للمرأة.. سيبي الراجل في الكهف «أحسنلك»
حينما تواجه الرجل مشكلة يسعى لحلها بنفسه في هدوء، وإذا كان غير قادر على الوصول لحل، فإنه يشغل نفسه عن المشكلة لينساها.
المرأة لا تواجه مشاكلها بنفس طريقة الرجل، لذا تحدث كثير من المشكلات بسبب محاولاتها المستميتة لتقديم الحلول للرجل.
في هذا التقرير نوضح للمرأة ما ينبغي عليها فعله عندما يواجه رجلها مشكلة من خلال الاستعانة بكتاب «الرجال من المريخ، النساء من الزهرة» للكاتب جون جراي، الخبير في مجال التواصل والعلاقات.
كيف يواجه الرجل مشكلاته؟
الرجل عندما يواجه مشكلة ما تثقل كاهله، فإنه يحب أن يحلها بنفسه إلا إذا كان تدخل الغير (صديقه مثلا) ضروري جدا.
لذا يلتزم الرجل الصمت ويقلب المشكلة في رأسه، لعله يجد لها حلا، فإذا لم يكن قادرا على الوصول لحل، فإنه يقوم بشيء لينسى المشكلة مثل ممارسة لعبة، أو مشاهدة التلفزيون.
وعكس الرجل، حينما تواجه المرأة مشكلة، تبحث عن شخص تثق فيه للتحدث إليه بتفصيل دقيق عن مشكلاتها، وهذا الفعل يجعلها تشعر ببعض التحسن حتى لو لم تحل مشكلتها، لذا عندما لا يفعل الرجل ذلك تستشيط غضبا وتحدث المشكلات.
5% فقط لك
نتيجة الضغط النفسي الذي يعيشه بسبب المشكلة التي تواجهه، ينسحب الرجل على كهف عقله، ويركز على حل هذه المشكلة. ويفقد الوعي بكل شيء آخر بصورة مؤقتة، وتتقهقر المشكلات الأخرى الصغيرة والمسؤوليات إلى الخلف.
في هذا الوقت، حينما يدور حديث بين الرجل والمرأة في المنزل يبدو كأن 5% فقط من عقله متاح للعلاقة بينما 95% الأخرى لا تزال في الشغل، لأن وعيه الكامل في الحقيقة يقلب مشكلته ليجد لها حلا، فإذا وجد الحل سيخرج من كهفه ويكون حاضرا بذهنه.
وإن لم يجد الرجل حلا لمشكلته، فإنه يُجر لحل مشكلات صغيرة مثل قراءة الأخبار، أو ممارسة لعبة، وأي نشاط تنافسي يتطلب في الأصل 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته ويصبح متحررا، ثم في اليوم التالي يستطيع أن يعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح.
مشكلة النساء من كهف الرجل
المرأة لا تفهم كيف يتعايش الرجل مع الضغط النفسي، لذا حينما يعلق الرجل بكهفه ويكون عاجزا عن منح شريكته الانتباه الذي تستحقه، يصبح من الصعب عليها أن تتقبله في هذه الأوقات لأنها لا تدري كم هو مجهد، فتفترض خطأ حينما يتجاهلها وهو عالق بالتفكير في حل لمشكلته أنه لا يهتم بها وتشعر بألم حين يشاهد التلفزيون أو يذهب للعب الكرة مثلا.
وتحدث المشكلات بين المرأة والرجل، عندما تبدأ مثلا في القول «إنك لا تنصت». قد يكون الرجل منشغلا بالتفكير في حل المشكلة الكبرى التي يواجهها، إلا أن جزء من تركيزه- 5%- موجه ليستمع لحديثها، وفي هذا الوقت تظن المرأة أن رجلها "بلا مشاعر"، وهذا بالتالي يشغل غضب الرجل لأنه يرى أنه في الأساس يحل مشكلات لينفعها.
ما الحل
لا بد ألا تأخذ المرأة في هذا الوقت الأمر بطريقة شخصية، وتدرك أن الرجل يتعايش مع الضغط بطريقته الخاصة، لأن عدم إدراك ذلك قد يعرضها للحرق من «التنين» الذي تحاول أن تخرجه من كهفه قبل أن يحل مشكلته، وستندلع حينها كثير من المشكلات. من الممكن عزيزتي المرأة أن تشغلي نفسك بأمور أخرى كالقراءة عندما يدخل الرجل كهفه أفضل.
في المقابل بمعرفة طبيعة المرأة في مواجهة مشكلاتها الذي سنتحدث عنه لاحقا بالتفصيل، على الرجل أن يتفهم حق المرأة في أن تتحدث عن شعورها بالتجاهل.