«فومو» و«سيبرفوبيا».. خوفان متخاصمان في عالم الإنترنت
نوعان من الفوبيا مرتبطان ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن الاثنان متضادان تماما، ويستحال أن يتواجدا معا في شخص واحد، «فومو» و«سيبرفوبيا» تعرف عليهما.
فومو Fear of missing out
إذا كنت تعاني من التفكير باستمرار في شبكات التواصل الاجتماعي كـ«فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما، وإذا كنت تشعر بالقلق من عدم وجود ما تشاركه أو تفويت تحديثات جديدة سواء أخبار أو أصدقاء، إذا أنت تعاني من «فومو».
ما هو؟
«فومو» أو «Fear of missing out» هو رهاب عدم وجود ما تشاركه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويجعل البعد عنها لفترة وجيزة شعورا لا يُطاق. وهو كذلك الخوف من تفويت الأخبار والأحداث عند الابتعاد عن تلك الشبكات.
المصطلح «FOMO» تمت إضافته إلى قاموس «Oxford» في عام 2013، بعد كثرة تداوله.
في دراسة تعمقت في «فومو»، ونشرت نتائجها جريدة «التايمز»، في يونيو الماضي، قالت إنها حالة تدفعك إلى التحقق من وسائل التواصل مرة تلو الأخرى بطريقة مرضية، وتجعلك تشعر كأنك في عداد المفقودين إذا ابتعدت عنها. والشعور بالقلق الذي يتولد عن هذه الحالة لا يذهب إلا إذا تصفحتها.
وقالت أيضا إن «فومو» تدفعك إلى تصفح هاتفك قبل النوم مباشرة وبعد الاستيقاظ وأثناء تناول الطعام وغير ذلك.
وتعزي الدراسة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وجعلها في المقدمة إلى تلك الظاهرة.
ما خطورة «فومو» عليك؟
أكثر من 53% من مستخدمي الإنترنت يعانون من هذه الحالة، كما أشارت الدراسة، وتأتي تلك الحالة بسبب عدم السعادة في الحياة بصفة عامة، والاعتقاد بأن الآخرين أكثر سعادة منك، ولجوئك إلى تلك الوسائل هو للهروب من هذا الإحساس ولو لبعض الوقت لكنك سرعان ما تعتاد على ذلك.
كذلك عدم الشعور بالفخر عما أنجزته في حياتك يدفعك لذلك، ولكن الدراسة تحذرك أنت بذلك تتجه إلى الأسوأ، لكن لماذا الأسوأ؟ لأن الجميع على «فيس بوك» يتفاخر بما يشاركه، وتساعدهم مواقع التواصل الاجتماعي على ذلك عن طريق انتقاء ما يريدون عرضه للناس. وأغلب المستخدمين يلجأون إلى عرض إنجازاتهم للآخرين دون إحباطاتهم.
فإذا لم تكن من هذا النوع المتفاخر والذي يهتم بعرض ما لديه، فأنت في خطر الضغط والتوتر وانعدام الثقة بالنفس وذلك يزيد مع الوقت.
المحظور مباح.. ماذا تعرف عن عالم الانترنت الخفي؟
كيف تتغلب على «فومو»؟
- التركيز على الأمور التي تسعدك تجعلك سعيدا.
- بالتأكيد «فيس بوك» ليس شيطانا ولكن يفضل عدم المقارنة إذا استطعت ذلك، فالمقارنة الاجتماعية محبطة ومدمرة، وإذا لم تستطع يُفضل أخذ استراحة كافية من وسائل التواصل الاجتماعي، لإراحة الجسد والعقل من التوتر الدائم الناتج عن تصفحها.
اقرأ أيضا: المحظور مباح.. ماذا تعرف عن عالم الانترنت الخفي؟
- إذا كنت بصحبة الأصدقاء في الخارج، فقط ضع الهاتف جانبا وتواصل معهم.
- في النهاية دع «فومو» وابدأ في «جومو» Joy of missing out
رهاب الحاسوب أو Cyberphobia:
«سيبرفوبيا» هي الخوف غير المنطقي أو الكره الشديد للحاسوب، والإنترنت بشكل عام، أو عدم القدرة على تعلم تكنولوجيا أو تقنية جديدة وعدم الراحة عند التعامل معها، وخصوصا لو كان هناك منها نسبة خطر منها.
ويصنف المرض على أنه رهاب محدد تم تقديمه كمصطلح في العام 1985 ليشير إلى شعور بالقلق وعدم الراحة بسبب التكنولوجيا.
ويرجع الخوف من الحاسوب والإنترنت لأسباب:
- الشعور بعدم الأمان على شبكة الإنترنت، والمصاب بها يعتقد أن لا أحد آمن من الهجمات والاعتداءات الإليكترونية سواء أشخاص أو شركات أو دول.
- الخوف من التعامل مع أشخاص غير معروفين أو مزيفي الهوية.
- الصعوبة في تعلم الجديد عن التكنولوجيا أو الصعوبة في مواكبتها.
أعراضها:
- عادة ما يشعر المصاب برهاب الإنترنت ببعض الأعراض كلقلق، والغثيان، وجفاف الفم، وخفقان القلب، وعدم القدرة على التفكير بوضوح والإحساس بالانفصال عن الواقع.
- يعتقد المصاب أنه الوحيد الذي يعاني من ذلك، على الرغم من أن هناك الكثيرين غيره. ويعتقد المصاب بها أنه غير عقلاني في تخوفاته لذا لا يفصح عنها بسهولة.
- الخوف الشديد من التعرض لشيء من الممكن أن يجلب خطرا حتى لو صغيرا فتزوير الهويات والهجمات الإليكترونية.
هل تضعف محركات البحث ذاكرة الإنسان؟
كيفية التغلب على سيبرفوبيا؟
- يرى متخصصون في الأمراض المرتبطة بالتكنولوجيا بصفة عامة، أن على المصاب برهاب الانترنت أن يفصح أولا عن المشكلة، وعليه الاعتراف بها.
- تعويد النفس على الوثوق فيما يتعلق بالتكنولوجيا وطمأنة النفس منها دائما.
- ولأولئك الذين يخافون التعامل معها أصلاً، عليهم تعليم أنفسهم الانفتاح على العالم وعلى كل ما هو جديد.
- تنظيم طاقة الجسم فالمشاعر السلبية عموما تنتج دائما أو غالبا عن مشكلة في الطاقة.
مخاطر سيبرفوبيا
ليست خطيرة ولكنها يمكن أن تسبب خللا في الحياة بصفة عامة، وخصوصا بعد دخول الحواسيب والإنترنت في أغلب مجالات الحياة، والمدرسة، والعمل، وحتى العلاقات الاجتماعية.
وفي النهاية الشباب أو صغار السن عموما، أكثر قدرة على التعامل مع هذا الوضع ويستطيعون مواجهته دونا عن كبار السن.
«الأندرويد هيظبطك».. 5 تطبيقات للطلاب لعام دراسي ناجح