«خلي حمادة يلعب».. هكذا يتعلم الأطفال

«خلي حمادة يلعب».. هكذا يتعلم الأطفال

عندما يعبث طفلك بالأشياء الثمينة، أو يحاول أن يمسك بكل شيء أمامه، فهو لا يحاول التدمير، بل يستكشف العالم من حوله ويتعلم خواص الأشياء من خلال اللعب.

يوضح موقع «scholastic»، المختص في تعليم الأطفال، أن الطفل يولد وبداخله فضول هائل نحو العالم المحيط به، ويحاول استكشافه، والتعرف عليه.

ويقول الخبراء التربويين إنه إذا وُجه الأطفال بطريقة صحيحة فإن ذلك سيخلق لديهم حبًا للتعلم. فكيف ذلك؟

خلق ليتعلم

يؤكد موقع «scholastic» أن الطفل يولد ولديه استعداد وقدرة كاملة على التعلم، تظهر منذ ولادته في استكشافه بيئته المحيطة وربط الأشياء ببعضها.

فمثلا الطفل في شهره الأول، عندما يسمع صوتا وينتبه إليه أو يحاول الالتفات برأسه باحثا عن مصدر الصوت، فعقله في هذه اللحظة يعمل على معرفة مصدر الأصوات ويتعلم ربطها بوجوه أصحابها.

أما إذا وجدت طفلك يضغط على زر الإنارة ليطفئه ثم يعيد تشغيله مرة أخرى، فالصراخ في وجهه لن يجدي نفعا؛ فالطفل لا يرغب في إيذاء نفسه أو تعريضها للخطر.

عقل الطفل الصغير في هذا الموقف يحاول إيجاد العلاقة بين الضغط على الزر وإنارة الغرفة، وهذا ليس أمرا سهلا ليستوعبه الطفل في سنواته الأولى.

وبدلا من نهي الطفل عن محاولاته، جرّب مرة بعد مرة أن تشرح له العلاقة بين الضغط على الزر والإضاءة؛ فذلك سيحفزه على التعلم بدلا من أن يخلق فيه الخوف من التجربة.

ولذلك ينصح الخبراء التربويين باختيار الألعاب اليدوية التي تشبع فضول الطفل نحو الاستكشاف والتعلم، وتساعده على تنمية قدارته المعرفية والحركية.

من خلال اللعب يتعلم الطفل تصنيف الألوان والتمييز بينها، كذلك الأحجام والأشكال والتعرف على خواص المواد المختلفة، وتنمو لديه القدرة على التحكم العضلي والإمساك بالأشياء.

الأطفال قبل المرحلة الدراسية ممن يلعبون مع غيرهم، هم أكثر حظا في أن تنمو مهاراتهم الاجتماعية وقدراتهم على التواصل مع غيرهم والتعبير عن أنفسهم.

أما الطفل المنعزل الذي لا يلعب مع الآخرين، فهو أكثر عرضة لأن يصبح طفلا انطوائيا غير قادر على التعامل مع غيره.

الألعاب للتعليم

تقول الخبيرة التربوية آلاء سعد، في تصريحات لـ«شبابيك»، إن: «الألعاب هي عالم الطفل الخاص، فنجد الطفل يتحدث مع لعبته ويحكي لها مشاكله، كما تعتبر المتنفس الذي يهرب إليه عند حدوث توتر أو ضغوط في أسرته».

وتوضح «عندما ننزع اللعبة من الطفل ونلقيه إلى عالم المدرسة، حيث الحفظ والتلقين والمواد الدراسية الجامدة، فإنه ينفر من العملية التعليمية تماما، إذ يشعر أننا انتزعناه من عالمه الخاص، إلى عالم لا ينتمي إليه».

لعب اطفال - شبابيك

تنصح «آلاء سعد» باستخدام اللعب والمجسمات والرسم في العملية التعليمية، لتبسيط المعلومة وتقريبها إلى الطفل، وتشير إلى أن عقل الطفل مصمم على أن يتعلم من خلال المشاهدة، لا من خلال تقديم معلومات مجردة غريبة عليه.

تضيف أيضا أن الصغار يحتاجون إلى التشجيع والتحفييز دائما، وتقول «حتى العلماء الكبار عندما لا يجدون تقديرا في بلادهم، يذهبون لبلاد أخرى تقدر علمهم، فما بالك بالطفل؟»

سلاح ذو حدين

تعتبر الألعاب أهم وسيلة لتعليم الطفل، لكن قد يكون لها أثر سلبي، إذا تم الأمر بطريقة خاطئة.

توضح «آلاء سعد» أن: «استغراق الطفل الكامل مع لعبه قد يجعله منعزلا عن الواقع، ورافضا للتعليم. لكن إذا تم اختيار الألعاب وإدراجها بصورة صحيحة في المنزل والعملية التعليمية؛ فستثري خيال الطفل وتحفزه على الإبداع».

والابتكار في وسائل التعليم الخاصة بالأطفال لا يقف عند مرحلة الطفولة؛ بل يتمد تأثيره حتى الكبر، فالطفل سيتعود على التفكير الإبداعي والوصول إلى المعلومة بطرق مبتكرة، كما تقول «آلاء سعد».  

المصادر ههههههههههه هه

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال