أزمة الخطبة المكتوبة تتصاعد.. هيئة كبار العلماء تحذر من تسطيح فكر الأئمة
رفضت هيئة كبار العلماء بالإجماع قرار وزارة الأوقاف فيما يتعلق بالخطبة المكتوبة، معتبرة هذه الخطوة تجميدا للخطاب الديني وتسطيحا لفكر الخطيب.
استندت الهيئة في قرارها إلى مسؤولية الأزهر عن الدعوة الإسلامية والمحددة في الدستور المصري، وذلك في الاجتماع الذي انعقد اليوم الثلاثاء، في مقر المشيخة برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وطرحت الهيئة رؤى بديلة للقرار كالعمل على تثقيف الأئمة والخطباء، بالإضافة إلى تزويدهم بالكتب والمكتبات، للقدرة على مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة بالعلم والفكر الصحيح.
وشدد العلماء على ضرورة تكثيف التدريب للخطيب والداعية وإصقاله بمهارات البحث العلمي والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يُناسب بيئته والتغيرات المتطورة باستمرار.
وكانت وزارة الأوقاف أقرت في 12 يوليو الجاري توحيد خطبة الجمعة مكتوبة، وتوزيعها على أئمة المساجد في مصر، وذلك خلال الاجتماع الذي رأسه الوزير محمد مختار جمعة، بحضور وكلاء وزارة الأوقاف في المحافظات؛ فيما التزم وزير الأوقاف في خطبة الجمعة قبل الماضية بإلقاء الخطبة من ورقة، تنفيذا للقرار على نفسه أولا.
وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، قال إنه يجب الآن على قيادات مجمع البحوث والأوقاف تنفيذ توجيهات الهيئة وإغلاق هذا الملف بصورة نهائية.
وكان شومان اعترض في وقت سابق على القرار، قائلا إنه غير ملزم للوعاظ التابعين للأزهر، ولم تبلغهم الوزارة به رسميا.
ونشر موقع صحيفة اليوم السابع، أن ديوان عام وزارة الأوقاف، شهد حالة من الارتباك بعد قرار الهيئة، حيث استدعى الوزير كبار معاونيه من قيادات الوزارة للتشاور حول الأزمة.
فيما استدعى الوزير الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني للتواصل مع قيادات المحافظات للوصول إلى حل بعد الجدل الحادث في الأوساط الدعوية حول القرار.
في بيان لهيئة كبار العلماء عقب اجتماع اليوم، قدرت الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في العمل على تعميق الثقافة الفكرية الإسلامية لدى وعَّاظه، وذلك بعقد دورات دورية مستمرة ومكثفة في كافة المجالات الشرعية، وإمداد الوعاظ بمجموعات كبيرة من الكتب التي تعمق ثقافتهم وتوسع مداركهم.