كيف تعرف أنك في علاقة عاطفية ناضجة؟

كيف تعرف أنك في علاقة عاطفية ناضجة؟

إذا أردت علاقة عاطفية ناضجة، يجب أن تكون ناضجا أولا، وتبتعد عن التصرفات الطفولية التي قد تقتل علاقتك بشريك حياتك باسم الحب.

الشعور بالحب مهم في حياتنا، لكنه بالتأكيد شيء أعمق بكثير من الاشتياق، واللهفة التي تشعر بها في وجود من تحب، فهذه الأشياء، رغم روعتها، ليست كافية لتؤسس لعلاقة ناضجة تتحدى الزمن.

العلاقة الناضجة ببساطة تسير بمنتهى السلاسة والدعم حتى في الأوقات التي تظهر فيها مشاكل بينكما، فأنتما تعرفان جيدا كيف تتجاوزان هذه الفترة لتخرج علاقتكما منها أقوى ما تكون.

وهناك علامات كثيرة ستخبرك إذا كنت تسير مع شريك حياتك في علاقة صحية وناضجة أم أنكما تحتاجان لوقفة لتقييم هذه العلاقة وإعادتها لمسارها الصحيح. فتعالوا بنا نتعرف على هذه العلامات في السطور التالية.

مناقشة مشاعركما

في حين أن مناقشة مشاعرك مع شريك حياتك يعد أمرا صعبا للكثيرين، إلا أنه علامة هامة على كونك في علاقة ناضجة. حيث يمكنك إخباره متى تكون سعيدا أو حزينا لكلمة قالها أو فعل قام به، دون أن يكون هناك أي نوع من التردد أو الخوف من رد فعله، فلا وجود للحساسيات بينكما.

في العلاقات الناضجة قد تختلفان في وجهات النظر، لكنكما لا تتشاجران أبدا؛ فأنتما تعرفان طريقة بعضكما في الخلاف، وتستطيعان مناقشها بأسلوب أكثر نضجا. وأنت كذلك تعرف طباعه جيدا، عندما يكون غاضبا وغير قادر على الكلام، أو متى يستطيع مصارحتك بشيء ما.

لكل طرف حياته الخاصة

العلاقات غير الناضجة لا تتسم بالاستقلالية، فتكون هناك اعتمادية كبيرة من طرف على آخر. أما العلاقات الناضجة، فيكون لكل منكما حياته الخاصة التي يستطيع أن يديرها جيدا وأن يحصل على قدر مريح من الاستقلال والخصوصية، دون مجال لهذا القلق الشديد أو الشك في تصرفات شريك حياتك وهو بعيد عنك.

من الطبيعي أن تقضيان الكثير من الوقت بعيدا عن بعضكما. أما المطاردة والحديث بالساعات، ومحاولة التدخل في تفاصيل حياته ومعرفة في أي مكان يكون، ومع من، وماذا يفعل فهي غير مجدية على الإطلاق؛ وتدل على قلة الثقة أو محاولة السيطرة على حياة شريكك. فالعلاقة الصحية تساعدك على طموحك وحياتك الخاصة ولا تسلبك منها.

لا مجال للغيرة

على الرغم من أن الغيرة تكون صحية في بعض المواقف وبنسب بسيطة، لكن في العلاقات الناضجة التي تغلب عليها الثقة، ستكون متأكدا أن شريك حياتك لن يفعل شيئا يعلم أنه يضايقك أو يفشي لك سرا.

وقد يكون لكل منكما أصدقاء من الجنس الآخر، دون أن يتحول أحدكما إلى مطارد للآخر، فالغيرة تشتعل عندما تشعر بعدم الأمان في العلاقة. لكن في العلاقات الناضجة أن تعلم أن شريكك لن يخون ثقتك، لأن الرباط بينكما قوي جدا، ولن يدع أي مجال للظنون. وتدركان أن الغيرة إهدار للعلاقة ولمشاعركما في غير محلها.

تناقشان العلاقة الحميمة

لأن العلاقة الحميمة مهمة لتظل علاقتكما صحية وسعيدة، ففي العلاقات الناضجة تستطيع مناقشة هذا الأمر مع شريك حياتك دون حرج، سواء احتياجاتكما أو مخاوفكما أو المشاكل التي تواجهكما وكيف تجعلان هذه العلاقة أفضل.

أما عدم قدرتكما على النقاش معا حول العلاقة الحميمة، فهو يعني وجود شيء خطأ في علاقتك بشريك حياتك بصفة عامة.

مسؤولية متساوية

في العلاقات الناضجة تتشاركان المسؤولية وواجبات الحياة بالتساوي، ولا مشكلة إن كان أحدكم يعمل أكثر قليلا من الآخر، لكن لا أحد يلقي بحموله على الآخر تماما، لأن دور كل منكما هو دعم الطرف الثاني، لا تحميله ما لا يطيق.

لا تخف من التصريح بحبك

بالنسبة للبعض فإن كلمة «أحبك» تعتبر مشكلة كبيرة وشاقة للغاية. لكن في العلاقات الناضجة يكون التعبير عن الحب سلسلا ومستمرا، سواء بقول كلمة «أحبك» صراحة أو بغيرها من الوسائل. فلا مجال للخوف من التعبير عن حبك الدائم لشريك حياتك.

أيضا سمة أساسية للعلاقات الناضجة هو خلوها من الدراما. وأن تشعر أن أبسط الأشياء هي مهمة صعبة للغاية. فالعلاقة المستقرة تجعل كل شيء سهلا وسلسلا. فأنت وشريك حياتك تسيران على إيقاع منسجم. فالشعور المستمر بالغضب أو القلق أو عدم الأمان الذي يصاحب أغلب العلاقات المعقدة لا مجال له هنا.

لا تريد تغييره

في العلاقات الصحية لا يجب أن يكون هدفك تغيير شريك حياتك. ولا مانع أن تساعده على تغيير بعض العيوب الصغيرة، لكن هذا أمر مختلف تماما عن إذا أردت تغيير شخصيته أو من يكون أو تجعله مثاليا من وجهة نظرك، لأنه لا يجب على أحدكما أن يكون مثاليا، فقد أحببتما بعضكما هكذا.

شيء آخر وهو أنه في العلاقات الناضجة، يستطيع شريك حياتك إخراج أفضل ما فيك. حتى في المواقف التي قد تتصرف فيها تصرفا سيئا، سيعلمك حبك له أن تتداركها وتتعامل معها.

المصادر 

1 2 اخترنا لك .. 221 222 223 224

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال