انتبه.. هذه الكائنات تسكن وتأكل وتبيض في جفونك
أحيانا يكون الجهل نعمة، وهذا ينطبق على جهلنا بالكائنات التي تعيش في مختلف أنحاء أجسادنا، ومنها الجفون، فهي تشكل نظاما بيئيا كاملا وتحيا حياة كاملة، من التغذية والتكاثر والنوم أيضا، وربما –لحسن الحظ- نحن غير قادرين على رؤيتها لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة في جفون جميع البشر.
وربما إذا اتيحت لك فرصة رؤية أشكال تلك الكائنات بشكل دائم على جسدك، لقضيت حياتك كلها تستحم وتنظف جسدك للتخلص منها، إلا أن الخبر السيء هو أن هناك أنواع منها موجودة كجزء من جسدك سواء كنت نظيفًا أم لا، وليس لها علاقة بالاستحمام أو النظافة.
إن جسدك عبارة عن مجتمع كامل، يحيا فيه مئات الآلاف من الكائنات الحية التي تعيش وتتكاثر بداخل مختلف أجزاء الجسد.
المفارقة أنه عندما قام العلماء بدراسة تلك الكائنات تحت الميكروسكوب وجدوا أن هناك فرق في تركيب الجينات بين الكائنات الموجودة في جفون البشر في الصين عن تلك الموجودة في جفون الأمريكيين.
اقرأ أيضا.. تعديل الجينات البشرية لأول مرة في بريطانيا
وقال تقرير نشرته BBC إن دراسة أصول تلك الكائنات قد يظهر أي الجنسيات أقرب لأصول بعضها البعض، لأن تركيب هذه الكائنات يتحدد من جينات تنتقل للطفل من الأم والأب والأجداد، لكنها تتكون وتبدأ نشاطها في مرحلة البلوغ.
وإذا نظرنا في جفونك وحواجبك سنجد ما يسمى بـ Demodex وتسمى أيضا بدودة الجفن أو عث الجفون، وهي تعيش في التجاويف وفي بصيلات الشعر صباحا وتنشط مساء، حيث تتجول وتأكل الجلد الميت وتتكاثر، تاركة بيوضها في مكان آمن داخل الجلد، ثم تعود للنوم مجددًا داخل بصيلات الشعر.
وتستغرق دورة حياة هذا العث من 18 إلى 24 يوماً، وتضع الأنثى خلالها من 20 إلى 24 بيضة داخل كل شعرة.
ليس هذا فقط، بل إن هذا العث ليس لديه فتحة شرج، بينما هو يتناول جلدك كطعام، لكنه لا يستطيع التخلص من فضلاته وبالتالي تحتبس تلك الفضلات بداخله، وتسبب تضخم جسده، حتى إذا مات انفجر جسده بما يحمله من فضلات تراكمت طوال حياته، وتتناثر تلك الفضلات حول مسام الجلد وبصيلات الشعر، وفي بعض الأوقات لدى الأشخاص من ذوي البشرة الحساسة يكون هذا سبب قوي لظهور كثير من أعراض الحبوب وأحمرار الجفون والحكة وغيرها من المشاكل الجلدية.
وقد طورت كثير من الشركات مركبات كيميائية مخصصة للقضاء على هذا العث، وثبت أنها تقضي عليه بنسبة 48%، لكن العلماء لم يحددوا بعد ما هي الأثار السلبية التي قد تنتج عن نقص دودة الـ Demodex عن المعدل الطبيعي في الجفون.
في هذه الصور الميكروسكوبية المقربة ستتعرف على الكائنات التي تسكن جفونك، دون علمك.
