"الفهلوة" في الأفلام المصرية
بنتفرج كتير على الأفلام المصرية الأصيلة من أيام الأبيض وأسود نعيمة عاكف بقى وليلى مراد وحسين رياض ومحمود المليجي، وأفلام التمنينات والألوان سعيد صالح وسهير رمزي، لحد أفلام دلوقت منى زكي بقى وهند صبري وأحمد حلمي وغيرهم، أهم حاجة تقدر تلاحظها في كل الأفلام دي هي "الفهلوة" والذكاء المصري اللي الجمهور لازم يشوفه ويقتنع ويعجب بالفيلم كمان.
"صغيرة على الحب"
أكيد كلنا شوفنا فيلم "صغيرة على الحب" سعاد حسني ورشدي أباظة ونادية الجندي، وحبينا الفيلم جدا وبنتفرج عليه مرة واتنين وتلاتة، لكن الفهلوة عنوان الفيلم. شوفت الفستان القصير وتسريحة الأطفال و"البورنيطة" اللي كانت لبساهم سعاد حسني صغروها كام سنة، ده مخرج التلفزيون اللي كان عامل دوره رشدي أباظة اقتنع أن عندها 12 سنة مرة واحدة. وزود على كده صوتها اللي بتغيره وتخليه "مسرسع" بمعنى أصح، ويرجع صوتها تاني طبيعي لما تعمل دور كبيرة بقى. مشاهد كتير جدا في الفيلم غريبة وغير منطقية من أول خطيبها "صلاح" اللي كان بيعمل المسقعة بالورق المحروق بدل اللحمة المفرومة كأن الملمس مثلا مش مختلف خالص، ويتضرب وهو بيدور على سميحة وعامل دور كومبارس وغيره، بس بنفضل نحب الفيلم برده ونتشد أول ما نشوفه في التلفزيون للمرة المليون.
"للرجال فقط"
عمرك اقتنعت أن نادية لطفي وسعاد حسني هما مصطفى وحسن في فيلم "للرجال فقط"، اللي المفروض رايحين موقع حفر تنقيب عن البترول على أنهم رجالة ولابسين لبس رجالي وشنب وباروكة، وصوتهم طبعا اللي لا يمت للرجولة بصلة، الغريب أن كل أبطال الفيلم مقتنعين وما فهموش ابدا أنهم بنات إلا لما اعترفوا هما على نفسهم، وأصحابهم شافو الملابس الحريمي في خزانتهم وبطاقاتهم، غير كده ما كنوش هيعرفو أنهم بنات خالص ولا حتى يشككو في كده. وطبعا زيهم كتير من سهير رمزي في فيلم "حكاية بنت اسمها محمود" ونجلاء فتحي في فيلم "أجمل أيام حياتي" ونادية الجندي في فيلم "بونو بونو" وغيرهم، وطبعا لا يمكن حد من أبطال الفيلم يلاحظ أبدا أنهم بنات وعاملين رجالة، لكن المتفرج بس هو اللي ملاحظ وعامل مقتنع كمان.
"لا تراجع ولا استسلام"
رغم أن فكرة فيلم "لاتراجع ولا استسلام" قايمة على السخرية والاستهزاء من الأسلوب اللي بتتبعه كل الأفلام في القبض على مجرم، لكن برده بتظهر فيه "الفهلوة" المصري طبعا، وازاي أحمد مكي اللي عامل دور حزلئوم قدر ينط من عربية لعربية عشان ينقذ "جيرمين" حبيبته اللي عملت دورها دنيا سمير غانم رغم السرعة الرهيبة اللي بتمشي بيها العربية، ويطلع أذكى من أكبر تاجر مخدرات في مصر اللي أكيد له تجارب كتير ومخ تقيل جدا كمان، لكن هو قدر يضحك عليه ويسلمه للشرطة بكل بساطة. والظريف بقى أن المتفرج طبعا فاهم الفهلوة دي وأن الفيلم كله على بعضه "فاكس" جدا بس بيشوفه عشان يضحك على كام أفيه ويشوف ممثلين بيحبهم. ده مجرد نموذج بس من الأفلام المصرية اللي بترسخ فكرة "الفهلوة" والذكاوة المصري، وفيه أفلام كتير جدا على كده كمان، لأن الفهلوة مش بس فكرة فيلم لكن أسلوب حياة شعب.