حكاية «التوقيت الصيفي».. من مندوب أمريكا لرئيس وزراء مصر

حكاية «التوقيت الصيفي».. من مندوب أمريكا لرئيس وزراء مصر

لم يكن يتوقع بنيامين فرانكلين حينما اقترح العمل بفكرة التوقيت الصيفي، أنها ستسبب في كل هذا الإزعاج وبخاصة حينما تقرر الدولة تأخيره عن الوقت المعتاد من كل عام، لتبقى العقول حائرة لتتسأل أيهمها أصح؟.

هل هي «ساعة الموبايل الذي قرر من تلقاء نفسه بدء التوقيت الصيفي أم ساعة التليفزيون الذي يؤكد لنا أن التوقيت لم يبدأ بعد».

بعيدًا عن ميعاد التوقيت الذي قرر مجلس الوزراء تأجيله على أن يتم التطبيق اعتبارًا من ليل يوم الخميس الموافق 7 يوليو 2016 وحتى نهاية أكتوبر، هناك من يتسائل عن قصة التوقيت الصيفي ولا يعرفها؟، والآن إليك القصة.

البداية

تعود فكرة التوقيت الصيفي إلى العالم الأمريكي الشهير بنيامين فرانكلين عام 1784، حينما قال: «عدت إلى المنزل نحو الثالثة بعد منتصف الليل لأنام، لكنني تفاجئت بضجيج أيقظني نحو الساعة السادسة صباحًا، فإذا بالنور يملىء عيني فظننت أنني نسيت الفوانيس مشتعلة، لكن سرعان ما أدركت أن أشعة الشمس المشرقة دخلت الغرفة في هذا الوقت المبكر».

ويضيف العالم فى مذكراته: «لولا هذه الحادثة لكنت نمت ست ساعات أخرى فى ضوء النهار، ولكن بالمقابل بقيت الليلة اللاحقة مستيقظاً لست ساعات على ضوء الشموع».

اقتراح

تقدم «فرانكلين» عام 1784م باعتباره مندوبًا للولايات المتحدة الأمريكية، باقتراح وذلك أثناء عرضه خطة اقتصادية، تطالب باستخدام توقيتًا خاصًا في الدول الصناعية التي يزداد الفارق فيها بين النهار والليل خلال فصل الصيف، وبناءً عليه تتم زيادة ساعة واحدة على التوقيت الشتوي، بما يعني استغلال النهار في العمل ومن ثم التوفير في الطاقة المستخدمة فى المصانع والمنازل، إلا أن فكرة بنيامين لم تجد أي اهتمام يذكر حينها.

1895 كلاكيت تاني مرة

لم يتأثر عالم الحشرات النيوزلندي جورج فيرمون هودسون، بما لاقاه فرانكلين، وفي سنة 1895 تقدم بورقة إلى جمعية الفلسفة في ولينغتون؛ لاستغلال ساعتين من وقت النهار، وقد لاقت الورقة اهتمامًا في مدينة كرايستشرش بنيوزلندا، فأتبعها بورقةٍ أخرى في سنة 1898.

وليم ويليت

بريطاني الجنسية وصاحب فركة طرح فكرة العمل بالتوقيت الصيفي سنة 1905، حيث أخذ الاقتراح عضو البرلمان اليساري روبرت بيرس، وقدَّم بدوره ورقة استغلال الوقت إلى مجلس النواب في 12 فبراير سنة 1908.

تمَّ إعداد لجنة اختيارٍ لفحص الورقة، لكنها لم تُسَنَّ كقانون، وفشلت أوراقٌ أخرى في السنوات التالية سعت إلى الهدف ذاته، وقد استمرَّ وليام ويليت بمحاولة الضَّغط على المسئولين في المملكة المتحدة لاعتماد الاقتراح حتى وفاته في عام 1915.

حيز التنفيذ

كانت ألمانيا هي الأولى في اتخاذ هذا الإجراء، حيث أجبرت الحرب العالمية الأولى الأطراف المتحاربة على البحث عن سبل للحفاظ على الطاقة، ثم تلتها بريطانيا‏، وبعد أن انتهت الحرب تخلت معظم الدول عن هذا النظام.

ولكن مع زيادة الفاتورة النفطية على الدول خاصة غير المنتجة للنفط لجأت معظمها إلى العمل بنظام التوقيت الصيفي؛ توفيرًا للطاقة وتخفيضًا لتكلفة الفاتورة النفطية، لدرجة أن الدول التي أصبحت تعتمد على التوقيت الصيفي وصلت إلى 87 دولة في العالم، منها 55 دولة في أوروبا و9 في الشرق الأوسط و 11 في أمريكا الشمالية و5 في أمريكا الجنوبية و 4 دول في أوقيانوسيا و3 في إفريقيا.

مصر والتوقيت الصيفي

طوال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التزمت الدولة بالعمل بالتوقيت الصيفي، ولكن بعد ثورة 25 يناير وانتهاء حكم مبارك قرر عصام شرف رئيس وزراء مصر حينها، وقف العمل به في إبريل 2011، مشيرًا إلى أنه لا يؤثر على استخدام الكهرباء.

ولكن في 2014، قرر المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء استئناف العمل به، بهدف تقليل استخدام الأحمال الكهربائية، ليقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلغاءه عام 2015، ليعود ثانيةً في يوليو 2016. المراجعة كيف-تتخلص-من-عادات

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات