غير العربية.. تعرف على 4 لغات دينية مقدسة

غير العربية.. تعرف على 4 لغات دينية مقدسة

منذ ظهور الإسلام أصبحت للغة العربية مكانة خاصة في نفوس المسلمين، لأنها لغة القرآن الكريم. وأصبحت حمايتها جزءا من الحفاظ على الدين نفسه.

لكن العربية ليست اللغة الدينية الوحيدة التي قدسها البشر؛ فعلى مدار التاريخ ارتبطت بعض اللغات الأخرى بالنصوص الدينية المختلفة وشعائرها وطقوسها.

اللغة القبطية

في الحقيقة لا وجود لما يسمى باللغة القبطية، فالقبطية هي مرحلة من مراحل تطور كتابة اللغة المصرية القديمة. فعلى مدى آلاف السنين عرفت اللغة المصرية القديمة أربعة أنواع من الكتابة، هي:

الهيروغليفية: وتعتمد على الرسومات المأخوذة من الطبيعة. واستخدمت في النصوص الدينية، وتسجيل الأحداث السياسية والتاريخية على جدران المعابد.

هيروغليفية

نصوص فرعونية بالخط الهيروغليفي

الهيراطقية: هي تبسيط للكتابة الهيروغليفية، واستخدمت معها في النفس الوقت، وتعتمد على الحروف وليست الصور المرسومة. واستخدم الخط الهيراطيقي في كتابة النصوص الدينية والأدبية وتدوين المعاملات التجارية والحسابات والوثائق القانونية.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

نصوص فرعونية بالخط الهيراطيقي

الديموطيقية:  وتعني الكتابة الشعبية، وقد ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد، خلال الأسرة الـ26. وهي أكثر أشكال الخطوط اختصارًا وسهولة. واستخدمت كذلك في المعاملات التجارية والقانونية.

ديموطيقي

الخط الديموطيقي

القبطية: آخر مرحلة من تطور كتابة اللغة المصرية القديمة، وفيها استبدلت الأبجدية الديموطيقية، بالحروف اليونانية، لكن ظلت مفردات اللغة وقواعدها واحدة.

ظهرت الكتابة القبطية قبل دخول المسيحية مصر كنتيجة طبيعية لتأثر المصريين بالثقافة اليونانية، بعد فتح الأسكندر الأكبر لمصر وحكم البطالمة. فقد أصبحت اليونانية لغة أساسية في دواوين الحكم، وكذلك ساهمت عملية الترجمة في نقل الكثير من المفردات اليونانية للغة المصرية القديمة.

اللغة القبطية

الكتابة القبطية مزيج بين المفردات المصرية والخط اليوناني

كانت الكتابة بالقبطية محدودة قبل انتشار المسيحية، وفي عهد البابا ديميتري السكندري «189- 232» وعندما قرر التبشير بالديانة المسيحية في أنحاء الدلتا وصعيد مصر، تمت ترجمة الإنجيل من اليونانية إلى اللغة المصرية القديمة، واستخدمت الحروف اليونانية في كتابة الإنجيل نظرًا لسهولته عن الخط الديموطيقي. ومن هنا انتشرت اللغة القبطية بشكل أوسع وارتبطت بالديانة المسيحية.

اللغة الآرامية

الآرامييون هم شعوب سامية استوطنت سوريا القديمة، في الألف الثاني قبل الميلاد، وأسسوا مملكة هناك كانت عاصمتها دمشق. وتنتمي اللغة الآرامية لنفس عائلة اللغات السامية التي تنتمي لها اللغة العربية.

لم تكن اللغة الآرامية لغة دينية فقط، بل كانت لغة عالمية في الوقت نفسه. وتعود قداستها الدينية بالنسبة للمسيحيين لأنها اللغة التي تحدث بها السيد المسيح.

الابجدية الآرامية

الأبجدية الآرمية

أما عالمية اللغة فترجع لأنها أصبحت مع الألف الأول قبل الميلاد، اللغة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ولغة المعاملات التجارية والسياسية بين الدول المختلفة نظرًا لسهولتها الشديدة. ومن علامات انتشار هذه اللغة أنها أصبحت في مرحلة ما لغة الإمبراطورية الفارسية، وكذلك انتشرت في فلسطين على حساب اللغة العبرية.

