تياترو الإسكندرية.. أكل ومزيكا ومسرح على الطراز العربي
كتبت- مي مصطفى:
«لو ماكانش الحي الإيطالي في إسكندرية هو ملتقى الفنون وقبلة المبدعين، أمال يبقى فين؟»، كان هذا رأي الدكتور محمود أبو دومة، المخرج المسرحي، والذي دفعه لاختيار هذه البقعة تحديدا بشارع الملك فؤاد، أحد أقدم وأعرق شوارع وسط الإسكندرية، ليطلق فيه مشروعه الثقافي «تياترو الإسكندرية».
بدأ «تياترو الإسكندرية» بعد اندلاع ثورة 25 يناير باعتباره مركزا ثقافيا شاملا، بدءا من فقرات العازفين، وورش الكتابة والتمثيل، مرورا بدروس تعليم الرسم والعزف وصولا إلى مسارح للعروض المسرحية والحفلات الغنائية، حتى تطور بمرور الوقت وتحول جزء كبير منه إلى مطعم ومقهى على طراز فريد، أغلب جمهوره من الشباب ويتجمعون صباحا لتناول المشروبات والاستذكار، ومساء في الحفلات والفعاليات الثقافية.
الصورة لـ «رحمة أحمد» نقلا عن صفحة «تياترو الإسكندرية»
بمجرد دخولك إلى «تياترو الإسكندرية» لن تخطئه عينك، ولن تشعر أنك رأيت مكانا شبيها به من قبل، فمبدأيا قررت إدارة التياترو تقسيمه لأكثر من مكان، ما بين المطعم، والمسرح، ومكان تلقي الورش ومعارض المشغولات اليدوية، والكافيه الخارجي على مدخل «تياترو الإسكندرية» نفسه في ذوق بديع جاء شبيها إلى حد كبير بالديكور الإسلامي الذي اختاره أصحاب المكان لقسم المطعم، حيث أن المكان بالكامل معتمد على ديكورات من الخشب بدءا من الطاولات والمقاعد إلى الشبابيك والمشربيات التي زينته من الداخل.
وحتى في طبيعة اللوحات المختارة لتزيين المكان أو الردهة الموصلة إلى الحمام، فلابد أن يأخذك المكان إلى عصور لم نعهدها من قبل بمجرد دخولك، ووقتها لن تندهش عندما ترى جميع رواده يحرصون على التقاط الصور التذكارية بداخله قبل أن يخرجوا.
وفي نفس الوقت اعتاد «تياترو الإسكندرية» على تقديم المشروبات العربية والبدوية أحيانا (مثل الشاي الزردة) بخلاف تقديمه لأطباق عادية أخرى، إلا أنه عادة ما يشهد وجود تجمعات كبيرة في أيام رمضان وخاصة وقت السحور ليقدم وجبات من الجبن والبيض المزغلل والفول بالزيت بخلاف الزبادي البلدي وغيرها.
كما قرر «تياترو الإسكندرية» تقديم خدمة مستحدثة وهي تخصيص طاولة (سفرة) كبيرة الحجم يتم تأجيرها لعائلة بحسب الطلب، تحت شعار «عزومتك عندنا»، وهي فكرة توفر على ربة المنزل استقبال ضيوف في منزلها وتمكنها من عمل العزومة في غرفة منفصلة من أرجاء التياترو تتسع لجميع المدعوين بقائمة طعام متنوعة تستطيع أن تختار منها ما تريده، بديلا عن تنظيم العزومة في البيت.
أما عن الهدف الثقافي والأساسي من مشروع «تياترو الإسكندرية»، فيقول المخرج محمد أبو دومة، إنه قرر تأسيسه ليكون ساحة ثقافية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتمارس فيه الأنشطة والبرامج الفنية والثقافية كافة، على مستويات متعددة تتراوح بين العروض الفنية والتدريب والحوار وبرامج الأطفال، وتقدم فيه عروض مسرحية، وستاند أب كوميدي واسكتشات موسيقية، ومعارض لبيع المنتجات اليدوية للفنانين المصريين، فضلا عن كونه يحمل السمات الثقافية للمقهى المصري.
وتأتي الحفلات الغنائية على رأس البرامج التي ينظمها «تياترو الإسكندرية»، حيث كثيرا ما استضاف مطربين وفرق موسيقية بمسرح «بدروم التياترو»، إضافة إلى ورش الحكي والنقد الأدبي وتعليم الرسم والعزف، بخلاف معارض المشغولات اليدوية وغيرها من الأنشطة الفنية المتنوعة التي أصبح محبيها يعتبرون «التياترو» بيتا دائما لهم.
