دماغ الطفل يتطور بالطريقة دي في سنواته الأولى (1- 2)

الطفل بيتولد وهو معندوش فكرة عن عالمه الجديد، وبالرغم من كده فهو مش بيقضي الشهور والسنوات الأولى من عمره في الأكل والنوم بس. دماغه بتعمل في صمت، وعقله بيمتص ما حوله ليتطور وينمو.

وعشان كدا فكل اللي بيحصل أمام الطفل يؤثر فيه ويساهم في تطوير عقله ونموه؛ لكن دا بيتطلب تركيزا شديدا من الأبوين حتى لا يؤذيان الطفل ببعض التصرفات اللي ممكن تؤثر على قدراته العقلية بالسلب.

في الموضوع ده «شبابيك» بيقدملك بعض الخطوات اللي هتساهم في نمو وتطور عقل الطفل الرضيع، وتمكن الأبوين من فهم أفضل لطبيعة طفلهما الرضيع والمراحل اللي بيمر بها.

الرضيع بيفهم

موقع«parents» المعني بعلم نفس وتربية الطفل بيقولك بلاش تستهين بقدرات طفلك الرضيع على الفهم، فمن ولادته بيكون قادر على فهم الجو العام اللي حواليه، ويقدر يحدد إذا كانت والدته مثلا حزينة أو سعيدة أو عصبية بسببه.

ويقول رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال «أندور جارنير» إن الطفل بينظر لوجه والدته ويفهم من تعبيراته حالتها النفسية. وعندما يقترب شخص غريب من الطفل، بينظر لوجه والدته، فلو فهم أنها تشعر بقلق من هذا الشخص الغريب، فالطفل هيظهر أنه غير سعيد مع هذا الشخص. والعكس صحيح لو فهم من تعبيرات والدته أن هذا الشخص قريب من العائلة، سيشعر بالارتياح معه.

الحب ينمي عقل الطفل

تدليل الطفل زيادة عن الحد يؤدي إلى إفساده، دي عبارة نسمعها كثيرا، لكن خبراء علم النفس والتربية بينصحوا الآباء بضرورة التفريق بين التدليل الزائد عن الحد وإظهار الحب والاهتمام الكامل بالطفل.

«كلاري ليرنير» مديرة قسم الأمومة في مؤسسة «From zero to three» المتخصصة في تعليم وتربية الأطفال حتى عمر 3 سنوات؛ بتقول إن إعطاء الحب والرعاية للطفل هو أهم شيء بيحتاجه في سنواته الأولى، مش بس عشان سلامته النفسية، لكن العناية والاهتمام وإحساس الطفل بالأمان، شيء أساسي لتطوير قدراته العقلية.

وبتنصح «كلاري» الآباء أنهم يكونوا سند ودعم لأطفالهم دايما، وإن طفلك لازم يشعر أنه لما يبكي أو يلعب هتكون جنبه وبتدعمه في الحالتين.

الشعور بالأمان

تقول «ليرنر» إن شعور الطفل بالأمان بيحفز عقله ويسرع نموه. وإذا كان طفلك سريع البكاء فلمستك أو حضنك له هتساعد على تهدئة جهازه العصبي وهتمنع هرمون التوتر «الكورتيزول» من التأثير الضار عليه. وسواء طفلك استمر في البكاء أو ابتدى يهدأ بعد فترة، فمحاولتك هيكون ليها تأثير كبير على نمو عقله بطريقة صحية.

انظر في عينيه

انظري لطفلك كثيرا وتواصلي معه بعينيك وأنتِ بتلعبي معه أو ترضعينه أو تحملينه بين ذراعيك. فالتواصل البصري بينك وبين رضيعك بيحفز عقله أكثر لتلقي واستيعاب المعلومات.

الباحثة في علم النفس التطوري، «ماليندا كاربنتر» بتؤكد كمان أن التواصل البصري مع الطفل بيطور قدرات الطفل في تعلم اللغة وفهم تصرفات الناس وردود أفعالهم.

الطفل يتعلم لا يلعب

عندما يمسك طفلك بلعبة أو كتاب فهو لا يلعب أو يعبث لكنه يتعلم؛ فهو يحاول بعقله الصغير تكوين فكرة عما حوله من خلال حواسه. الباحثة التربوية «ليرنر» بتقول إن هذه العملية بالنسبة للطفل بتعتبر عمل شاق، فتركيز الطفل على حاجة معين لمدة من 10 – 15 ثانية يساوي تركيز الشخص البالغ على إنجاز بعض الأعمال لمدة ساعة كاملة.

التفاعل الجسدي

الطفل بيتفاعل مع الآخرين عن طريق تحريك جسمه، والتلويح بيديه أو قدميه أو دفع جسده الصغير إلى الأمام. وتنصح «ليرنر» بتشجيع الطفل على التواصل مع الناس بجسمه، لأنه الأساس اللي بيتعلم منه التفاعل والكلام وأخذ دوره في الحوار.

وتنصح «ليرنر» الآباء والأمهات باستخدام تعابير وحركات الوجه عند الحديث مع أطفالهم، عشان يقلدهم الطفل ويبتدي يتفاعل معهم.

إطالة النظر

ابتداء من الأسبوع السادس ستجد الطفل بيطيل النظر في الأشياء الجديدة عليه، وهذا لا يعني أنه يريد اللعب بها، لكنه يتعلم عن طريق النظر للأشياء، فيتعرف عليها ويكون فكرة عنها، عن ألوانها وحجمها وشكلها وظيفتها.

والدراسات اللي حصلت في جامعة «آيوا» الأمريكية، تنصحك إذا وجدت الطفل مهتما بشيء معين أن تبقيه أمامه لأطول فترة ممكنة. والخبراء كمان وجدوا علاقة بين عدم قدرة الأطفال على التركيز في حاجة واحدة لفترة طويلة، وبين مشاكل التعلم اللي بتقابلهم في سن المدرسة.

التكرار يعلم الشطار

لا داعي للانزعاج على الإطلاق عندما ترى طفلك الرضيع في عمر الـ10 شهور، بيكرر نشاط معين أو لعبة معينة بطريقة مبالغ فيها. الأطفال بيتعلموا عن طريق التكرار، فهم بيكرروا الأنشطة والألعاب لحد ما يشعروا أنهم تحكموا فيها.

والدكتور «أندور جارنير» بيؤكد هذا الكلام وبيقول إن الطفل بيستمتع بالتجربة وبيفرح جدا لما يفهم العلاقة بين السبب والنتيجة للتصرف اللي بيقوم به.

الرضاعة الطبيعية

الآباء والأمهات دائما بيسمعوا أن الرضاعة الطبيعية مفيدة لصحة الطفل الرضيع. لكن دراسة لجامعة «براون» الأمريكية أكدت أن الأطفال اللي رضعوا طبيعي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، كانت المادة البيضاء في أدمغتهم أكبر بنسبة من 20 إلى 30%. والمادة البيضاء هي المادة المسؤولة عن تسريع الإشارات الطبيعية في المخ وتطوير قدرات الأطفال في التعامل مع اللغة والمشاعر والإدراك.