ظلت الآرامية حاضرة بقوة حتى بعد دخول الإسلام لبلاد الشام. كما انقسمت لعدة لهجات، أهمها هي اللهجة السريانية التي تبنتها الديانة المسيحية، ونشرتها بقوة في كتاباتها الدينية وحملاتها التبشيرية، حتى غطّت على الشكل القديم للغة الآرامية، وأصبحت السريانية هي الوجه الآخر للغة الآرامية.

اقرأ أيضا⇐«المسحراتي وفانوس رمضان والمدفع.. إيه حكاياتهم»

اللغة السريانية

تشترك اللغة السريانية مع العربية في العديد من الأشياء؛ فاللغة السريانية عرفت بأنها أدبية شديدة البلاغة، وكذلك عرفت بأنها لغة العلوم والفنون، وكونها لغة الديانة المسيطرة على العالم في ذلك الوقت، وهي المسيحية.

والسريان هي كلمة تطلق على الشعوب التي سكنت بلاد ما بين النهريين، مثل الآشوريين والكنعانيين والآراميين والبابليين، ومنها أخذت كلمة «سوريا».

اللغة السريانية

تبدو الأبجدية السريانية شديدة الشبة بالخطوط العربية القديمة

نشأت السريانية كلهجة للغة الآرامية. وعندما انتشرت المسيحية من فلسطين لبلاد الشام والعراق، اعتقد المسيحيون السريان أن لهجتهم هي نفس اللهجة التي تكلم بها السيد المسيح، وفضلوا أن يطلقوا عليها لغة سريانية، تفريقا لها عن الآرامية التي انتشرت في حضارات، مثل بابل وآشور، وارتبطت بالديانات الوثنية.

وبعد انتشار الإسلام واللغة العربية ظلت اللغة السريانية حية حتى القرن الـ13 الميلادي، وحافظ عليها كثرة أعمال الترجمة منها إلى العربية، ثم انحسرت مع الوقت في الكنائس السريانية وبعض القوميات المحافظة.

الخط الحجازي

القرآن الكريم بالخط العربي الحجازي

اللغة العبرية

اللغة العربية تنتمي لعائلة اللغات السامية، مثل الآرامية والسريانية والعربية. وقد نشأت اللغة العبرية كلهجة من اللغة الكنعانية القديمة، التي انتشرت في فلسطين وأجزاء من بلاد الشام.

بدأ ازدهار اللغة العبرية القديمة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وهي الفترة التي دونت فيها أسفار التوراة، وظلت اللغة العبرية محدودة في فلسطين، لكنها حاضرة بقوة كلغة دينية، حتى القرن الخامس الميلادي عندما انتشرت الآرامية في منطقة الهلال الخصيب وأصبحت لغة التخاطب في فلسطين، وانحسرت اللغة العبرية لتصبح لغة دينية فقط.

كتابات عبرية قديمة

نصوص عبرية قديمة

وبعد ظهور السيد المسيح كُتب الإنجيل باللغة السائدة وقتها وهي اللغة الآرامية، ما أعطى للغة العبرية – رغم انحسارها- طابعًا خاصًا بالديانة اليهودية أكثر من ذي قبل.

تعرضت اللغة العبرية للعديد من المؤثرات التي جعلتها شديدة الاختلاف عن اللغة العبرية القديمة، وذلك لكثرة الحروب التي تعرض لها العبرانيين، خاصة السبي البابلي، فقد اختلطت اللغة العبرية بالعديد من اللغات الأخرى، كالآرامية واليونانية.

اللغة العبرية

الكتابة العبرية الحديثة

وفي العصر الحديث ومع هجرة الكثير من الأوروبيين لإسرائيل، دخلت عليها الكثير من الكلمات الأجنبية، كما حُرّفت طريقة نطقها لتصبح أقرب للغات الأوروبية عن كونها لغة سامية.

اقرأ أيضا⇐«رحلة الإنجليزية من القبائل البدوية لبريطانيا»​​​​​​​

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال