حقيقة الألوان وتأثيرها على مزاج الإنسان
هل تذكر تلك اللحظات السعيدة التي كنت تقضيها في طفولتك ترسم وتلون، يتملكك الشغف والبهجة لسبب غير معلوم؟ اليوم لم يعد عالم الألوان حكرا على الصغار فقط، بعد انتشار كتب التلوين الخاصة بالكبار، والدراسات النفسية التي تؤكد أن الألوان لها دور فعال في التخلص من التوتر وضغوط الحياة اليومية.
تعالوا نتعرف على عالم الألوان وتأثيره على نفسية الإنسان..
الشفاء بالألوان
يختلف علماء النفس حول تأثير لون محدد على أشخاص بعينهم، مثل أن يسبب اللون الأبيض حالة من الصفاء النفسي، والأحمر للحيوية أو الرومانسية، والبرتقالي يدخلك في حالة من السعادة، فهذه أمور تختلف من شخص لآخر.
الألوان وتأثيرها النفسي
إلا أن جميع الباحثين على تأثير الألوان الإيجابي على النفس البشرية، وكما جاء بمدونة «arttherapy blog» المعنية بالعلاج النفسي من خلال الفن، فإن بعض الأشخاص يشعورن بالراحة مع الألوان النارية، والبعض الأخر يفضل الألوان الهادئة، كل ما عليك فقط أن تملئ حياتك بالألوان التي تسبب البهجة وتساعد على الراحة النفسية كي تتخلص من ضغوط الحياة.
ألوان الطبيعة
لا يختلف اثنان على تأثير المناظر الطبيعية وألوانها في الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، كثيرا ما تجعله يشعر بالراحة والاسترخاء، خاصة اللونين الأخضر والأزرق، إلا أن كثير منا لا يعلم السبب وراء ذلك.
يرجع بعض الباحثين - طبقا لموقع «هافنجتون بوست» - السبب إلى أن الإنسان نشأ في الطبيعة وهي موطنه الأصلي، وارتبطتت هذه الألوان في مخه بالراحة والأمان ووفرة المواد الغذائية، مقارنة بالبيئة الجافة الموحشة التي يقل فيها اللونان الأخضر والأزرق.
النظر إلى اللون الأزرق يقلل ضغط الدم، والأخضر ينعش الحالة النفسية ويزيد حيوتها، وتقول «لسيلي هارنجتون» الباحثة النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية، إن هذا يفسر لماذا يشعر الناس بالاسترخاء التام أمام منظر السماء الصافية أو البحر الرائق والمساحات الخضراء.
استغلال الألوان
مصممو الإعلانات هم أكثر الناس دراسة للتأثير النفسي للألوان، يستطيعون باستخدام ألوان معينة أن يروجون للمنتجات ويجعلونا مقبلين عليها، على سبيل المثال تستخدم الكثير من المطاعم اللون الأحمر نظرا لدوره في فتح الشهية والشعور بالجوع، لذلك تختار الألوان المستخدمة في صور المأكولات بدقة بالغة لتخلق لديك الرغبة في تناولها.
حقيقة الألوان
في الواقع لا وجود لما يسمى بالألوان في العالم المادي، فجميع الألوان التي نراها موجودة فقط بعقولنا، فعندما نرى شيئا باللون الأحمر هذا يعني فقط أن عين الإنسان تراه أحمر اللون، في حين أن كائنات أخرى قد تراه بصورة مختلفة.
يعتمد ذلك على الخلايا المخروطية في العين، المسئولة عن استقبال الضوء وتحليله إلى الألوان المختلفة، ولدى الحيوانات والحشرات خلايا مختلفة تجعلهم يرون الأشياء بألوان مختلفة عنا.
في هذه الصورة ستجد على اليسار ألوان الزهرة كما يراها الإنسان، وفي المنتصف الزهرة كما تراها بعض الحشرات، وعلى اليمين صورة بالأبيض والأسود فقط.
