الشباب عندهم «جامو فوبيا».. بس متخفش ليها علاج
كتبت: مي مصطفى
يعزف الشباب عن الزواج ويخافون، خاصة ممن لا يجدوا في أنفسهم الثقة الكافية لاتخاذ هذه الخطوة الضرورية.
لكن هذا النوع من الخوف ليس وليد اللحظة، ولكن يتشكل في نفسية الشخص منذ الصغر ويزداد وعندما يكبر ويصل إلى سن الزواجه وربما وقتها فقط يكتشف أنه مصاب برهاب الزواج أو كما يطلق عليه العلماء «جامو فوبيا».
وتختلف أسباب معاناة الشخص من الخوف من الزواج من الشباب للفتيات، ولكن هناك بعض الأسباب التي من الممكن أن تكون مشتركة بين الجنسين، وهي:
عشان متتورطش.. اسئلة لشريك حياتك قبل الزواج
الخوف من المسئولية
كل منا يشعر بالخوف تجاه مسئولية جديدة تواجهه، من سفر أو عمل جديد أو الانتقال لمنزل مختلف عما تعود عليه، فما بالك من خوف مسئولية الزواج وتكوين أسرة خاصة أنه يلقي بعدد من المسئوليات على الزوج والزوجة في وقت واحد، وإما أن يكون لديهما ثقة كافية في أنفسهم وإلا لن يقدما على الخطوة أبدا.
التأثر بنماذج سلبية سابقة
من الطبيعي أن يصاب الشاب أو الفتاة برهاب الزواج إذا تعرضا لصورة سلبية عنه، مثل حوادث طلاق الآباء والأمهات خلال مرحلة الطفولة، ورؤية الوالدين يتشاجران، أو فشل زواج سابق، وكثرة التعرض لحكايات الزواج الفاشلة على نطاق واسع، وهو ما يخيف المقبل على الزواج عند استحضار تلك الصور السلبية.
طريقة النوم قد تكون سببا في تأخر سن الزواج
الخوف من العلاقة الحميمية
ويوجد أسباب أخرى للخوف من الزواج تختلف من الشباب للفتيات، فعلى سبيل المثال كثيرا ما ترهب الفتاة الزواج كلما اقترب موعد زفافها بسبب خوفها من إتمام العلاقة الحميمية، وهذا النوع من الخوف يظهر في حالة الفتيات اللاتي لا يعلمن شيئا عن الثقافة الجنسية أو اللاتي استمعن سابقا لحكايات مؤلمة عن تلك التجربة حتى تأثرن بها لدرجة زائدة.
الخوف من القيود والتحكم
فيما يخاف الرجال عادة على حريتهم وصفاء ذهنهم، فكثير من الرجال خاصة في المجتمعات الشرقية ينظرون للزواج على أنه قفص لن يتمكنوا من التحليق خارجه وستتحول جميع ميولهم ورغباتهم بمرور الوقت إلى أشكال من الترف لن يسمح لهم الطرف الآخر (الزوجات) بممارستها بسبب كثرة الأعباء المادية أو ضغط الوقت أو رغبة الزوجة في أن تحتل وقت وعقل زوجها بالكامل دون أن تترك له فرصة للقاء أصدقائه أو السفر.
ومن بين حكايات الخوف من الزواج وما تسبب فيه لأصحابه، يقول عمرو محمد، 30 سنة، إنه لم يكن متحمسا لفكرة الزواج وإنما أهله هم الذين دفعوه لزيارة أهل 3 عرائس وفي كل مرة كان ينتهي الأمر بأن يصارحهم بأن العروسة غير مناسبة له ولكن في المرة الأخيرة كان قد وافق فعلا على الارتباط بالعروسة وتراجع قبل أيام من إعلان خطبتهما وأرجع ذلك لخوفه الدائم من أن تتحول حياته لجحيم و«نكد متواصل» بحسب وصفه وهو الوصف الذي سمعه من جميع أصدقائه واقاربه المتزوجين بمن فيهم أهله.
وتقول ريم محمد، 24 سنة،: «مش متأكدة أنا عندي النوع ده من الفوبيا ولا لأ، بس اللي متأكدة منه إني خايفة من الارتباط بشكل عام بسبب خوفي من الفشل، وحتى مش عايزة أدور على شريك حياة أو إني اخوض تجربة حب أصلا».
ووافقتها الرأي سعاد أحمد التي تقول: «طبيعي إن كل الناس تكون خايفة من الارتباط والجواز وهم شايفين حواليهم كم النكد والملل والحكايات اللي بيسمعوها، أنا عن نفسي أعرف اتنين بس سعداء في جوازهم وكل الناس التانية بشوفهم بيشتموا في الجواز».
هل ينجح الزواج بعد اكتشاف خيانة أحد الطرفين؟
العلاج إيه؟
أما عن كيفية التخلص من هذا النوع من الفوبيا، فيقول الطبيب النفسي محمد مهدي إن أول خطوات العلاج هو معرفة ما يخيف الشخص من الزواج بدقة لأن الأسباب تختلف من شخص لآخر، فمعرفة سبب الخوف يبقى الأهم للوصول الى الطريقة الأفضل للعلاج، ويتم هذا بعد توجه الشاب أو الفتاة إلى طبيب متخصص إما في العلاقات الزوجية أو طبيب نفسي.
وأضاف «مهدي» أن العلاج السلوكي واحد من أكثر طرق العلاج فعالية في تلك الحالة، وهي أن يتعرض الشخص لحكايات آخرين سعداء وناجحين في حياتهم الزوجية وهو ما سيعم بمرور الوقت على تفتيت عقدته وتشتيت وجهة نظره المسبقة حول أن الزواج مشروع فاشل بالتأكيد، ومن هنا سيتم استبدال صوره السلبية عن الزواج بأخرى إيجابية.
وأحيانا ما يلجأ الطبيب النفسي للتعرف على أسرة المريض ويشرح لهم العقدة التي يعاني منها ابنهم أو ابنتهم وتمنعه أو تمنعها من الزواج، لأن أحيانا ما يعمل هذا على تأكيد الأهل لأبنائهم أن المشاكل التي كانوا يروها ويعيشوها في منزلهم مع أهلهم لن تتكرر عندما ينتقلوا هم لحياتهم الجديدة، مع التأكيد على تطمين الفتيات من العلاقة الجنسية وطرد أي أفكار سلبية تكون قد سمعتها من قبل عن هذا الأمر.
وأضاف «مهدي» أنه لا يفضل اللجوء للعلاج بالأدوية المضادة للقلق والاكتئاب إلا إن كانت احالة متدهورة وتستدعي ذلك، مشيرا إلى أن العلاج السلوكي يكون أكثر تأثيرا من الأدوية، بحسب قوله.