رئيس التحرير أحمد متولي
 تدخين البنات في مصر

تدخين البنات في مصر


المدخنات في مصر.. هذه دوافعهن للتمرد على المجتمع (اسمع)

تدخين البنات في مصر ظاهرة تتوسع يوما بعد يوم، تجدهن في الكافيهات والنوادي والمقاهي أيضًا، وبعضهن يتوارى خفية بعيدا عن أعين ذويهم.

المرأة كالرجل، لديها أسبابها الخاصة التي تدفعها للتدخين. البعض يرى أن تدخين المرأة علامة على الاستقلالية والمساوة بينها وبين الرجل.. فهل تلجأ المرأة للتدخين لهذا السبب حقًا، أم هناك أسباب أخرى؟

«شبابيك» حاور مجموعة من الفتيات المدخنات، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع كل منهن للتدخين، وكذلك رأي علماء النفس في هذه الدوافع.

حق الاختيار

نانسي سالم  تبلغ من العمر 26 عاما، وبدأت تدخين في الـ22 من عمرها تقول «الفكرة في حق الاختيار للبنت، أنا كنت رافضة أن المجتمع هو اللي يصنفني أو يختار ليا».

وتوضح: «أنا شايفة إن الناس لازم تتصدم في حاجات كتير، عشان تبدأ تستوعب أن أي حد من حقه يختار سواء راجل أو ست، وبالأخص الست».

احصاء بعدد المدخنات في مصر

كما في التصميم المرفق، فنسبة المدخنات الإناث تصل 1% من إجمالي أعداد المصريين، أي قرابة مليون مدخنة، بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء ووزارة القوى العاملة في تقرير يعود لعام 2015.

الكبت يولد الانفجار

تقول هدى خالد خريجة إعلام :«التحكم من الأهل كان شديد جدا.. وكل تصرفاتهم الغلط خلاني في الآخر مش عايزة أكون زيهم، وبقى عندي مبدأ أني هعمل الغلط لأني معنديش استعداد أعمل الصح بطريقة ناقصة».

تصف الخبيرة التربوية بثينة عبد الرؤوف، في حديثها لـ«شبابيك»، حالة هدى خالد، باللجوء للدافع الانتقامي، فالتمييز بين الذكور والإناث وازدواجية المجتمع، تدفع الفتاة للانتقام من المجتمع ومن الكبت الذي تعيشه، فتلجأ للتدخين».

هاي كلاس

تقول مريم مجدي التي تعمل في مجال التسويق: «اتولدت في مستوى اجتماعي السجاير بالنسبة له شيء عادي للأولاد أو البنات».

وتضيف مريم: «بسبب المستوى الاجتماعي ده، بواجه مشاكل في الشغل، وصلت لمرحلة أني مش بقبل بأي شغل غير لما اتأكد الأول أن دماغهم متقبلة لفكرة أن البنت تشرب سجاير عادي».

تقول الدكتورة بثينة: «بسبب العزلة الاجتماعية، نرى تصرفات الطبقات العليا تحررا من القيود الاجتماعية، بينما يرونها هم شيئًا طبيعيًا وأسلوب حياة، وعلى النقيض يرون المجتمع الذي يتمسك بالتقاليد متخلفًا أو غير طبيعي».

young woman smoking cigarette

وفي المحافظات أيضًا

تقول: آلاء محمد، (اسم مستعار) طالبة ثانوية من محافظة المنوفية: «لما بدأت أشرب سجاير كان بهدف أني عايزة أعيش حياتي وأعمل كل حاجة خارجة عن المألوف، زي الخروج والسهر، حتى كان نفسي أتعلم سباحة؛ بس بدون ما أعمل حاجة غلط.. ولأن مفيش إمكانية أعمل كل ده دلوقتي، ووقتها السجاير هي اللي كانت سهلة ومتاحة».

اقرأ أيضا⇐«هل تنهي صداقتك مع شخص ما لهذه الأسباب مثل هؤلاء؟»

ضغوط الحياة هي السبب

هدير سعيد (34 عاما) وبدأت التدخين في الـ23 من عمرها: «جايز كنت بحاول أخفف ضغط الشغل والظروف المحيطة، بأني أنفخ واخرج الضغط».

وعن نظرة البعض لها بأن تدخينها أمر شاذ وغير مقبول، تقول «بتجاهلهم وميفرقوش معايا.. المهم أنا عايزة ايه وبعمل إيه في حياتي، يعني المهم أكون أنا في نظر نفسي إيه». كما أن زوجها يعلم بتدخينها.

وتوضح الدكتورة بثيتة عبد الرؤوف، أن البيئة المحيطة والتحدي يوهم الإنسان بضرورة التحرر والاستقلالية وإحدى مظاهر ذلك التدخين.

كما تؤيد الخبيرة التربوية احتمالية أن يكون الدافع وراء تدخين السيدات متنفسًا للضغوط النفسية، خاصة المتعقلة منها بالأسرة.

الدوافع-النفسية-للتدخين

السينما تشوه صورة المرأة المدخنة

تقول أمنية أحمد (اسم مستعار) طالبة إذاعة وتليفيزيون: «الأفلام والمسلسلات وضعت البنت المدخنة في قالب سيء جدا، وفي المقابل كانت صورة البنت «الملاك» اللي مش بتدخن»، تضيف «ربط التدخين بالأخلاق البايظة، وشرب الخمور، والموضوع بيبقى فيه مبالغة كبيرة جدًا، وغير واقعي كمان، لأن البنت المدخنة بتكون إنسانة عادية جدا.. لكن الناس معندهاش وعي، وبيعتبروا السينما واقع بديل».

تدخين البنات

أدخن وصحتي جيدة!

يرد استشاري النساء والتوليد بالقصر العيني، الدكتور عمرو حسن، على بعض الفتيات ممن برون أن صحتهن لا تتأثر بالتدخين، قائلا: «آثار التدخين تظهر بالتدريج، وتصل لذروتها بعد سن اليأس، حينما تقل مستويات هرمون الأنوثة «الأستروجين» لذي يحمي المرأة من تصلب الشرايين، كما تقل الحركة أيضًا وتزداد نسبة الكولسترول والسكر في الدم؛ ما يجعل الجسم بيئة مجهزة للإصابة بالقلب، في وجود عامل خطر مثل التدخين».

أضرار التدخين

وفي إحصائية لمنظمة الصحة العالمية عام 2014 فتدخين التبغ يتسبب في مقتل أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم، منهم أكثر من 5 ملايين من المدخنين أو من سبق لهم التدخين. وأكثر من 600 ألف شخص من المعرضين للتدخين السلبي.

اقرأ أيضا⇐«احذر.. منزلك بدون «فينج شواي» قد يصيبك بالاكتئاب»

 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال