر ضده، يقطن أحمد في شقة «أخته الكبرى» بالحي العاشر في مدينة نصر بعيدا عن مسكن أسرته بحوالي 5 كيلو. كان أحمد على موعد للقاء شقيقه بمنزل أسرته يوم الاثنين 29 أغسطس الساعة السابعة مساء.

عشرات الاتصالات استقبلها هاتف أحمد مدحت على مدار أربع ساعات «من 8 حتى 12 ليلا» من شقيقه الأكبر محمد وهو طالب أيضا بكلية الطب، دون جدوى. هكذا يروي المهندس مدحت.

بالبحث عن أحمد في معظم مستشفيات مدينة نصر لم تتمكن أسرته من الوصول إليه.

يقول والد أحمد: «تحدثنا مع محام ليذهب إلى القسم للسؤال عليه الساعة الخامسة والربع فجرا وكان الرد: عندنا قضيتين كبار لما نخلص من تقفيلهم يبقى هنرد عليك ولم يفيده أحد وطالبوه بالبحث عليه فى المستشفيات».

«اتحاد عين شمس»: لم نناقش قضية مقتل أحمد مدحت

عاد المحامي للقسم في السابعة صباحا، قابله ضابط وقال له «أحمد مدحت طالب خامسة طب اللى كان محكوم عليه سنتين قبل كده اتقبض عليه وأثناء التنفيذ نط من البوكس وقع على دماغه اتكسرت».

رواية اخرى سمعتها أسرة أحمد مدحت من أحد ضباط قسم أول مدينة نصر بحسب المهندس مدحت، «لما استفسرنا من غيره قال لنا روايه أخرى وهي أنهم هاجموا شقة منافية للآداب فنط من الشباك وقع على دماغه مات وودناه مشرحة زينهم».

يصيف والد القتيل: «ذهبنا إلى المشرحة ووجدناه بملابسه الكاملة وعلى بطنه ويديه آثار حرق وفيه خبطة في دماغه من الأمام ومن الخلف ووشه نازف دم، اخوه معايا دكتور وصف الحاله أنه تعرض لنزيف داخلي».

«جايين تعملوا فلم هندي.. مش المفروض تدارو على فضيحتكم.. الواد منتحر فى بيت دعارة»، يحكي والد أحمد عن موظف بالنيابة استقبلهم بهذه الكلمات حين طالبوه بالرغبة في تشريح الجثمان.

يؤكد المهندس مدحت كمال أن الأغراض الشخصية لأحمد أمام النيابة كانت عبارة عن «البطاقة الشخصية وكارنيه الكلية وفيزتين و435 جنيه» هذا ما اثبته ضابط المباحث في المحضر الأولي قبل أن تتهمه أسرة الفقيد بتبديل الأغراض الشخصية لأحمد أمام النيابة وإضافة «2 واقي ذكري لها».

اتحاد طب عين شمس يتهم الداخلية بقتل الطالب أحمد مدحت