رسام الإسكندرية ذو الـ15 عاما.. دقيقتان تؤخران حلم العالمية (حوار)
كتبت: مي مصطفى
عادة ما يسلك الرّسامون طريقا طويلا من التعلم والممارسة للوصول لمرحلة الاحتراف، ويبدأون برسم أدوات مكتبية أو قطع أثاث ثم المناظر الطبيعية قبل أن يجازفوا برسم البورتريهات.
لكن هذا لم يحدث مع الطفل السكندري أحمد المكاوي صاحب الـ15 عاما، الذي قرر أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون ليخترق سريعا عالم البورتريهات بحرفية نادرا ما تكون لدى طفل في سنه.
يقول «المكاوي» إنه اكتشف موهبته في سن التاسعة وبدأ التعامل معها بشكل جاد من عمر 11 سنة، وهو ما يعني أن عمره الفني لم يتعد 4 سنوات، ولكن استطاع خلالها رسم عدد من وجوه الفنانين والمشاهير أذهلت أصدقائه ومتابعيه على صفحته عبر «فيس بوك» خاصة بعد علمهم بعمره الصغير، حتى أن الفنان أحمد حلمي انضم إلى قائمة متابعيه بعدما راسله «مكاوي» برسوماته له والتي بلغ عددها 10 رسومات مختلفة.
بدأ «المكاوي» الرسم منذ سنوات بصورة للفنان أحمد حلمي وعندما لم يكن راضيا عنها قرر بعد فترة رسم صورة أخرى وعندما وجد أن مستواه يتحسن، قرر أن يعطي وقتا وجهدا أطول في مبدأ رسم الوجوه وشجعه أهله على ذلك مع كل بورتريه جديد كان ينتهي منه حتى قرر أن ينمى موهبته بمشاهدة صور فنانين كبار ومتابعة أحدث التقنيات في الرسم والتظليل وتوضيح الانعكاسات من خلال موقع «يوتيوب» والمواقع المعنية الرسم واللوحات، موضحا أن هناك تفاصيل تعلمها من تلك المواقع وتفاصيل أخرى اكتشفها مع نفسه بكثرة الممارسة.
وكشف «المكاوي» لـ«شبابيك» أنه بعد سنوات من الرسم بالقلم الرصاص قرر مؤخرا البدء بالرسم بالقلم الجاف وهو ما يعتبر مخاطرة لا يقوَ عليها العديد من الرسامين بعد، قائلا: «الرسم بالرصاص تقليدي وكل الناس بتعمله أنا فكرت أتحدى نفسي وأرسم بالجاف وفعلا رسمت 3 رسومات لحد دلوقتي نالوا رد فعل حلو قوي وتعليقات إيجابية من متابعيني، وبسعى إني أنمي مستوايا وأروح للمنطقة الأصعب عشان كدة مش عايز أتعود على فكرة رسم اللوحات العادية والمناظر الطبيعية لأن رسم الوشوش أصعب بكتير وطالما بدأت بالأصعب، يبقى مش منطقي أرجع بمستوايا لحاجات أسهل».
استطاع «المكاوي» أن يثبت نفسه ليكون لديه المئات من طلبات الصداقة فقط لمتابعة رسوماته بخلاف استضافته مرتين في برامج تليفزيونية للحديث عن موهبته التي جات في عمر مبكر، ولكن أقوى رد فعل تلقاه من وجهة نظره كان من الفنان أحمد حلمي الذي قام بنشر أغلب رسوماته له على صفحته الخاصة بموقع «تويتر».
ووجه الفنان أحمد حلمي له رسالة في آخر صورة رسمها له، شكره فيها على إبداعه ولكنه طالبه كذلك بالتوقف قليلا عن الرسم للمذاكرة واجتياز امتحاناته وهو الوعد الذي نفذه «المكاوي»، بعد ظهور نتيجته بالأمس ليتخرج من المرحلة الإعدادية بنجاح.
ويقول «المكاوي» إن أفراد عائلته كانت أهم الشمجعين له وعلى رأسهم شقيقه الأكبر «محمد» الذي يعتبر أكبر داعم له، حتى أن والدته غضبت منه في البداية عندما رأته يرسم على حائط حجرته عبارة بالخط العربي، إلا أنها غيرت رأيها عندما اكتمل عمله الفني وأشادت بجودة خطه، أما عن دور المدرسة فقال «المكاوي» إن مدرسته من المدارس الحكومية التي لا تعني بالأنشطة أو الفنون، ومن ثم لم يجد فرصة لعرض رسوماته على المدرسين حيث أن المدرسة لا تهتم بعمل معارض أو حفلات تتيح له عرض أعماله، ولذا اتخذ قراره بعدم الاعتماد على المدرسة في دعمه أو تنمية موهبته.
وأوضح «المكاوي» أن أكثر رسمتين استغرقتا مدة في تنفيذهما هما: بورتريه الممثل الأمريكي مورجان فريمان والذي قام برسمه بالقلم الجاف في 12 ساعة، وكذلك بورتريه الفنان عادل إمام الذي استغرق 9 ساعات، كما أنه جرّب لأول مرة تنفيذ بورتريه بألوان (فابركاستل الخشبية) للفنان محمد منير، إلا أنه قرر عدم تكرار التجربة إلا بعد شراء نوعية ألوان أفضل للمرات القادمة، مضيفا أن عدم توافر ألوان في الوقت الحالي هو الذي جعله يتوقف عن الرسم بطريقة الـ3D والذي يعتبر من أصعب أنواع الفنون التي ظهرت مؤخرا، إلا أنه قرر أن يخوض التجربة ويتحدى نفسه في هذا المجال أيضا.
أما عن حلم «المكاوي» الذي لم يدخل المرحلة الثانوية بعد، فقال أن يتمنى أن ينمي موهبته دخول كلية الفنون الجميلة، حتى يصبح فنانا عالميا له معارض يتابعها العالم ويرفع بها اسم بلده، وربما كانت أولى تلك الخطوات هي محاوته للتقديم في برنامج «Arab got talent» في تجارب الأداء التي نظمتها إدارة البرنامج في الإسكندرية خلال الأيام الماضية، حيث قام برسم بورتريه سريع لكوكب الشرق أم كلثوم ورغم إعجاب اللجنة بمستوى الرسم إلا أنها رفضت انضمامه للمسابقة لأن رسم البورتريه استغرق 4 دقائق وكان من شروط التقدم ألا يستغرق كل متسابق على المسرح سوى دقيقتين فقط، إلا أن هذا الموقف لم يمثل عائقا أمام الرسام الصغير الذي قرر أن يواصل المشوار بكل السبل حتى يحقق حلمه.