في يوم الطالب المصري.. كابوس فبراير يطارد الطلاب
يرتبط شهر فبراير ارتباطا وثيقا بالطلاب، فمنذ أكثر من 70 عاما وقعت أحداث كوبري عباس التي أدمت قلوب العديد من الأسر المصرية، والتي بحّت فيها حناجر الطلاب للمطالبة بعدم الدخول في تفاوض مع المحتل الإنجليزي إلا على الجلاء التام، وفي نهايته يكون يوم الطالب المصري.
في عام 2016، ما زال فبراير الأسود يمثل شبحا يطارد الطلاب، حيث وقع فيه خلال هذا العام العديد من الأحداث التي عكرت صفو طلاب مصر.
أحداث كوبري عباس
التاسع من فبراير عام 1946، أصدرت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة ـ وكانت بمثابة الاتحاد العالم للطلاب ـ قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة يوم 9 فبراير لمناقشة حالة البلاد في ظل الاحتلال وهاجمت مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا الذي يحمل معنى الحماية الاستعمارية.
انعقد المؤتمر العام الأول فى يوم 9 فبراير 1946 في جامعة فؤاد الأول ـ جامعة القاهرة حاليًا ـ وخرجت من مظاهرة طلابية كبيرة عبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها، وبدأ الاعتداء على الطلبة فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد.
يوم الطالب المصري
اللجنة الوطنية للطلبة والعمال على إثر ذلك بالدعوة لإضراب عام يوم ٢١ فبراير تطالب بالاستقلال وجلاء المحتل الإنجليزي، واستجاب لتلك الدعوة عشرات الآلاف من المواطنين طلاب وغير طلاب في محافظات عدة، وفي القاهرة توجهوا إلى ميدان الإسماعيلية –التحرير- حيث التقوا بالحامية الإنجليزية وقاموا بإحراق ثكناتها وردت الحامية بإطلاق وابل من الرصاص على جموع المتظاهرين وقتل في تلك الأحداث أكثر من ٢٣ شهيد في مختلف محافظات مصر، وكان من آثار المترتبة على تلك الانتفاضة أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا، كلمنت أتلي، عزم قوات الاحتلال الانسحاب من القاهرة والدلتا وتمركزها بالقاعدة البريطانية في منطقة قناة السويس، وتم تخصيص هذا اليوم للطالب المصري.
مقتل طالب إيطالي بمصر
مطلع شهر فبراير من عام 2016، أعلنت السلطات المصرية العثور على جثة الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي اختفي في الذكرى الخامسة لثورة يناير، وعليه آثار تعذيب
جريدة «الإندبندنت» علقت على الحادث في تقرير بعنوان: هل يمثل مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني أحدث جريمة قتل برعاية الدولة في مصر؟، بأن مصر تتحول تدريجيا لتصبح دولة بلاقانون مضيفة أن الجثة التى كانت عارية النصف السفلي ومشوهة وجدت على جانب طريق الإسكندرية قرب أحد ضواحي العاصمة المصرية.
صفع طالب على وجهه
منتصف فبراير عام 2016، اعتدى عميد المعهد الفني الصحي بالإسكندرية، الدكتور سعيد جابر، على أحد طلاب المعهد وقام بضربه على وجهه، أثناء تظاهر الطلاب في ساحة المعهد، للمطالبة بإلغاء القرار رقم 820 والذي أصدره وزير التعليم العالي والصحة، والذي يقضي بإلغاء بعض الشعب والأقسام الملتحقين بها، وتخفيض مستوى الشهادة التى سيحصلون عليها من فوق متوسط إلى شهادة متوسطة تعادل الدبلوم- بحسب الطلاب.
عميد المعهد الفني الصحي بالإسكندرية "يضرب طالب بالقلم"عميد المعهد الفني الصحي بـ #الإسكندرية "يضرب طالب بالقلم" التفاصيل وأول تعليق للطالب بالفيديو: shbabbek.com/SH-48409 Posted by شبابيك-shbabbek on 15 فبراير، 2016
واتسعت دائرة احتجاج طلاب مدارس ومعاهد التمريض لتشمل معهد الإسكندرية ومدرسة الدلنجات بالبحيرة وطلاب المعهد الفني بدمنهور ومعهد طنطا وكفر الشيخ والإسكندرية والعريش، معلنين إضرابهم عن النزول للتدريب العملي داخل المستشفيات أو دخول قاعات المحاضرات.
تصاعد أزمة اتحاد طلاب مصر
في 17 من شهر فبراير 2016، كان الطلاب على موعد مع قرار لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة للإعلان عن رأيها في قانونية الانتخابات الطلابية، والذي جاء بحفظ أوراق الدعوى لوجود منازعات قانونية أمام القضاء الإداري، ما أثار غضب الطلاب.
عقب قرار اللجنة دعا رئيس اتحا طلاب مصر –غير المعتمد- الطالب عبد الله أنور إلى اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد طلاب مصر، السبت، 27 فبراير.
وبدأت أزمة اتحاد الطلاب مع وزارة التعليم العالي، عقب إعلان اللجنة المشرفة على الانتخابات إلغاء نتيجة فوز رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه، بسبب الطعن المقدم من جامعة الإسكندرية ببطلان إجراء الانتخابات لمشاركة نائب رئيس اتحاد جامعة الزقازيق الفائز بـ«خطأ إجرائي»، ومع تصعيد الأزمة بين الطلاب ووزارة التعليم العالي، قرر الوزير إحالة ملف الانتخابات للجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة للنظر في صحة الانتخابات.
انتهاكات
عقب أحداث 30 يونيو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، شهدت العديد من الجامعات المصرية مظاهرات واشتباكات مع قوات الأمن، ووفق ما ذكرته تقارير حقوقية فإن هناك ما يقارب من 228 طالبا قتلوا في مظاهرات مناهضة للدولة، كما تم القبض على 3242 طالبا، من بينهم 223 طالبا تم إحالتهم للنيابة العسكرية.